للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة المؤمنون]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ} (١٤)

قرأ: «عظما»، واحدا {فَكَسَوْنَا الْعِظامَ} (١) جماعة-السّلمىّ وقتادة والأعرج والأعمش، واختلف عنهم.

وقرأ: «عظاما» جماعة «فكسونا العظم» (٢) واحدا-مجاهد.

قال أبو الفتح: أما من وحّد فإنه ذهب إلى لفظ إفراد الإنسان والنّطفة والعلقة، ومن جمع فإنه أراد أن هذا أمر عام فى جميع الناس. وقد شاع عنهم وقوع المفرد فى موضع الجماعة، نحو قول الشاعر:

كلوا فى بعض بطنكم تعفّوا … فإنّ زمانكم زمن خميص (٣)

وقول طفيل:

فى حلقكم عظم وقد شجينا (٤)

وهو كثير وقد ذكرناه، إلاّ أن من قدّم الإفراد ثم عقب بالجمع أشبه لفظا؛ لأنه جاور بالواحد لفظ الواحد الذى هو «إنسان» و «سلالة» و «نطفة» و «علقة» «ومضغة»، ثم عقب بالجماعة؛ لأنها هى الغرض. ومن قدّم الجماعة بادر إليها إذ كانت هى المقصود،


(١) وقراءة المطوعى، ومجاهد، وابن محيصن، وزيد، ويعقوب. انظر: (الإتحاف ٣١٨، مجمع البيان ١٠٠/ ٧، البحر المحيط ٣٩٨/ ٦).
(٢) قراءة أبى رجاء، وإبراهيم بن أبى بكر. انظر: (البحر المحيط ٣٩٨/ ٦، التبيان ٣١٢/ ٧، التيسير ١٥٨).
(٣) انظر: (الكتاب ٢١٠/ ١، خزانة الأدب ٣٧٩/ ٣، شرح المفصل ٢١/ ٦ - ٢٢)، والبيت من الخمسين التى لم يعرف لها قائل. يقال: أكل فى بعض بطنه، إذا كان دون الشبع. وأكل فى بطنه، إذا امتلأ وشبع. والخميص: الجائع، أى زمان جدب ومخمصة. والشاهد فيه استعمال «بطن» بمعنى الجمع، أى بعض بطونكم.
(٤) سبق الاستشهاد به فى (٣٥٧/ ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>