للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هل منْ حلومٍ لأقوامٍ فينذرهمْ ... ما جرَّبَ القومُ من عضّي وتضريسِي

إنّي جعلتُ فما ترجَى معاسرَتِي ... نكلاً لسمتصعَبِ الشَّيطانِ عترِيسِ

أحمِي مواسمَ تشْفي كلَّ ذي خطلٍ ... مسترضعٍ بلبانِ الجنِّ مسلُوسِ

منْ يتّبعْ غيرَ متبوعٍ فإنَّ لنا ... في ابنيْ نزارٍ نصيباً غيرَ مخسوسِ

وابنا نزارٍ أحلاّني بمنزلةٍ ... في رأسِ أرعنَ عاديِّ القداميسِ

إنّي امرؤٌ من نزارٍ في أرومتهمْ ... مستحصدٌ أجمي فيهمْ وعرِّيسِي

لا تفخرنَّ على قومٍ عرفتَ لهمْ ... نورَ الهدَى وعرينَ العزِّ ذي الخيسِ

قومٌ لهمْ خصَّ إبراهيمُ دعوتَهُ ... إذ يرفعُ البيتَ سوراً فوقَ تأسِيسِ

نحنُ الّذينَ ضربْنا النّاسَ عنْ عرضٍ ... حتّى استقامُوا وهمْ أتباعُ إبليسِ

أقصرْ فإنَّ نزاراُ لنْ يفاضِلَها ... فرعٌ لئيمٌ وأصلٌ غيرُ مغروسِ

قدْ جرَّبتْ عركِي في كلِّ معتركٍ ... غلبُ الأسودِ فما بالُ الضّغابيسِ

يلقَى الزَّلازلَ أقوامٌ دلفتُ لهمْ ... بالمنجنيقِ وصكّاً بالملاطيسِ

لمّا جمعتُ غواةَ النَّاسِ في قرنٍ ... غادرتُهمْ بينَ محسورٍ ومفروس

كانوا كهاوٍ ردى منْ حالقي جبلٍ ... ومغرقٍ في حبابُ الماءِ مغموسِ

خيلي التي وردتْ نجرانَ ثمَّ ثنتْ ... يومَ الكلابِ بوردٍ غيرِ محبوسِ

قد أفعمتْ وادييْ نجرانَ معلمةً ... بالدَّارِ عينَ وبالخيلِ الكراديسِ

قد نكتسي بزَّةَ الجبّارِ نجنبُهُ ... والبيضَ نضرِبها فوقَ القوانيسِ

نحنُ الذينَ هزَمْنا جيشَ ذي نجبٍ ... والمنذرينِ اقتسرْنا يومَ قابُوسِ

تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرَى سبأٍ ... قدْ عضَّ أعناقَها جلدُ الجواميسِ

والتّيمُ ألأمُ منْ يمشِي وألأمهمْ ... أولادُ ذهلٍ بنو السُّودِ المدانيسِ

تدعى لشرِّ أبٍ يامرفقيْ جعلٍ ... في الصيفِ تدخلُ نقباً غيرَ مكنوسِ

وقال جرير بجيب الفرزدق، ويردُّ عليه، وهي في النقائض:

لمنِ الدِّيارُ رسومهنَّ بوالِ ... أقفرنَ بعدَ تأنُّسٍ وحلالِ

عفى المنازلَ بعدَ منزلنا بها ... مطرٌ وعاصفُ نيرجٍ مجفالِ

عادتْ تقايَ على هوايَ وربَّما ... حنَّتْ إذا ظعنَ الخليطُ جمالِي

إنّي إذا بسطَ الرّماةُ لغلوِهم ... عندَ الحفاظِ غلوتُ كلَّ مغالِي

رفعَ المطِيُّ بما وسمتُ مجاشعاً ... والزَّنبَرِيُّ يعومُ ذو الأجلالِ

في ليلتينِ إذا حذَوتُ قصيدَةً ... بلغتْ عمانَ وطيِّئَ الأجبالِ

هذا تقدُّمُنا وزجرِي مالِكاً ... لا يودينَّكَ حينُ قينِكَ مالِ

لمّا رأوا رجمَ العذابِ يصيبُهمْ ... كانَ القيونُ كساقةِ الأفيالِ

يا قرطُ إنَّكمُ قرينةُ خزيةٍ ... واللؤمُ معتقلٌ قيونُ عقالِ

أمسَى الفرزدقُ للبعيثِ جنيبةُ ... كابنِ اللّبونِ قرنتَهُ المشتالِ

أرداكَ قينكَ يا فرزدقُ محلِباً ... ما زادَ قومكَ ذاكَ غيرَ خبالِ

ولقدْ وسمتْ مجاشعاً بأنوفِها ... ولقدْ كفيتكَ مدحةَ ابن جعالِ

فانفخْ بكيركَ يا فرزدقُ إنّني ... في باذخٍ لمحلِّ بيتكَ عالِ

لمّا وليتُ لثغرِ قومِي مشهداً ... آثرتُ ذاكَ على بنِيَّ ومالِ

إنّي ندبتُ فوارسِي وفعالَهُمْ ... وندبتَ شرَّ فوارسٍ وفعالِ

نحنُ الولاةُ لكلِّ حربٍ تتقَى ... إذْ أنتَ محتضرٌ لكيركَ صالِ

من مثلُ فارسِ ذي الخمارِ وقعنبٍ ... والحنتفينِ لليلةِ البلبالِ

والرِّدفِ إذ ملكَ الملوكَ ومنْ لهُ ... عظمُ الدّسائعِ كلَّ يومِ فضالِ

الذّائدونَ إذا النّساءُ تبدّلتْ ... شهباءَ ذاتَ قوانسٍ ورعالِ

قومٌ همُ غمُّوا أباكَ وفيهمِ ... حسبٌ يفوتُ بني قفيرةَ عالِ

إنّي لتستلبُ الملوكَ فوارسِي ... وينازلونَ إذا يقالُ نزالِ

من كلِّ أبيضَ يستضاءُ بوجههِ ... نظرَ الجحيجِ إلى خروجِ هلالِ

تمضي اسنّتنا وتعلمُ مالكٌ ... أنْ قدْ منعتُ حزونتِي ورمالِي

فاسألُ بذي نجبٍ فوارِسَ عامرٍ ... واسألْ عيينةَ يومَ جزعِ ظلالِ

<<  <   >  >>