للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه لا اشتقاق لها-فإنها تحمل على ما هو فى اللفظ مشابه لها، والألف إذا وقعت عينا فجهلت فالواجب فيها أن تعتقد منقلبة عن الواو. على ذلك وجدنا سرد اللغة عند اعتبارنا له؛ ولذلك حمل الخليل ألف آءة على أنها من الواو، فقال: كأنها من أؤت. وبمثل ذلك ينبغى أن يحكم فى راءة وصاءة، حتى كأنها فى الأصل روأة وصوأة. فهذا قول جامع فى هذا الضرب من الألفات، فاغن به عما وراءه.

***

{ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ} (٢)

ومن ذلك قراءة الحسن أيضا: «ذكّر رحمة ربّك» (١).

قال أبو الفتح: فاعل ذكّر ضمير ما تقدم؛ أى: هذا المتلوّ من القرآن الذى هذه الحروف أوله وفاتحته يذكّر رحمة ربك، فهو كقوله تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٢). وعلى هذا أيضا يرتفع قوله: «ذكر رحمة ربك» أى هذا القرآن ذكر رحمة ربك. وإن شئت كان تقديره: مما يقصّ عليك، أو يتلى عليك: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا}.

***

{خِفْتُ الْمَوالِيَ} (٥)

ومن ذلك قراءة عثمان وزيد بن ثابت وابن عباس وسعيد بن العاص وابن يعمر وسعيد بن جبير وعلى بن الحسين ومحمد بن علىّ وشبيل بن عزرة (٣): «خفّت الموالى» (٤)، بفتح الخاء والتاء مكسورة.

قال أبو الفتح: أى قلّ بنو عمى وأهلى، ومعنى قوله-والله أعلم- {مِنْ وَرائِي،}


(١) انظر: (البحر المحيط ١٧٢/ ٦، الكشاف ٥٠٢/ ٢، القرطبى ١٧٥/ ١٢، الرازى ١٧٩/ ٢١).
(٢) سورة الإسراء الآية (٩).
(٣) شبيل بن عزرة بن عمير الضبعى: راوية، خطيب، شاعر، نسابة. من أهل البصرة. له كتاب: «الغريب» في اللغة كان يرى رأى الخوارج ثم رجع عنه. وله فى كلا الحالين شعر. انظر: (البيان والتبيين ١٧٥/ ١، وتهذيب التهذيب ٣١٠/ ٤، وسمط اللآلى ١٩٤،١٩٥، وإنباه الرواة ٧٦/ ٢، والأعلام ١٥٧/ ٣.)
(٤) انظر: (الطبرى ٣٧/ ١٦، القرطبى ٧٧/ ١١، الكشاف ٥٠٢/ ٢، البحر المحيط ١٧٤/ ٦ التبيان ٩٨/ ٧، مجمع البيان ٥٠٠/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>