يراد زيادة «لا» من قبل أنه كان ويصير معناه: واتقوا فتنة تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، فليس هذا عندنا من مواضع دخول النون، ألا تراك لا تقول: ضربت رجلا يدخلنّ المسجد؟ هذا خطأ لا يقال، ولكن أقرب ما يصرف إليه الأمر فى تلافى معنيى القراءتين أن يكون يراد لا تصيبنّ، ثم يحذف الألف من «لا» تخفيفا واكتفاء بالفتحة منها، فقد فعلت العرب هذا فى أخت «لا» وهى «أما».
من ذلك ما حكاه محمد بن الحسن من قول بعضهم: أم والله ليكوننّ كذا، فحذف ألف أما تخفيفا، وأنشد أبو الحسن وابن الأعرابى وغيرهما:
فلست بمدرك ما فات منى … بلهف ولا بليت ولا لو انى
يريد بلهفا، فحذف الألف.
وذهب أبو عثمان فى قول الله سبحانه:«يا أَبَتِ»، فيمن فتح التاء أنه أراد يا أبتا، فحذف الألف تخفيفا. وأنشدوا:
قد وردت من أمكنه … من هاهنا ومن هنه
إن لم أروّها فمه …
يريد: إن لم أروها فما أصنع؟ أو فما مغناى؟ أو فما مقدارى؟ فحذف الألف. وألحق الهاء لبيان الحركة، وروينا عن قطرب.