للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دلو كسرة فصار أدلو لتنقلب الواو ياء بعذر قاطع، وهو انكسار ما قبلها وهو لام، وليس كذلك الهمزة؛ لأنها إذا كسر ما قبلها لم يجب انقلابها ياء، وذلك نحو بئر وذئب، ألا تراك إذا قلت: هو يئلف لم يجب قلب الهمزة ياء؟ فلهذا قلنا إن كسر ياء ييجل لما يعقب من قلب الأثقل إلى الأخف مقبول، وليس فى كسر ياء يئلف ما يدعو إلى ما تحتمل له الكسرة، وليس فيه أكثر من أنه إذا كسر الياء ثم خفف الهمزة صار ييلمون فأشبه فى اللفظ ييجل، وهذا له قدر لا يحتمل له كسر الياء، فاعرفه.

***

{إِلاّ إِناثاً} (١١٧) ومن ذلك قراءة النبى صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضى الله عنها: «أثنا»، بثاء قبل النون.

وروى أيضا عنها عنه عليه السّلام: «أنثا»، النون قبل الثاء. وقراءة ابن عباس: «إلا وثنا»، وروى عنه أيضا: «إلا أنثا»؛ بضمتين والثاء بعد النون. وقراءة عطاء بن أبى رباح: «إلا أثنا»، الثاء قبل، وهى ساكنة.

قال أبو الفتح: أما «أثن» فجمع وثن، وأصله وثن، فلما انضمت الواو ضما لازما قلبت همزة، كقول الله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}، وكقولهم فى وجوه: أجوه:

وفى وعد أعد، وهذا باب واسع، ونظير وثن وأثن أسد وأسد. ومن قال: أثنا بسكون الثاء فهو كأسد، بسكون السين.

حكى سيبويه هذه القراءة: «أثنا»، بسكون الثاء.

وذهب أبو بكر محمد بن السرى فى قولهم: أسد وأسد إلى أنها محذوفة من أسود، ويقوى قوله هذا بيت الأخطل:

<<  <  ج: ص:  >  >>