للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأينا حوشباً يسمو ويبني ... مكارمَ للعشيرةِ لن تنالا

ربيعاً في السنينِ لمعتفيه ... إذا هبت بصرادٍ شمالا

حمولاً للعظائمِ أريحياً ... إذا الأعباءُ أثقلتِ الرجالا

وجدتُ الغرَّ من أبناءِ بكرٍ ... إلى الذهلينِ ترجعُ والفضالا

بنو شيبانَ خيرُ بيوتِ بكرٍ ... إذا عدوا وأمتنها حبالا

رجالاً أعطيت أحلامَ عادٍ ... إذ انطلقوا وأيديها الطوالا

وتيمُ اللهِ حيٌّ حيُّ صدقٍ ... ولكن الرحى تعلو الثفالا

أعكرمَ كنتَ كالمبتاعِ بيعاً ... أتى بيعَ الندامةِ فاستقالا

أقلني يا ابنَ ربعي ثنائي ... وهبها مدحةً ذهبت ضلالا

تفاوتني عمايَ بها وكانت ... كنظرةِ من تفرسَ ثمَّ مالا

حبوتك بالثناءِ فلم تثبني ... ولم أترك لممتدحٍ مقالا

فلستُ بواصلٍ أبداً خليلا ... إذا لم تغنِ خلته قبالا

وقال المتوكل أيضاً:

صرمتكَ ريطةُ بعدَ طولِ وصالِ ... ونأتكَ بعد تقتلٍ ودلالِ

علقَ الفؤادُ بذكرِ ريطةَ إنه ... شغلٌ أتيحَ لنا من الأشغالِ

أسديةٌ قذفت بها عنكَ النوى ... إن النوى ضرارةٌ لرجالِ

بل حالَ دونَ وصالها بعضُ الهوى ... وتبدلت بدلاً من الأبدالِ

إن الغواني لا يدمنَ وإنما ... موعودهنَّ وهنَّ فيءُ ظلالِ

حاشى حبيبةَ إنما هي جنةً ... لو أنها جادت لنا بنوالِ

خلطت ملاحتها بحسنِ تقتلِ ... وفخامةٍ للمجتلي وجلالِ

صفراءُ رادعةٌ تصافي ذا الحجى ... وتعافُ كلَّ ممزحٍ بطالِ

زعمَ المحدثُ أنها هي صعدةٌ ... عجزاءُ خدلةُ موضعِ الخلخالِ

خودٌ إذا اغتسلت رأيتَ وشاحها ... فوقَ الريمِ يجولُ كلَّ مجالِ

لا تبتغي مقةٌ إذا استنطقتها ... إلا بصدقِ مقالةٍ وفعالِ

ليست بآفكةٍ يظلُّ عشيرها ... منها وجارُ الحيِّ في بلبالِ

أبلغ حبيبةَ أنني مهدٍ لها ... ودي وإن صرمت جديدَ حبالي

إني امرؤٌ ليسَ الخنا من شيمتي ... وإذا نطقتُ نطقتُ غيرَ عيالِ

نزلت حبيبةُ من فؤادي شعبةً ... كانت حمى وحشاً من النزالِ

ووفت حبيبةُ بالذي استودعتها ... وركائبي مشدودةٌ برحالي

لا تطنزي بي يا حبيبُ فإنني ... عجلٌ لمن يهوى الفراقَ زوالي

كم من خليلٍ قد رفضتُ فلم يجد ... بعدي لموضع سره أمثالي

أبدى القطيعةَ ثمّ راجع حلمهُ ... بعد استماعِ مقالةِ الجهالِ

إني امرؤٌ أصلُ الخليلَ وإن نأى ... وأذبُّ عنهُ بحيلةِ المحتالِ

من يبلني بالودِّ يوماً أجزه ... بالقرضِ مثلَ مثالهِ بمثالي

فصلي حبيبتنا وإلاَّ فاصرمي ... أعرف وتقصرُ خطوتي وسؤالي

واعصي الوشاةَ فقد عصيتُ أقاربي ... ووصلتُ حبلكِ وارعوى عذالي

من تكرمي أكرم ومن يكُ كاشحاً ... يعلم وراءكِ بالمغيبِ نضالي

بل كيفَ أهجركم ولم ترَ مثلكم ... عينيَّ في حرمٍ ولا إحلالِ

أنتِ المنى وحديثُ نفسي خالياً ... أهلي فداؤكِ يا حبيبُ وماليِ

هل أنتِ إلا ظبيةٌ بخميلةٍ ... أدماءُ تثني جيدها لغزالِ

تسبي الرجالَ بذي غروبِ باردٍ ... عذبٍ إذا شرعَ الضجيعُ زلالِ

كالأقحوانِ يرفُّ عن غبِّ الندى ... في السهلِ بين دكادكٍ ورمالِ

وإذا خلوتَ بها خلوتَ بحرةٍ ... ريا العظامِ دميثةٍ مكسالِ

نعمَ الضجيعُ إذا النجومُ تغورت ... في كلِّ ليلةِ قرةٍ وشمالِ

تصبي الحليمَ بعينِ أحورَ شادنٍ ... تقرو دوافعَ روضةٍ محلالِ

وبواضحِ الذفرى أسيلٍ خدهُ ... صلتِ الجبينِ وفاحمٍ ميالِ

وبمعصمٍ عبلٍ وكفِّ طفلةٍ ... وروادفٍ تحتَ النطاقِ ثقالِ

أسديةٌ يسمو بها آباؤها ... في كلِّ يومِ تفاخرٍ ونضالِ

بينَ القصيرةِ والطويلةِ برزةٌ ... ليست بفاحشةٍ ولا متفالِ

كالشمسِ أو هي غيرُ أسوى إذ بدت ... في الصحوِ غبَّ دجنةٍ وحلالِ

إن تعرضي عنا حبيبُ وتبتغي ... بدلاً فلستُ لكم حبيبُ بقالِ

هل كانَ ودكِ غيرَ آلٍ لامعٍ ... يغشى الصوى ويزولُ كلَّ مزالِ

<<  <   >  >>