للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذي تاجٍ لهُ خرزاتُ ملكٍ ... سلبناهُ السّرادقَ والحجابا

ألا قبحَ الإلهُ بني عقالٍ ... زادهُم بغدرِهِمِ ارتيابا

أجيرانَ الزّبيرِ برئتُ منكمْ ... فألقوا السّيفَ واتّخّذوا العيابا

لقدْ غرَّ القيونُ دماً كريماً ... ورحلاً ضاعَ وانتهبَ انتهابا

وقدْ قعستْ ظهورُهُمُ بخيلٍ ... تجاذبُهمْ أعنَّتها جذابا

علامَ تقاعسونَ وقدْ دعاكمْ ... أهانكُمُ الذي وضعَ الكتابا

تعشُّوا من خزيرهمِ فنامُوا ... ولمْ تهجَعْ قرائبُهُ انتحابا

أتنسونَ الزّبيرَ ورهنَ عوفٍ ... وجعثنَ بعدَ أعينَ والرَّبابا

ألمْ ترَ أنَّ جعثنَ سعدٍ ... تسمَّى بعدَ قضَّتِها الرُّحابا

تحزحزُ حينَ جاوزَ ركبتيها ... وهزَّ القزبريُّ بها فغابا

ترى برصاً بمجمعِ اسكتيْها ... كعنفقةِ الفرزدقِ حينَ شابا

وهلْ أمٌّ تكونُ أشدُّ رعياً ... وصرّاً من قفيرةَ واحتلابا

ومقرفةِ اللهازمِ من عقالٍ ... يغرِّقُ ماءُ نخبتِها الذُّبابا

تواجهُ بعلَها بعضارطيٍّ ... كأنَّ على مشافرهِ جُبابا

وخورُ مجاشعٍ تركُوا لقيطاً ... وقالوا حنوَ عينكَ والغُرابا

وأضبعُ ذي معاركَ قدْ علمتُمْ ... لقينَ بجنبهِ العجبُ العجابا

وليلةَ رحرحانَ تركتُ شيباً ... وشعثاً في بيوتكمُ سغابا

رضعتُمْ ثمَّ سالَ على لحاكُمْ ... ثعالهُ حينَ لمْ تجدُوا شرابا

وإنَّ مجاشعاً جمعوا فياشاً ... وأستاهاً إذا فزعُوا رطابا

فلا وأبيكَ ما لهمُ عقولٌ ... وما وجدتْ مكاسرهمْ صلابا

تركتمْ بالوقيطِ عضارطاتٍ ... تردَّفُ عندَ رحلتِها الرِّكابا

لقدْ خزي الفرزدقُ في معدٍّ ... فأمسَى جهدُ نصرَتهِ اغتِيابا

ولاقى القينُ والنَّخباتُ غمّاً ... ترى لوُكُوفِ عينيهِ انصبابا

أتوعدُنِي وأنتَ مجاشعيٌّ ... أرى في جنبِ لحيتكَ اضطرابا

فما خفتُ الفرزدقَ قدْ علمتُمْ ... وما حقُّ ابنُ بروعَ أنْ يهابا

أعدَّ اللهُ للشُّعراءِ منّي ... صواعقَ يخضعونَ لها الرِّقابا

قرنتُ العبدَ عبدَ بنِي نميرٍ ... مع القينينِ إذْ غلبا وخابا

أتاني عنْ عرادةَ قولَ سوءٍ ... فلا وأبي عرادةَ ما أصابا

وكمْ لكَ يا عرادُ من أمِّ سوءٍ ... بأرض الطّلحِ تحتبلُ الزَّبابا

عرادةُ منْ بقيّةِ قومٍ لوطٍ ... ألا تبّاً لما فعلُوا تبابا

لبئسَ الكسبُ تكسبُهُ نميرٌ ... إذا استأنوكَ وانتظروا الإيابا

أتلتمسُ السّبابَ بنو نميْرٍ ... فقدْ وأبيهمِ لاقوْا سبابا

أنا البازي المطلُّ على نميرٍ ... أتحتُ من السّماء لها انصبابا

إذا علقتْ مخالبُهُ بقرنٍ ... أصابَ القلبَ أو هتكَ الحجابا

ترَى الطَّيرَ العتاقَ تظلُّ منهُ ... جوانحَ للكلاكِلِ أنْ تصابا

فلو وضعتْ فقاحُ بني نميرٍ ... على خبثِ الحديد إذنْ لذابا

فلا صلّى المليكُ على نميرٍ ... ولا سقيتْ قبورهمُ السَّحابا

وخضراءِ المغابنِ من نميرٍ ... يشينُ سوادُ محجرها النّقابا

إذا قامتْ لغيرِ صلاةِ وترٍ ... بعيدَ النّومِ أنبحتِ الكلابا

تطلّى وهي سيئةُ المعرَّى ... بصنِّ الوبرِ تحسبُهُ ملابا

كأنَّ شكيرَ نابتِ اسكتيْها ... سبالُ الزُّطٌ عقَّلتِ الرّكابا

وقدْ جلّتْ نساءُ بني نميرٍ ... وما عرفتْ أناملُها الخضابا

إذا حلّتْ نساءُ بني نميرٍ ... على تبراكَ خبّثتِ التُّرابا

ولو وزنتْ حلومُ بنِي نميرٍ ... على الميزانِ ما وزنتْ ذبابا

فصبراً يا تيوس بني نميرٍ ... فإنَّ الحربَ موقدةٌ شهابا

لعمرُ أبي نساء بني نميرٍ ... لساءَ لها بمقصبتِي سبابا

سيهدمُ حائطيْ قرماءَ منّي ... قوافٍ لا أريدُ لها عتابا

دخلنَ قصورَ يثربَ معلماتٍ ... ولم يتركنَ من صنعاءَ بابا

تطولكمُ حبالُ بني تميمٍ ... ويحمي زأرُها أجماً وغابا

ألمْ نعتقْ نساءَ بني نميرٍ ... فلا شكراً جزيتَ ولا ثوابا

<<  <   >  >>