للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنبياء]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} (٢٤)

قراءة يحيى بن يعمر وطلحة بن مصرف: «هذا ذكر من معى وذكر من قبلى» (١)، بالتنوين فى «ذكر»، وكسر الميم من «من».

قال أبو الفتح: هذا أحد ما يدل على أن «مع» اسم، وهو دخول «من» عليها.

حكى صاحب الكتاب وأبو زيد ذلك عنهم: جئت من معهم، أى: من عندهم، فكأنه قال: هذا ذكر من عندى ومن قبلى، أى: جئت أنا به، كما جاء به الأنبياء من قبلى، كما قال الله تعالى: {إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (٢).

***

{الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} (٢٤)

ومن ذلك قراءة الحسن وابن محيصن: «الحقّ فهم معرضون» (٣).

قال أبو الفتح: الوقف فى هذه القراءة على قوله تعالى: «لا يَعْلَمُونَ»، ثم يستأنف: «الحقّ»، أى هذا الحقّ، أو هو الحق، فيحذف المبتدأ، ثم يوقف على «الحقّ»، ثم يستأنف فيقال: فهم معرضون، أى: فهم معرضون، أى: أكثرهم لا يعلمون.

***


(١) انظر: (القرطبى ٢٨٠/ ١١، الكشاف ٥٦٩/ ٢، البحر المحيط ٣٠٦/ ٦، العكبرى ٧٢/ ٢، النحاس ٣٧٠/ ٢، الرازى ١٥٨/ ٢٢، مغنى اللبيب ٢١/ ٢، همع الهوامع ٢٢٧/ ٣، شرح التصريح ٤٨/ ٢).
(٢) سورة النساء الآية (١٦٣).
(٣) وقراءة حميد. انظر: (الإتحاف ٣٠٩، البحر المحيط ٣٠٦/ ٦، القرطبى ٢٨٠/ ١١، الكشاف ٥٦٩/ ٢، مجمع البيان ٤٣/ ٧، الرازى ١٥٩/ ٢٢، العكبرى ٧٢/ ٢، النحاس ٣٧٠/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>