واليمن الرَّائِق الثغور، والأسطول الْمَنْصُور، فَلَا تسلوا عَن انبعاث الآمال بعد سكونها، ونهوض طيور الرجا من وكورها، واستبشار الْأمة المحمدية مِنْكُم بقرة أعينها، ومحقق ظنونها، وارتياح الْبِلَاد إِلَى دعوتكم الَّتِي ألبستها ملابس الْعدْل وَالْإِحْسَان، وقلدتها قلائد السّير الحسان، وَمَا مِنْهَا إِلَّا من باح بِمَا يخفيه من وجده، وجهر [بشكر الله وحمده] ، وابتهل إِلَيْهِ فِي تيسير غَرَض مقامكم الشهير وتتميم قَصده، واستأنس نور سعده، وَكم مطل الِانْتِظَار بديوان آمالها، والمطاولة من اعتلالها. وَأما نَحن فَلَا تسلوا عَمَّن استشعر دنو حَبِيبه بعد طول مغيبه، إِنَّمَا هُوَ صدر رَاجعه فُؤَاده، وطرف عَاد إِلَيْهِ رقاده، وفكر ساعده مُرَاده، فَلَمَّا بلغنَا هَذَا الْخَبَر، بادرنا إِلَى إنجاز مَا بذلنا لخديمكم الْمَذْكُور من الْوَعْد، واغتنمنا مِيقَات هَذَا السعد، ليصل سَببه بأسبابكم، ويسرع لحاقة بجنابكم، فَعنده خدم نرجو أَن ييسر الله أَسبَابهَا، وَيفتح بنيتكم الصَّالِحَة أَبْوَابهَا وَقد شَاهد من امتعاضنا لذَلِك الْمقَام الَّذِي ندين لَهُ بالتشيع الْكَرِيم الوداد [ونصل على بعد المزار ونزوح الأقطار سَبَب الِاعْتِدَاد مَا يُغني عَن الْقَلَم والمداد] . وَقد ألقينا إِلَيْهِ من ذَلِك مَا يلقيه إِلَى مقامكم الرفيع الْعِمَاد، وكتبنا إِلَى من بالسواحل من ولاتنا، نحد لَهُم مَا يكون عَلَيْهِ عَمَلهم فِي بر من يرد عَلَيْهِم من جِهَة أبوتكم الْكَرِيمَة، ذَات الْحُقُوق الْعَظِيمَة، والأيادي الْحَادِثَة والقديمة، وهم يعْملُونَ فِي ذَلِك بِحَسب المُرَاد، وعَلى شاكلة جميل الِاعْتِقَاد، وَيعلم الله أننا لَو لم تعق الْعَوَائِق الْكَثِيرَة، والموانع الْكَبِيرَة، والأعداء الَّذين دهيت بهم فِي الْوَقْت هَذِه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute