قال أبو الفتح: هذا على إقامة المسبب مكان السبب؛ إذ المراد به معنى القراءة العامة:{فَجَعَلَهُمْ؛} وذلك أنه ليس كل من جعل شيئا على صورة تركه عليها، بل قد يجوز أن يجعله عليها، ثم ينقله عقيب جعله إياه عنها. فقوله تعالى:(فتركهم) يدل على أنه بقاهم على ما أصارهم إليه، من الإجحاف بهم وغلظ المنال منهم، كذا توجب اللغة.
ثم إنه قد يجوز مع هذا أن يريد به معنى الجعل الذى من حصل عليه كان معرضا لبقائه بعد على تمادى الحال به.
وقرأ:«ترؤنّ»(١) بالهمز ابن أبى إسحاق والأشهب العقيلى.
قال أبو الفتح: قد فرط آنفا من القول على همز هذه الواو ما فيه كاف بمشيئة الله.