للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينيم، وقديم يقْعد وتقيم. وَمَا الْفَائِدَة فِي فرش تحتهَا جمر الغضا، وَمَال من وَرَائه سوء القضا، وجاه يحلق عَلَيْهِ سيف منتضا. وَإِذا بلغت النَّفس إِلَى الالتذاذ بِمَا لَا تملك، واللجاج حول الْمسْقط الَّذِي تعلم أَنَّهَا فِيهِ تهْلك، فَكيف تنْسب إِلَى نبل، أَو تسير من السَّعَادَة فِي سبل. وَإِن وجدت فِي الْقعُود بِمَجْلِس التَّحِيَّة بعض الأريحية، فليت شعري أَي شَيْء زَادهَا، أومعنى أفادها. إِلَّا مباكرة وَجه الْحَاسِد، وذى الْقلب الْفَاسِد، ومواجهة الْعَدو المستأسد، أَو شَعرت بِبَعْض الأبناس فِي الرّكُوب بَين النَّاس، هَل التذت إِلَّا بحلم كَاذِب، أَو جذبها غير الْغرُور مجاذب. إِنَّمَا راكبك من يحدق إِلَى الْحِلْية وَالْبزَّة، ويستظل مُدَّة الْعِزَّة، ويرتاب إِذا تحدثت بخبرك، وَيتبع بِالنَّقْدِ والتجسس مواقع نظرك، ويمنعك من مسايرة أنيسك. ويحتال على فرَاغ كيسك، ويضمر الشَّرّ لَك ولرئيسك. وَأي رَاحَة لمن لَا يُبَاشر قَصده، ويسير مَتى شا وَحده. وَلَو صَحَّ فِي هَذَا الْحَال لله حَظّ، وهبه زهيدا، أَو عين للرشد عملا حميدا، لساغ الصاب، وَخفت الأوصاب، وَسَهل الْمُصَاب، لَكِن الْوَقْت أشغل، والفكر أوغل، والزمن قد عمرته الحصص الوهمية، واستنفذت مِنْهُ الكمية. أما ليله ففكر أَو نوم. وعتب، بَحر الضراس وَأما يَوْمه فتدبير وقبيل ودبير، وَأُمُور يعيى بهَا ثبير وَلَفظ لَا يدْخل فِيهِ حَكِيم كَبِير، وبلاء مبير، وَأَنا بِمثل ذَلِك خَبِير، وَوَاللَّه يَا سَيِّدي، وَمن فلق الْحبّ، وَأخرج الْأَب، وذرا مَا مَشى وَمَا دب، وَهدى وأكب، وسمى نَفسه الرب، لَو تعلق المَال الَّذِي يجرى هَذَا الكدح، ويورى سقيطه هَذَا الْقدح، بأذيال الْكَوَاكِب وزاحمت الْبَدْر بدره بالمناكب، لما وَرثهُ عقب، وَلَا خلص مِنْهُ معتقب، وَلَا فَازَ بِهِ سَافر وَلَا منتقب، وَالشَّاهِد الدول، والمشايم الأول، فَأَيْنَ الرباع المقتناة،

<<  <  ج: ص:  >  >>