للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولربَّ معضلةٍ دفعنا بعدَما ... عيَّ القيونُ بحيلةِ المحتالِ

إنَّ الجيادَ يبتنَ حولَ قبابنا ... من آل أعوجَ أو لذِي العقّالِ

منْ كلِّ مشترفٍ وإنْ بعدَ المدَى ... ضرمِ الرِّقاقِ مناقلِ الأجرالِ

متقاذفٍ تلعٍ كأنَّ عنانَهُ ... علقٌ بأجردَ من جذوعِ أوالِ

صافي الأديمِ إذا وضعتَ جلالَهُ ... ضافِي السَّبيبِ يبيتُ غيرَ مذالِ

والمقرباتُ نقودهنَّ على الوَجَى ... بحثَ السِّباعِ مدامِعَ الأوشالِ

تلكَ المكارمُ يا فرزدقُ فاعترفْ ... لا سوقُ بكركَ يومَ جوفِ أبالِ

أبنِي قفيرةَ من يوزِّعُ وردَنا ... أم منْ يقومُ لشدَّةِ الأحمالِ

أحسبتَ يومكَ بالوقيظِ كيومِنا ... يومَ الغبيطِ بقلّةِ الأدحالِ

ظلَّ اللهازمُ يلعبونَ بنسوةٍ ... بالجوِّ يومَ يفخنَ بالأبوالِ

يبكينَ من حذرِ السّباءِ عشيَّةَ ... ويملنَ بينَ حقائبٍ ورحالِ

لا يخفينَّ عليكَ أنَّ مجاشعاً ... شبهُ الرَّجالِ وما همُ برجالِ

مثلُ الضّباعِ يسفْنَ ذيخاً رائحاً ... ويخرنَ في كمرٍ ثلاثَ ليالِ

وإذا ضئينُ بني عقالٍ ولدّتْ ... عرفوا مناخرَ سخلِها الأطفالِ

أمّا سبابي فالعذابُ عليهمُ ... والموتُ للنَّخباتِ عندَ قِتالِي

كالنّيبِ خرَّمَها الغمائمُ بعدَما ... ثلَّطنَ عنْ حرضٍ بجوفِ أثالِ

جوفٌ مجارفُ للخزيرِ وقدْ أوَى ... سلبَ الزُّبيرِ إلى بنِي الذَّيّالِ

ودعا الزّبيرُ مجاشعاً فتزمزمَتْ ... للغدرِ ألأمُ آنفٍ وسبالِ

يا ليتَ جارَكمُ الزُّبيرَ وضيفكُمْ ... إيّاي لبَّسَ حبلَهُ بحبالِي

اللهُ يعلمُ لو تناولَ ذمَّةً ... منّا لجزِّعَ في النُّحُورِ عوالِي

وتقولُ جعثنِ إذ رأتكَ مقنعاً ... قبّحتَ منْ أسدٍ أبي أشبالِ

ألوى بها شذبُ العروقِ مشذّبٌ ... فكأنَّما وكنتْ على طربالِ

باتتْ تناطحُ بالحبوبِ جبينَها ... والرُّكبتينِ مدافعَ الأوعالِ

ما بالُ أمِّكَ إذْ تسربلَ درعَها ... ومنَ الحديدِ مفاضةٌ سربالِي

شابتْ قفيرَةُ وهي فائرةُ النَّسا ... في الشَّولِ بينَ أصرَّةٍ وفصالِ

بكرتْ معجِّلةً يشرشِرُ بظْرَها ... قتبٌ ألحَّ على أزبَّ ثفالِ

قبحَ الإلهُ بني خضافِ ونسوةً ... باتَ الخزيرُ لهنَّ كالأحقالِ

من كلِّ آلفةِ المواخِر تتَّقِي ... بمجرَّدٍ كمجرَّدِ البغّالِ

قامتْ سكينةُ للفجورِ ولمْ تقُمْ ... أختُ الحتاتِ لسورَةِ الأنفالِ

ودَّتْ سكينةُ أنَّ مسجدَ قومِها ... كانتْ سواريهِ أيورُ بغالِ

ولدَ الفرزدقَ والصَّعاصعَ كلَّهمْ ... علجٌ كأنَّ بظورهنَّ مقالِ

يا ضبَّ قد فرغتْ يمينِي فاعلمُوا ... خلواً وما شغلَ القيونُ شمالي

يا ضبَّ علّي أنْ تصيبَ مواسِمِي ... كوزاً على حنقِي ورهطَ بلالِ

يا ضبَّ إنِّ قدْ طبخْتُ مجاشعاً ... طبخاً يزيلُ مجامعَ الأوصالِ

يا ضبَّ لولا حينكُمْ ما كنتمُ ... غرضاً لنبلِي حينَ جدَّ نضالِي

يا ضبَّ إنَّكمُ البكارُ وإنَّني ... متخمّطٌ قطمٌ يخافُ صيالي

يا ضبَّ غيركمُ الصَّميمُ وأنتمُ ... تبعٌ إذا عدَّ الصَّميمُ موالِي

يا ضبَّ إنَّكمُ لسعدٍ حشوَةٌ ... مثلُ البكارُ ضممتَها الأغفالِ

يا ضبَّ إنَّ هوَى القيونِ أضلّكمْ ... كضلالِ شيعةِ أعورَ الدّجَّالِ

وقال جرير يردُّ على الفرزدق، وهي في النقائض:

ما هاجَ شوقكَ من رسومِ ديارِ ... بلوَى عنيقٍ أو بصلبِ مطارِ

أبقَى العواصفُ من بقيَّةِ رسمِها ... شذبَ الخيامِ ومربطَ الأمهارِ

أمنَ الفراقِ لقيتَ يومَ عنيزةٍ ... كهواكَ يومَ شقائقِ الأحفارِ

ورأيتُ نارَكِ إذا أضاءَ وقودُها ... فرأيتُ أحسنَ مصطلينَ ونارِ

أمّا البعيثُ فقدْ تبيَّنَ أنَّهُ ... عبدٌ فعلَّكَ في البعيثِ تمارِي

واللُّؤمُ قدْ خطبَ البعيثَ وأرزقت ... أم الفرزدق عند شرّ حوار

إن الفررذق والبعيث وأمَّهُ ... وأبا البعيثِ لشرُّ ما إستارِ

<<  <   >  >>