{وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}(١) من ذلك قراءة الحسن وإبراهيم ويحيى بن وثّاب: «وأنتم حرم» بإسكان الراء.
قال أبو الفتح: هذه اللغة تميمية، يقولون فى رسل: رسل، وفى كتب: كتب، وفى دجاج بيض دجاج بيض، وذلك أنه صار إلى فعل، فجرى مجرى جمع أبيض إذا قلت:
بيض.
واعلم من بعد هذا أن إسكان «حرم» كأنّ له مزية على إسكان كتب، وذلك أن فى الراء تكريرا، فكادت تكون الراء الساكنة لما فيها من التكرير فى حكم المتحركة لزيادة الصوت بالتكرير نحوا من زيادته بالحركة، وكذلك الكلام فى جراب وجرب وسراج وسرج، وكذلك القول فيما جاء عنهم من تكسير فرد على أفراد، فيه هذا المعنى الذى ذكرناه؛ وذلك أن التكرير فى راء فرد كاد يكون كالحركة فيها فصار «فرد» وإن كان فعلا ساكن العين-كأنه فعل محركها، وقد تقصيت هذا فى كتاب المحاسن وبسطته هناك ونظائره.
***
{فَاصْطادُوا}(٢) ومن ذلك قراءة أبى واقد والجراح ونبيج والحسن بن عمران: «فاصطادوا» بكسر الفاء.
قال أبو الفتح: هذه القراءة ظاهرة الإشكال، وذلك أنه لا داعى إلى إمالة فتحة هذه الفاء كما أميلت فتحة الراء الأولى من الضرر لكسرة الثانية، وكما أميلت فتحة النون من قولهم: وإنا إليه راجعون؛ لكسر الهمزة، ونحو ذلك فمن هنا أشكل أمر هذه الإمالة،