للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما كانَ يخلفُ يا بني زبدِ استها ... منكمْ مخيلةُ باطلٍ وفخارُ

وإذا بطنتَ فأنتَ يا ابنَ مجاشعٍ ... عبدُ الهوانِ جنادفٌ نثارُ

سعدٌ أبوْا لكَ أنْ تفي بجوارهمْ ... أوْ أنْ يفي لكَ بالجوارِ جوارُ

تلكَ التي شدخوا بواطنَ كينها ... أضحى مخالطَ بولها الإمغارُ

قدْ طالَ قرعكَ قبلَ ذاكَ صفاتنا ... حتى صممتَ وفللَ المنقارُ

يا ابنَ القيونِ فطالَ ما جربتني ... والنزعُ حيثُ أمرتِ الأوتارُ

ما في معاودتي الفرزدقَ فاعلموا ... لمجاشعٍ ظفرٌ ولا استبشارُ

إنَّ القصائدَ قدْ جدعنَ مجاشعاً ... بالشتمِ يلحمُ نسجها وينارُ

ولقوا عواصي قدْ عييتَ بنقضها ... ولقدْ نقضتَ فما بكَ استمرارُ

قدْ كانَ قومكَ يحسبونكَ شاعراً ... حتى غرقتَ وضمكَ التيارُ

نزعَ الفرزدقُ ما يسرُّ مجاشعاً ... منهُ مراهنةٌ ولا مشوارُ

قصرتْ يداكَ عنِ السماءِ ولمْ يكنْ ... في الأرضِ للشجرِ الخبيثِ قرارُ

أثنتْ نوارُ على الفرزدقِ خزيةً ... صدقتْ وما كذبتْ عليكَ نوارُ

إنَّ الفرزدقَ لا يزالُ مقنعاً ... وإليهِ بالعملِ الخبيثِ يشارُ

لا يخفينَّ عليكَ أنَّ مجاشعاً ... لو ينفخونَ منَ الخؤورِ لطاروا

إذْ يوسرونَ فما يفكُّ أسيرهمْ ... ويقتلونَ فتسلمُ الأوتارُ

ويفايشونكَ والعظامُ ضعيفةٌ ... والمخُّ ممتخرُ الهنانةِ رارُ

شهدَ المهملُ أنَّ جيشَ مجاشعٍ ... رضعوا الأيورَ على الخزيرِ فخاروا

نظروا إليكَ وقدْ تقلبَ هامهمْ ... نظرَ الضباعِ أصابهنَّ دوارُ

لا تغلبنَّ على ارتضاعِ أيوركمْ ... أوصى بذاكَ أبوكمُ المهمارُ

يسرَ الدهيمَ بنو عقالٍ بعدما ... نكحوا الدهيمَ فقبحَ الأيسارُ

وبكى البعيثُ على الدهيمِ وقدْ رغا ... لأبي البعيثِ منَ الدهيمِ حوارُ

وإذا أرادَ مجاشعيٌّ سوأةً ... نكحَ الدهيمَ وفي استهِ استيخارُ

قرنَ الفرزدقُ والبعيثُ وأمهُ ... وأبو الفرزدقِ قبحَ الإستارُ

إنَّ البعيثَ عجانُ ثورٍ قادهُ ... وسطَ الحجيجِ لينحرَ البقارُ

أضحى يرمزُ حاجبيهِ كأنهُ ... ذيخٌ لهُ بقصيمتينِ وجارُ

أمُّ البعيثِ كأنَّ حمرةَ بظرها ... رئةُ المغدِّ يبينها الجزارُ

وتقولُ إذْ رضيتْ وأرضتْ سبعةٌ ... لا يغضبنَّ عليكمُ البيزارُ

إنْ يكفِ أمكَ يا بعيثُ فربما ... صدرتْ ومرنَ بظرها الإصدارُ

إذْ كانَ يلعبها وأنتَ حزورٌ ... عبداً ضبارةَ بغثرٌ وشقارُ

قدْ طالَ رعيتها العواشي بعدما ... سقطَ الجليدُ وهبتِ الأصرارُ

ذهبَ القعودُ بلحمِ مقعدةِ استها ... وكأنَّ سائرَ لحمها الأفهارُ

ليستْ لقومي بالكتيفِ تجارةٌ ... لكنَّ قوميَ بالطعانِ تجارُ

يحمي فوارسيَ الذينَ لخيلهمْ ... بالثغرِ قدْ علمَ العدوُّ مغارُ

تدمى شكائمها وخيلُ مجاشعٍ ... لمْ يندَ منْ عرقٍ لهنَّ عذارُ

إنا وقينكمُ يرقعُ كيرهُ ... سرنا لنغتصبَ الملوكَ وساروا

عضتْ سلاسلنا على ابنيْ منذرٍ ... حتى أقرَّ بحكمنا الجبارُ

وابني هجيمةَ قدْ تركنا عنوةً ... لابنيْ هجيمةَ في الرماحِ جؤارُ

ورئيسُ مملكةٍ وطئنَ جبينهُ ... يغشى حواجبهُ دمٌ وغبارُ

وإذا النساءُ خرجنَ غيرَ تبرزٍ ... غرنا وعندَ خروجهنَّ نغارُ

نحمي مخاطرةٌ على أحسابنا ... كرمَ الحماةُ وعزتِ الأخطارُ

ومجاشعٌ فضحوا فوارسَ مالكٍ ... فربا الخزيرُ وضيعَ الأذمارُ

أعمارُ لوْ شهدَ الوقيطَ فوارسي ... ما قيدَ يعتلُ عثجلٌ وضرارُ

يا ابنَ القيونِ وكيفَ تطلبُ مجدنا ... وعليكَ منْ سمةِ القيونِ نجارُ

وقال جرير يجيب الفرزدق، ويهجو محمد بن عمير بن عطارد والأخطل:

لمنِ الديارُ ببرقةِ الروحانِ ... إذْ لاَ نبيعُ زماننا بزمانِ

إنْ زرتُ أهلكِ لمْ يبالوا حاجتي ... وإذا هجرتكِ شفني هجراني

هلْ رامَ جوُّ سويقتينِ مكانهُ ... أوْ حلَّ بعدَ محلنا البردانِ

راجعتُ بعدَ سلوهنَّ صبابةٌ ... وعرفتُ رسمَ منازلٍ أبكاني

<<  <   >  >>