فِي الشقا، وقصدا بريا من الِاخْتِيَار والانتقا، مُشْتَمِلَة من التجاوز على أغرب من العنقا، وَمن النِّفَاق على أشهر من البلقا، فَهَذَا يُوصف بِالْإِمَامَةِ، وَهَذَا ينْسب فِي الْجُود إِلَى كَعْب بن مامة، وَهَذَا يَجْعَل من أهل الْكَرَامَة، وَهَذَا يُكَلف الدعا وَلَيْسَ من أَهله، وَهَذَا يطْلب مِنْهُ لِقَاء الصَّالِحين وَلَيْسوا من شكله، إِلَى مَا أحفظنى وَالله من الْبَحْث عَن السمُوم، وَكتب النُّجُوم، والمذموم من الْمَعْلُوم، هلا كَانَ من ينظر فِي ذَلِك قد قوطع بتاتا، وأعتقد أَن الله قد جعل من الْخَيْر وَالشَّر ميقاتا، وَإِنَّا لَا نملك موتا وَلَا نشورا وَلَا حياتا، وَأَن اللَّوْح قد حصر الْأَشْيَاء، محوا وإثباتا، فَكيف نرجو لما منع الله منالا، أَو نستطيع مِمَّا قدر الله إفلاتا، أفيدونا مَا يرجح العقيدة المتقررة فتحول إِلَيْهِ، وبينوا لنا الْحق نعول عَلَيْهِ. الله الله يَا سَيِّدي فِي النَّفس المرشحة، وللذات المحلاة بالفضائل الموشحة، وَالسَّلَف الشهير الْخَيْر، والعمر المشرف على المرحلة بعد حث السّير، ودع الدُّنْيَا لأَهْلهَا فَمَا أوكس حظوظهم، وأخس لحوظهم، وَأَقل مَتَاعهمْ، وَأعجل إسراعهم، وَأكْثر عناءهم، وأقصر إناءهم: