للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخنذيذٍ كمريخِ المغالي ... إذا ما خفَّ يعتزمُ اعتزاما

طويلِ الشخصِ ذي خصلٍ نجيبٍ ... أجش تقطُّ زفرته الحزاما

فلم أرَ سوقةً يربي عليهِ ... بنائلهِ ولا ملكاً هماما

وقال المتوكل أيضاً يمدح حوشباً الشيباني ويهجو عكرمة:

أجدَّ اليومَ جيرتكَ احتمالا ... وحثَّ حداتهم بهم الجمالا

فلم يأووا لمن تبلوا ولكن ... تولت عيرهم بهم عجالا

وقطعتِ النوى أقرانَ حيٍّ ... تحملَ عن مساكنه فزالا

علوا بالرقمِ والديباجِ بزلاً ... تخيلُ في أزمتها اختيالا

وفي الأظعانِ آنسةٌ لعوبٌ ... ترى قتلي بغيرِ دمٍ حلالا

حباها اللهُ وهي لذاك أهلٌ ... مع الحسبِ العفافةَ والجمالا

أميةُ يومَ دارِ القسرِ ضنت ... علينا أن تنولنا نوالا

دنت حتى إذا ما قلتُ جادت ... أجدت بعدُ بخلاً واعتلالا

لعمركَ ما أميةُ غيرُ خشفٍ ... دنا ظلُّ الكناسِ لهُ فعالا

إذا وعدتكَ معروفاً لوتهُ ... وعجلتِ التجرمَ والمطالا

تذكرني ثناياها مراراً ... أقاحي الرملِ باشرتِ الطلالا

لها بشرٌ نقيُّ اللونِ صافٍ ... ومتنٌ خطَّ فاعتدلَ اعتدالا

إذا تمشي تأودُ جانباها ... وكادَ الخصرُ ينخزلُ انخزالا

فإن تصبح أميةُ قد تولت ... وعادَ الوصلُ صرماً واعتلالا

تنوءُ بها روادفها إذا ما ... وشاحاها على المتنينِ جالا

فقد تدنو النوى بعد اغترابٍ ... بها وتفرقُ الحيَّ الحلالا

تعبسُ لي أميةُ بعدَ أنسٍ ... فما أدري أسخطاً أم دلالا

أبيني لي فربَّ أخٍ مصافٍ ... رزئتُ وما أحبُّ بهِ بدالا

أصرمٌ منكِ هذا أم دلالٌ ... فقد عنى الدلالُ إذن وطالا

أمِ استبدلتِ بي ومللتِ وصلي ... فبوحي لي بهِ وذري الختالا

فلا وأبيكِ ما أهوى خليلاً ... أقاتله على وصلي قتالا

فكم من كاشحٍ يا أمَّ بكرٍ ... من البغضاءِ يأتكلُ ائتكالا

لبستُ على قنادعَ من أذاهُ ... ولولا اللهُ كنتُ لهُ نكالا

يقولُ فتى ولو وزنوهُ يوماً ... بحبةِ خردلٍ رجحت وشالا

أنا الصقرُ الذي حدثتَ عنهُ ... عتاقُ الطيرِ تندخلُ اندخالا

قهرتُ الشعرَ قد علمت معدٌ ... فلا سقطاً أقولُ ولا انتحالا

ومن يدنو ولو شطت نواكم ... لكم في كلِّ معظمةٍ خيالا

تزورُ ودونها يهماءُ قفرٌ ... تشكى الناعجاتُ بها الكلالا

تظلُّ الخمسُ ما يطعمنَ فيهِ ... ولو موتنَ من ظمإٍ بلالا

سوى نطفٍ بعرمضهنَّ لونٌ ... كلونِ الغسلِ أخضرَ قد أحالا

بها ندرأ قوادمَ من حمامٍ ... ملقاةٍ تشبهها النصالا

إذا ما الشوقُ ذكرني الغواني ... وأسؤقها المملأةَ الخدالا

وأعناقاً عليها الدرُّ بيضاً ... وأعجازاً لها ردحاً ثقالا

ظللتُ بذكرهنَّ كأنَّ دمعي ... شعيبا شنةٍ سرباً فسالا

رأيتُ الغانياتِ صدفنَ لما ... رأينَ الشيبَ قد شملَ القذالا

سقى أرواحهنَّ على التنائي ... ملحُّ الودقِ ينجفلُ انجفالا

إذا ألقى مراسيهُ بأرضٍ ... رأيتَ لسيرِ ريقه جفالا

يزيلُ إذا أهرَّ ببطنِ وادٍ ... أصولَ الأثلِ والسمرَ الطوالا

على أنَّ الغوانيَ مولعاتٌ ... بأن يقتلنَ بالحدقِ الرجالا

إذا ما رحنا يمشينَ الهوينا ... وأزمعنَ الملاذةَ والمطالا

تركنَ قلوبَ أقوامٍ مراضاً ... كأنَّ الشوقَ أورثهم سلالا

قصدنَ العاشقينَ بنبلِ جنِّ ... قواصدَ يقتتلنهمُ اقتتالا

كواذبُ إن أخذنَ بوصلِ ودٍّ ... أثبنك بعدَ مرِّ الصرمِ خالا

فلستُ براجعٍ فيهنَّ قولاً ... إذا أزمعنَ للصرمِ انتقالا

تشعبَ ودهنَّ بناتِ قلبي ... وشوقُ القلبِ يورثه خيالا

نواعمُ ساجياتُ الطرفِ عينٌ ... كعينِ الإرخِ تتبعُ الرمالا

أوانسُ لم تلوحهنَّ شمسٌ ... ولم يشددنَ في سفرٍ رحالا

نواعمُ يتخذنَ لكلِّ ممسى ... مروطَ الخزِّ والنقبَ النعالا

يصنَّ محاسناً ويرينَ أخرى ... إذاً ذو الحلمِ أبصرهنَّ مالا

<<  <   >  >>