للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَيْنَ الديار المبتناة، وَأَيْنَ الحوائط المغترسات، وَأَيْنَ الذَّخَائِر المختلسات، وَأَيْنَ الودائع المؤملة، والأمانات المحملة، تاذن الله بتثبيرها، وأدنا نَار التبار من دنانيرها، فقلما تلقى أَعْقَابهم إِلَّا عرى الظُّهُور، مترفقين بجرايات الشُّهُور، متعللين بالهبا المنثور، يطردون من الْأَبْوَاب، الَّتِى حجب عِنْدهَا آباؤهم، وَعرف مِنْهَا إباؤهم وشم من مقاصيرها عنبرهم وكباؤهم، لم تسامحهم الْأَيَّام إِلَّا فِي أرث مُحَرر، أَو حَلَال مُقَرر، وَرُبمَا محقه الْحَرَام، وَتعذر مِنْهُ المرام. هَذِه أعزّك الله حَال قبُولهَا المرغوب فِيهِ، وَمَالهَا مَعَ الترفيه، وعَلى فرض أَن يسْتَوْفى الْعُمر فِي الْعِزّ مستوفيه. وَأما هَذِه من عَدو يتحكم وينتقم، وحوت بغى يبتلع ويلتقم، وطبق يحجب الْهوى، ويطيل فِي الترب الثوى، وثعبان قيد يعَض السَّاق، وشؤبوب عَذَاب يمزق الإبشار الرقَاق، وغيلة يهديها الواقب الْغَاسِق، ويجرعها الْعَدو الْفَاسِق، فصرف السُّوق، وسلعته الْمُعْتَادَة الطروق، مَعَ الافول والشروق، فَهَل فِي شئ من هَذَا مغتبط لنَفس حرَّة، أَو مَا يُسَاوِي جرعة مَاء مرّة. واحسرتا للأحلام ضلت، وللأقدام زلت، وَيَا لَهَا مُصِيبَة جلت. ولسيدي أَن يَقُول، حكمت عَليّ باسنثقال الموعظة واستجفانها، ومراودة الدُّنْيَا بَين خلانها وأكفأنها، وتناسى عدم وفائها، فَأَقُول الطّيب بالعلل أدرى، والشفيق بِسوء الظَّن مغرى. وَكَيف وَأَنا أَقف على السحاءة بِخَط يَد سَيِّدي من مطارح الاعتقال، ومثاقب النوب الثقال، وخلوات الاستعداد للقاء الخطوب الشداد، ونوش الأسنة الْحداد، وَحَيْثُ يجمل بِمثلِهِ أَن لَا يصرف فِي غير الخضوع لله بنانا، وَلَا يثنى لمخلوق عنانا، وأتعرف أَنَّهَا قد مَلَأت الجو والدو، وقصدت الجماد والبو، تقتحم أكف أولى الشمات، وحفظة المذمات، وَأَعْوَان النوب الملمات، زِيَادَة

<<  <  ج: ص:  >  >>