للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة القدر]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} (٤)

قرأ: «من كلّ امرئ سلام» (١) -ابن عباس وعكرمة والكلبى.

قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة، على أنه حكى عن ابن عباس أنه قال: يعنى الملائكة، قال: ولا أدرى ما هذا المذهب؟ قال: وإنما هو: «تنزّل الملائكة فيها كلّ أمر»، كقوله تعالى: {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (٢). و «من كلّ أمر» فتم كلام، فقال: «سلام»، أى: هى سلام إلى أن يطلع الفجر.

وقال قطرب: معناه هى سلام لكل أمر وامرئ، ويلزم على قول قطرب أن يقال: فكيف جاز أن يقدّم معمول المصدر الذى هو «سلام» عليه وقد عرفنا امتناع جواز تقديم صلة الموصول أو شئ منها عليه؟.

والجواب أن «سلاما» فى الأصل-لعمرى-مصدر، فأما هنا فإنما فهو موضوع موضع اسم الفاعل الذى هو سالمة، أو المفعول الذى هو مسلّمة، فكأنه قال: من كل امرئ سالمة هى، أو مسلّمة هى، أى: سالمة، فهذا طريق هذا.

***


(١) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٧٧، الفراء ٢٨٠/ ٣، الطبرى ١٦٨/ ٣٠، النحاس ٧٤٥/ ٣، القرطبى ١٣٤/ ٢٠ التبيان ٣٨٤/ ١، الكشاف ٢٧٣/ ٤).
(٢) سورة الدخان الآية (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>