كامنة بَين الضلوع، ورسي بجوانحها رسيس هوى [يجل عَن الولوع] وتملكها بِهِ غرام ظَاهر ومستكن، ولسان حَالهَا يَتْلُو [قَوْله] إِلَّا من أكره وَقَلبه مطمئن. وَرب مغلوب سمح بالرغم قياده، وَملك ظَاهره وَلم يملك فُؤَاده، فَلَمَّا علمت الْآن من حبيبها بِقرب الدَّار، وَأدنى ركابه مِنْهَا مساعف الْمِقْدَار، هَمت وهامت، وتطارحت وترامت، وتهللت من بعد الإطراق، وضحكت من حن اللقا كَمَا بَكت من ألم الْفِرَاق، وأمكنت من وصالها عفوا، وأوردت العذب من زلالها صفوا، وَأَلْقَتْ الْيَد طَوْعًا، وَخير النعم مَا لم تقع عَن كد، وأسنى الْمنح، مَا لم تَجِيء فِي حِسَاب وَلَا وعد، فَكَأَنَّهَا لقطَة اسْتحقَّهَا سيفكم من بعد التَّعْرِيف، ونقطة اسْتَدَارَ علها مُحِيط ذَلِك الْملك الشريف، ونكرة أدخلت عَلَيْهَا أَدَاة التَّعْرِيف، وقبلة عدلت من بعد التحريف، وَلَفْظَة ردَّتْ إِلَى الأَصْل الصَّحِيح عِنْد التصريف. وَمَا كَانَ الْبَلَد الَّذِي عدلت نصبة ملككم السعيد بمطالعه، واقترت السُّعُود على درجتي عاشره وطالعه، ليكذبكم وعده، وَلَا يتخلفكم سعده، فَمَا بَرحت بروق السَّعَادَة تبدو فِي خلال مَا رمتموه، والتوفيق يشد أواخي الْعَزْم الَّذِي أبرمتموه، وَالْحَرَكَة الَّتِي أزمعتم، تتضام عَلَيْهَا الْأَسْبَاب المشتركات، [وتسنح على غروسها الزكية سحايب البركات] وتجد النُّفُوس لَهَا خفَّة، وحركة الْفَتْح أخف الحركات. فَالْحَمْد لله الَّذِي جعل الْقيَاس صَادِقا [والتوفيق مُوَافقا، والنصر للنصل مرافقا] وَالْحَمْد لله الَّذِي ألبسكم حلتها السيرا، لم يوهنها طول المجاذبة والمجاورة، وَلَا اختلقتها أَيدي المسارقة والمساورة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute