ويقول بعد توجع كثير:
لتبك أبا الفتح العيون بدمعها … والسنا من بعدها بالمناطق
إذا هب من تلك الغليل بدامع … تسرع من هذى الغرام بناطق
شقيقى إذا التاث الشقيق وأعرضت … خلائق قومى جانبا عن خلائقى
***
[كتبه]
لقد خلف ابن جنى كتبا حسانا تدل على فضله الجم الغزير. وقد تخير لها أسماء حسانا كذلك، حتى ليقال إن الشيخ أبا إسحاق الشيرازى المتوفى سنة ٤٧٦ هـ وأستاذ المدرسة النظامية قد سمى بعض كتبه بأسماء كتب لابن جنى؛ وذلك أن لأبى إسحاق المهذب والتنبيه فى الفقه، فقه الشافعية، واللمع والتبصرة فى أصول الفقه. وهذه أسماء كتب لابن جنى، كما سيأتى إيراده.
ولقد كتب ابن جنى إجازة بكتبه لبعض الآخذين عنه فى سنة ٣٨٤ هـ، أى قبل موته بنحو ثمانى سنوات. وذكر فيها ما يأتى:
١ - «الخصائص». وهو مطبوع.
٢ - «التمام». وهو تفسير ما أغفله السكرى من أشعار الهذليين. ويبلغ-على حسب ما يذكر المؤلف أن حجمه خمسمائة ورقة-نحو نصف الخصائص. وشرح السكرى المتوفى سنة ٢٧٥ هـ. وجاء ذكر هذا الكتاب بعنوان «كتابنا فى شعر هذيل» فيها ١٥١/ ١. وجاء ذكره بعنوان «التمام» فى الخزانة ١٥٣/ ٣. ولم أقف عليه فى كشف الظنون. ولا يعلم له وجود فى مكتبات العالم.
٣ - «سر الصناعة». وهذا الكتاب نسخه الخطية كثيرة. ويقوم بعض الأساتذة بتحقيقه وتهيئته للطبع. وقد أورده صاحب كشف الظنون، وذكر أن عليه حاشية لأبى العباس أحمد بن محمد الإشبيلى المعروف بابن الحاج المتوفى سنة ٦٤٧ هـ.
٤ - «تفسير تصريف المازنى». ويسمى «المنصف». وفى الخزانة ٥٠٥/ ١ «قال ابن جنى فى المنصف، وهو شرح تصريف المازنى» وقد عرض لهذا الكتاب صاحب كشف الظنون تحت اسم «تصريف المازنى»، فقد قال: «وشرحه أبو الفتح عثمان بن جنى».
وقد يحرف «المصنف» إلى المنصف. وقد يظن أنه كتاب آخر غير شرح تصريف المازنى.
والمنصف ك «سر الصناعة» كثير النسخ المخطوطة.
٥ - «شرح مستغلق أبيات الحماسة، واشتقاق أسماء شعرائها». ويبدو أن هذا كان كتابا واحدا، ثم جعله بعد كتابين: الأول «التنبيه على مشكل أبيات الحماسة». والآخر «المبهج فى أسماء شعراء الحماسة». والأول يوجد منه نسخ خطية. وجاء ذكره فى الخزانة ٢٩/ ١،٩٧ باسم «إعراب الحماسة». وقد طبع المبهج. ونقل عنه فى الخزانة ٢٦٤/ ٢.
٦ - «شرح المقصور والممدود لابن السكيت». ولم أقف على شئ يتعلق به.