للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ذكرتْ هندٌ له خفَّ حلمهُ ... وجادت دموعُ العينِ سحّاً سجومُها

وأنَّى له هندٌ وقد حالَ دونَها ... عيونٌ وأعداءٌ كثيرٌ رجومُها

إذا زرتُها حالَ الرَّقيبانِ دُونَها ... وإن غبتُ شفَّ النَّفسَ منها همومُها

أقولُ وقدْ طالتْ لذكراكِ ليلتِي ... أجدَّكَ ما تسري لما بي نجومُها

بنِي مالكٍ إنَّ البغالَ مجاشعاً ... مباحٌ بحمراءِ العجانِ حريمُها

له فرسٌ شقراُ لم تلقَ فارساً ... كريهاً ولم تعلقْ عناناً يقيمُها

لئنْ راهنتْ غدراً عليكَ مجاشعٌ ... لقد لقيتْ نقصاً وطاشتْ حلومُها

فأبقُوا عليكمْ واتّقوا نابَ حيَّةٍ ... أصابَ ابن حمراءِ العجانِ شكيمُها

إذا خفتُ من عرٍّ قرافاُ طليتهُ ... بصادقةِ الإشعالِ باقٍ عصيمُها

أنا الّذائدُ الحامِي إذا ما تخمَّطتْ ... عرانينُ يوبرعٍ وصالتْ قرومُها

دعوا الناس إنِّي سوف تكفي مخافتي ... شياطينُ يرمى بالنُّحاسِ رجيمُها

فما ناصفتنا في الحفاظِ قبيلةٌ ... ولا قايستنا المجدَ إلاَّ نضيمُها

ولا نعتصي الأرطَى ولكنْ عصيُّنا ... رقاقُ النَّواحي لا يبلُّ سليمُها

كسونا ذبابَ السَّيفِ هامةَ عارضٍ ... غداةَ اللِّوي والخيلُ تدمَى كلومُها

ويومَ عبيدِ اللهِ خضنا برايةٍ ... وزافرةٍ نصَّتْ إلينا تميمُها

لنا ذادةٌ عندَ الحفاظِ وسادةٌ ... مقاديمُ لم يذهبُ شعاعاً عزيمُها

إذا ركبوا لم يرهبِ الرَّوعَ خيلُهمْ ... ولكنْ نلاقي النّاسَ إنّا نسيمُها

إذا فزعُوا لم تعلفِ القتَّ خيلُهمْ ... ولكن صدورَ الأزأنيّ نسُومُها

عن المنبر الشَّرقي ذادتْ رماحُنا ... وعن حرمةِ الأركانِ يرمَى حطيمُها

يرى الموتَ منّا من يرومُ قتالَنا ... فعلَّ ابن حمراءِ العجانِ يرُومُها

سعرْنا عليكَ الحربَ تغلِي قدورُها ... فهلاَّ غداةَ الصِّمَّتينِ تديمُها

تركناكَ لا توفِي لجارٍ أجرتَهُ ... كأنَّكَ ذاتُ الودعِ أودى بريمُها

ألم تر أنّي قد رميتُ ابن فرتنا ... بصمّاءَ لا يرجو الحياةَ صديمُها

إذا ما هوى من صكَّةٍ وقعتْ بهِ ... أظلَّتْ حوامِي صكَّةٍ يستديمُها

فلمْ تدرِ يا هلبَ استِها كيفَ تتَّقي ... شموساً أبتْ إلاَّ لقاحاً عقيمُها

رجا العبدُ صلحي بعدما وقعتْ به ... صواعقُها ثم استهلَّتْ غيومُها

لقدْ سرَّني لحبُ القوافِي بأنفِهِ ... وعلبٌ بجلدِ الحاجبينِ وسومُها

لقدْ لاحَ وسمٌ في غواشٍ كأنَّها ... ثرَّيا تجلَّتْ عن نجومٍ غيومُها

سيخزي ويرضَى باللفاءِ ابنُ فرتنا ... وكانتْ غداةَ الغبِّ يُوفي غريمُها

إذا هبطتْ جوَّ المراغِ تكَّرستْ ... عروشاً وأطرافُ التَّوادي كرومُها

فكيف ترَى ظنَّ البعيثِ بأمِّهِ ... إذا باتَ علجُ الأقعسينِ يكومُها

إذا استنَّ أعلاجُ المصيفِ وجدتَها ... سريعاً إلى جنبِ المراغِ جثومُها

ضروطاً إذا لاقتْ علوجَ ابنِ عامرٍ ... وأينع كرّاثُ النِّباجِ وثومُها

لهُ أمُّ سوءٍ ساءَ ما قدَّمَتْ لهُ ... إذا فارطُ الأحسابِ عدَّ قديمُها

لقدْ أخذتْ عيناكَ من حمرةِ استِها ... فعيناكَ عيناها وخيمكَ خيمُها

فلمّا تغشَّى اللؤمُ ما حولَ أنفهِ ... تبوأ في الدّارِ التي لا يريمُها

يعدَّ ابنُ حمراءِ العجانِ لخبثهِ ... إذا عدَّ مولى مالكٍ وصميمُها

أتاركةٌ أكلَ الخزيرِ مجاشعٌ ... فقدْ خسَّ إلاَّ في الخزيرِ قسيمُها

وقال جرير يرد على البعيث ويهجو الفرزدق:

عوجي علينا واربعي ربةَ البغلِ ... ولا تقتليني لا يحلُّ لكم قتلي

خليليَّ هيجا عبرةً وقفا بنا ... على طللٍ بينَ النقيعةِ والحبلِ

وإني لباقي الدمعِ إنْ كنتُ باكياً ... على كلِّ دارٍ حلها مرةً أهلي

سقى الرملَ جونٌ مستهلٌّ ربابهُ ... وما ذاكَ إلاَّ حبُّ منْ حلَّ بالرملِ

لياليَ إذْ أهلي وأهلكِ جيرةٌ ... وإذْ لا نخافُ الصرمَ إلاّ علىَ رجلِ

وإذْ أنا لا مالٌ أريدُ اتباعهُ ... بمالي ولا أهلٌ أبيعُ بهمْ أهلي

<<  <   >  >>