للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تشهدِ الجونينِ والشّعبَ ذا الصّفا ... وشدّاتِ قيسٍ يومَ ديرِ الجماجمِ

أكلَّفتَ قيساً أن نبا سيفُ غالبٍ ... وشاعتْ لهُ أحدوثةٌ في المواسمِ

بسيفِ أبي رغوانَ سيفِ مجاشعٍ ... ضربتَ ولم تضربْ بسيفِ ابن ظالمِ

ضربتَ به عندَ الإمامِ فأرعشَتْ ... يداكَ وقالوا محدَثٌ غيرُ صارمِ

ضربتَ بهِ عرقوبُ نابٍ بصوأرٍ ... ولا يضربونَ البيضَ تحتَ العمائمِ

عنيفٌ بهزِّ السّيفِ قينُ مجاشعٍ ... رفيقٌ بأخراتِ الفؤوسِ الكرازمِ

ستخبرُ يا ابن القينِ إنَّ رماحَنا ... أباحتْ لنا ما بينَ فلجٍ وعاسمِ

ألا ربَّ قومٍ قدْ نكحنا بناتهمْ ... بصمِّ القنا والمقرباتِ الصّلادمِ

لقد حظيتْ قدماً سليمٌ وعامرٌ ... وعبسٌ بتجريدِ السّيوفِ الصّوارمِ

وعبسٌ همُ يومَ الفروقينِ طوّقوا ... بأسيافهمْ قدموسَ رأسٍ صلادمِ

وإنّي وقيساً يا ابن قينِ مجاشعٍ ... كريمٌ صفيُّ مدحتِي للأكارمِ

إذا عدَّتِ الأيامُ أخزيتَ دارماً ... ويخزيكَ يا ابنَ القينَ مسعاةُ دارمِ

ألم تعطِ عصباً ذا الرّقيبةِ حكمَهُ ... ومنيةَ قيسٍ في نصيبِ الزَّهادمِ

وأنتمْ فررتُم عنْ ضرارٍ وعثجَلٍ ... وأسلمَ مسعودٌ غداةَ الحناتمِ

وفي أيّ يومٍ واضحٍ لم تقرّنوا ... أسارَى كتقرينِ البكارٍ المقاحمِ

ويومَ الصّفا كنتمْ عبيداً لعامرٍ ... وبالحزنِ أصبحتُمْ عبيدَ اللهازمِ

وليلةَ وادِي رحرحانَ رفعتُمُ ... فراراً ولم تلوُوا زفيفَ النّعائمِ

تركتُمْ أبا القعقاعِ في الغلِّ معبداً ... وأيُّ أخٍ لمْ تسلِمُوا للأداهمِ

جلبتُم إلى عوفٍ مزاداً فقادهُ ... برمَّةِ مخذولٍ على الدَّينِ غارمِ

إذا نزلُوا يوماً سمعتُمْ ملامةً ... بجمعٍ منَ الأعياصِ أو آلِ هاشمِ

أحاديثُ ركبانِ المحجّةِ كلّما ... تأوّهنَ خوصاً دامياتِ المناسمِ

وجارتْ عليكمْ في الحكومةِ منقرٌ ... كما جارَ عرفٌ في قتيلِ الضّماضمِ

فأخزاكمُ عوفٌ كما قدْ خزيتُمُ ... وأدرَكَ عمّارٌ تراتَ البراجمِ

لقدْ ذقتُ منّي طعمَ حربٍ مريرةٍ ... وما أنتَ إنْ جاريتَ قيساً بسالِمِ

قفيرةٌ من قنٍّ لسلمى بن جندلٍ ... أبوكَ ابنُها بينَ الإماء الخوادمِ

وقال جرير يهجُو الرّاعي النُّميري:

أقلّي اللّومَ عاذلَ والعتابا ... وقولِي إنْ أصبْتُ لقدْ أصابا

أجدَّكَ لا تذكّرُ أهلَ نجدٍ ... وحيّاً طالَ وما انتظرُوا الإيابا

بلى فارفضَّ دمعكَ غيرَ نزرٍ ... كما عينتَ بالسّرَبِ الطّبابا

أيجمعُ قلبُهُ طرباً إليكُمْ ... وهجراً بيتَ أهلِك واجتِنابا

سألناها الشّفاءَ فما شفتْنا ... ومنَّتنا التّودّدَ والخلابا

وقلتُ بحاجةٍ وطلبتُ أخرَى ... وهاجَ عليَّ بينهمُ اكتئابا

أسيلَةُ معقدِ القرْطينِ منها ... وريّاً حيثُ تعتقدُ الحقابا

ولا يمشي اللّئيمُ لها بسبٍّ ... ولا تهدِي لجارَتِها السِّبابا

ووجدٍ قدْ طويتُ يكادُ منهُ ... ضميرُ القلبِ يلتهبُ التْهابا

متى أذكَرْ لخورِ بنِي عقالٍ ... تبيَّنَ في وجوههمُ اكتئابا

إذا لاقى بنُور وقبانَ غمّاً ... شددتُ على أنوفِهمِ العصابا

أبى لي ما مضى لي في تميمٍ ... وفي حتَّى خزيمةَ أنْ أعابا

سيعلمُ منْ يكونُ أبوهُ قيناً ... ومنْ عرفتْ قصائدهُ اجتلابا

أثعلبةَ الفوارِسِ أو رياحاً ... عدلتَ بهمْ طهيَّةَ والخشابا

رأيتَ سوادَهُ فدنونَ منهُ ... فيرميهنَّ أخطأ أو أصابا

فلا وأبيكَ ما لا قيتَ حيّاً ... كيربوعٍ إذا رفعُوا العقابا

وما وجدَ الملوكُ أعزَّ منّا ... وأسرَعَ من فوارِسِيَ استلابا

إذا حربٌ تلقَّحُ عنْ حيالٍ ... ودرَّتْ بعدَ مريتِها اعتصابا

ونحنُ الحاكمونَ على قلاخٍ ... كفينا االجريرةِ والمصابا

حمينا يومَ نجبٍ حمانا ... وأحرزْنا الصّنائعَ والنّهابا

لنا تحتَ الحمائلِ سابغاتٌ ... كنسجِ الرِّيحِ تطّردُ الحبابا

<<  <   >  >>