للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة مريم]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{كهيعص} (١)

قرأ أبو جعفر: «كاف ها يا عين صاد» (١).

وقرأ: «كاف ها يا عين صاد» (٢)، بفتح «الهاء»، ورفع «الياء» -الحسن.

وقرأ: «كاف ها يا عين صاد» بضم الهاء (٣) وفتح الياء-الحسن أيضا.

قال أبو الفتح: أما على الجملة فإن الإمالة والتفخيم فى حروف المعجم ضرب من الاتساع؛ وذلك أن الإمالة والتفخيم ضربان. من ضروب التصرف، وهذه الحروف جوامد لا حظّ لها فى التصرف؛ لأنها ك‍ «ما» و «لا» و «هل» و «قد» و «بل» و «إنما». وإنما أتاها ذانك من قبل أنها إذا فارقت موضعها من الهجاء صارت أسماء، كقولنا: الهاء حرف هاو، والواو والياء والألف حروف الإعلال، وفى الصاد والزاى والسين صفير، والميم حرف ثقيل.

فلما كانت تفارق كونها هجاء إلى الاسمية دخلها ضرب من القوة، فتصرفت، فحملت الإمالة والتفخيم.

فمن فتح ولم يفخم ولم يمل فعلى ظاهر الأمر، ومن أمال أو فخّم اعتمد ما ذكرنا: من جواز كونها أسماء، فمن قال «يا» فأمال-جنح بالإمال إلى الياء، كما جنح بها إليها فى نحو قولك: السّيال والهيام. ومن فخّم تصور أن عين الفعل فى الياء انقلبت عن الواو، كالباب والدار والمال والحال؛ وذلك أن هذه الألفات-وإن كانت مجهولة


(١) انظر: (الإتحاف ٢٩٧، البحر المحيط ١٧٢/ ٦، الكشف ٢٨٧/ ١، النشر ٧١/ ٢، القرطبى ٧٤/ ١١).
(٢) انظر: (القرطبى ٧٤/ ١١، البحر المحيط ١٧٢/ ٦، التبيان ٩٧/ ٧).
(٣) بإشباع تفخيم الهاء قراءة عاصم، ونصر بن عاصم. انظر: (الإتحاف ٢٩٧، البحر المحيط ١٧٢/ ٦، القرطبى ٧٤/ ١١، الرازى ١٧٨/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>