للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دعتكَ لها أسبابُ طولِ بليَّةٍ ... ووجدٌ بها هاجَ الحديثَ المكتَّما

على حينَ أنْ ولّى الشّبابُ لشأنهِ ... وأصبحَ بالشَّيبِ المحيل تعمَّما

ألا ليتَ هذا الجهلَ عنّا تصرَّما ... وأحدثَ حلماً قلبُهُ فتحلَّما

أنيختْ ركابي بالأحزَّةِ بعدَما ... خبطنَ بحورانَ السَّريحَ المخدَّما

وأدنِي وسادي من ذراعيْ شملّةٍ ... وأتركُ عاجاً قد علمتُ ومعصما

وعاوٍ عوى من غير شيءٍ رميتُهُ ... بقارعةٍ أنفاذُها تقطرُ الدَّما

خروجٍ بأفواهِ الرُّواةِ كأنَّها ... قرى هندُوانيٍّ إذا هزَّ صمَّما

فإنَّي لهاجيكمُ بكلِّ غريبةٍ ... شرودٍ إذا السَّاري بليلٍ ترنَّما

غرائبَ ألاَّفاً إذا حانَ وردُها ... أخذنَ طريقاً للقصائدِ معلما

لعمرِي لقدْ جارَى دعيُّ مجاشعٍ ... عذوماً على طولِ المجاراةِ مرجَما

ولاقيتَ منِّي مثلَ غارة داحسٍ ... وموقفهِ فاستأخرنْ أو تقدَّما

فإنَّي لهاجيكمْ وإنّي لراغبٌ ... بأحسابنا فضلاً بنا وتكرُّما

أرى سوأةً فخرَ البعيثِ وأمُّهُ ... تعارضُ خاليهِ يساراً ومقسَما

تبينُ إذا ألقَى العمامةَ لؤمُهُ ... وتعرفُ وجهَ العبدِ لمّا تعمَّما

فأينَ بنُو القعقاع عنْ أصلِ فرتنا ... وعن أصلِ ذاكَ القينِ أن يتقسَّما

فتؤخذُ من أمِّ البعيثِ ضريبةٌ ... ويتركُ نساجاً بدارينَ مسلما

فهلا سألتَ النّاسَ إنْ كنتَ جاهلاً ... بأيّامنا يا ابنَ الضروطِ فتعلّما

سأحمدُ يربوعاً على أنَّ وردهُمْ ... إذا ذيدَ لم يحكم وإن ذادَ أحكما

مصاليتُ يومَ الرَّوعِ تلقَى عصيَّنا ... سريجيَّةً يخلينَ هاماً ومعصما

نحوطُ حمى نجدٍ وتلقَى طريقنا ... إلى المجدِ عاديَّ المواردِ معلما

وما كان ذو شغبٍ يمارسُ عيصنا ... فينظرَ في كفَّيهِ إلاَّ تندَّما

وإنّا لقوّالونَ للخيلِ أقدمِي ... إذا لم يجدْ وغلُ الفوارسِ مقدمَا

ومنّا الذس ناجَى فلمْ يخزِ قومَهُ ... بأمرٍ قويٍّ محرزاً والمثلّما

ويومَ أبي قابوسَ لم يعطهِ المُنى ... ولكنْ صدعنا البيضَ حتّى تهزَّما

وقد أثكلتْ يومَ البحيرينِ خيلنا ... بوردٍ إذا ما استعلنَ الرَّوعَ سوَّما

وقالتْ بنو شيبانَ بالصَّمدِ إذا لقوا ... فوارسنا ينعونَ قيلاً وأزنما

أشبيانُ لو كان القتالُ صبرتُمُ ... ولكنَّ لفحاً من حريقٍ تضرَّما

وعضَّ ابن ذي الجدَّينِ وسطَ بيوتنا ... سلاسلنا والقدَّ حولاً مجرّما

وتكذبُ أستاهُ القيونِ مجاشعٌ ... متى لم نذدْ عن حوضنا أن يهدَّما

إذا عدَّ فضلُ السَّعي منَّا ومنكم ... فضلنا بني رغوانَ بؤسَى وأنعما

وقدْ لبستْ بعدَ الزُّبيرْ مجاشعٌ ... ثيابَ التّي حاضتْ ولم تغسلِ الدَّما

وقدْ علمِ الجيرانُ أنَّ مجاشعاً ... فروخَ البغايا لا يرى الجارَ محرَما

ولو علقتْ حبلَ الزُّبيرِ حبالنا ... لأضحَى كناجٍ في عطالةَ أعصما

ألم تر عوفاً لا تزالُ كلابهُ ... تجرُّ بأكماعِ السِّباقينُ ألحمُا

ولمّا قضى عوفٌ أشطٍّ عليكم ... فأقسمتمُ لا تفعلونَ وأقسما

ألم تر أولادَ القيونِ مجاشعاً ... يمدُّونَ ثدياً عندَ عوفٍ مصرَّما

فبتُّم خزايا والخزيرُ قراكمْ ... وباتَ الصَّدى يدعُو عقالاً وضمضَما

أبعدَ ابن ذيّالِ تقولُ مجاشعٌ ... وأصحابُ عوفٍ يحسنون التكلما

وتغضبُ من ذكرِ القيونِ مجاشعٌ ... وما كانَ ذكرُ القينِ سرّاً مكتَّما

لقدْ وجدتْ بالقينِ خورُ مجاشعٍ ... كوجدِ النَّصارَى بالمسيحِ ابن مريما

ترى الخورَ جلداً من بناتِ مجاشعٍ ... لدى القينِ لا يمنعنَ منهُ المخدَّما

إذا ما لوَى بالكلبتينِ كتيفةً ... رأينَ وراءَ الكيرِ أيراً محمَّما

وقال جرير يهجو البعيث:

ألا حيِّ بالبردينِ داراً ولا أرَى ... كدارٍ لهندٍ لا تحيّا رسومُها

لقدْ وكفتُ عيناهُ أنْ ظلَّ واقفاً ... على دمنةٍ لم يبقَ إلاَّ رميمُها

أبينا فلم نسمعْ لهندٍ ملامةً ... كما لم تطعْ هندٌ بنا من يلومُها

<<  <   >  >>