للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولمّا اتقى القينُ العراقيُّ باستهِ ... فزعتَ إلى القينِ المقيدِ في الحجلِ

رأيتكَ لا تحمي عقالاً ولمْ تردْ ... قتالاً فما لاقيتَ شراً من الذلِ

ولوْ كنتَ ذا رأيٍ لما لمتَ عاصماً ... وما كانَ كفؤاً ما لقيتَ منَ الفضلِ

ولمّا دعوتَ العنبريَّ ببلدةٍ ... إلى غيرِ ماءٍ لا قريبٍ ولا أهلِ

يكونُ نزولُ القومِ فيها كلا ولا ... غشاشاً ولا يدنونَ رحلاً إلى رحلِ

ضللتَ ضلالَ السامريّ وقومهُ ... دعاهمْ فضلوا عاكفينَ على عجلِ

فلمّا رأى أنَّ الصحاريَ دونهُ ... ومعتلجُ الأنقاءِ منْ ثبجِ الرملِ

ويوماً أتتْ دونَ الظلالِ سمومهُ ... تظلُّ المها صوراً جماجمها تغلي

بلغتَ نسيءَ العنبري كأنما ... ترى بنسيءِ العنبريِّ جنى النحلِ

فأوردكَ الأعدادَ ذو المالِ نازحٌ ... دليلُ امرئٍ أعطى المقادةَ بالدحلِ

ألمْ ترَ أني لا يبلُّ رميتي ... فمنْ أرمِ لا تخطئْ مقاتلهُ نبلي

فباتتْ نوارُ القينِ رخواً حقابها ... تنازعُ ساقيْ ساقها حلقُ الحجلِ

فقبحَ ريحُ القينِ لما تناولتْ ... مقذَّ هجانٍ إذ تساوفهُ فحلِ

أبا خالدٍ أبليتَ حزماً وسودداً ... وكلُّ امرئٍ مثنىً عليهِ بما يبلَى

أبا خالدٍ لا تشمتنَّ أعادياً ... يودونَ لوْ زلتْ بمهلكةٍ نعلي

وقال جرير:

ألا حيِّ رهبى ثمَّ حيِّ المطاليا ... لقدْ كانَ مأنوساً فأصبحَ خاليا

فلاَ عهدَ إلاَّ أنْ تذكرَ أو ترى ... ثماماً حواليْ منصبِ الخيمِ باليا

ألا أيها الوادي الذي ضمَّ سيلهُ ... إلينا نوى ظمياءَ حييتَ واديا

إذا ما أرادَ الحيُّ أن يتزملوا ... وحنتْ جمالُ البينِ حنتْ جماليا

فيا ليتَ أنَّ الحيَّ لمْ يتفرقوا ... وأمسى جميعاً جيرةً متدانيا

إذا الحيُّ في دارِ الجميع كأنما ... يكونُ علينا نصفَ حولٍ لياليا

إلى اللهِ أشكوُ أنَّ بالغورِ حاجةً ... وأخرى إذا أبصرتُ نجداً بدا ليا

نظرتُ برهبى والظعائنُ باللوى ... فطارتْ برهبى شعبةٌ منْ فؤاديا

وما أبصرَ النارَ التي وضحتْ لهُ ... وراءَ جفاف الطيرِ إلا تماريا

وكائنْ ترى في الحيّ من ذي صداقةٍ ... وغيرانَ يدعو ويله منْ حذاريا

إذا ذكرتْ ليلى أتيحَ ليَ الهوى ... على ما ترى منْ هجرتي واجتنابيا

خليليَّ لولا أن تظنا بيَ الهوى ... لقلتُ سمعنا منْ سكينةَ داعيا

قفا فاسمعا صوتَ المنادي لعلهُ ... قريبٌ وما دانيتُ بالظنِّ دانيا

إذا ما جعلتُ السيَّ بيني وبينها ... وحرةَ ليلى والعقيقَ اليمانيا

رغبتُ إلى ذي العرشِ ربِّ محمدٍ ... ليجمعَ شعباً أو يقربَ نائيا

أذا العرشِ إنيّ لستُ ما عشتُ تاركاً ... طلابَ سليمى فاقضِ ما كنتَ قاضيا

ولو أنها شاءتْ شفتني بهينٍ ... وإنْ كانَ قدْ أعيى الطبيبَ المداويا

سأتركُ للزوارِ هنداً وأبتغي ... طبيباً فيبغيني شفاءً لما بيا

فإنكِ إن تعطي قليلاً فطالما ... منعتِ وحلأتِ القلوبَ الصواديا

دنوَّ عتاقِ الطير للزجرِ بعدما ... شمسنَ وولينَ الخدودَ العواصيا

إذا اكتحلت ْعيني بعينكِ مسني ... بخيرٍ وجلى غمرةً عنْ فؤاديا

ويأمرني العذالُ أن أغلبَ الهوى ... وأنْ أكتمَ الوجدَ الذي ليسَ خافيا

فيا حسراتِ القلبِ في إثرِ من يرى ... قريباً ويلقى خيرهُ منكَ قاصيا

تعيرني الإخلافَ ليلى وأفضلتْ ... على وصلِ ليلى قوةٌ منْ حباليا

فقولا لواديها الذي نزلتْ بهِ ... أواديَ ذي القيصومِ أمرعتَ واديا

لقدْ خفتُ أن لا تجمعَ الدارُ بيننا ... ولا الدهرُ إلاَّ أنْ تجدَّ الأمانيا

ألاَ طرقتْ شعثاءُ والليلُ مظلمٌ ... أحمَّ عمانيا وأشعثَ ماضيا

لدى قطرياتٍ إذا ما تغولتْ ... بنا البيدُ غاولنَ الحزومَ القياقيا

تخطى إلينا منْ بعيدٍ خيالها ... يخوضُ خداريا منَ الليلِ داجيا

فحييتَ منْ سارٍ تكلفَ موهناً ... مزاراً على ذي حاجةٍ متراخيا

<<  <   >  >>