للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانتْ إذا هجرَ الحليلُ فراشها ... خزنَ الحديثُ وكتمَ الأسرارُ

ليستْ كأمكَ إذْ يعضُّ بقرطها ... قينٌ وليسَ على القرونِ خمارُ

سنبيرُ قينكمُ ولاَ يوفى بهِ ... قينٌ بقارعةِ المقرِّ مثارُ

وجدَ الكتيفُ ذخيرةٌ في قبرهِ ... والكلبتانِ جمعنَ والميشارُ

يبكي صداهُ إذا تهزمَ مرجلٌ ... أوْ إنْ تثلمَ برمةٌ أعشارُ

رجفَ المقرُّ وصاحَ في شرقيهِ ... قينٌ عليهِ دواخنٌ وشرارُ

قتلتْ أباكَ بنو فقيمٍ عنوةُ ... إذْ جرَّ ليسَ على أبيكَ إزارُ

عقروا رواحلهُ فليسَ كقتلهِ ... قتلٌ وليسَ كعقرهنَّ عقارُ

حدراءُ أنكرتِ القيونَ وريحهمْ ... والحرُّ يمنعُ ضيمهُ الإنكارُ

لما رأتْ صدأ الحديدِ بجلدهِ ... فاللونُ أورقُ والبنانُ قصارُ

قالَ الفرزدقُ رقعي أكيارنا ... قالتْ وكيفَ ترقعُ الأكيارُ

رقعْ متاعكَ إنَّ جدي خالدٌ ... والقينُ جدكَ لمْ يلدكَ نزارُ

وسمعتها اتصلتْ بذهلٍ إنهم ... ظلموا بصرهمِ القيونَ وجاروا

دعتِ المصورَ دعوةً مسموعةً ... ومعَ الدعاءِ تضرعٌ وجؤارُ

عاذتْ بربكَ أنْ يكونَ قرينها ... قيناً أحمَّ لفسوهِ إعصارُ

أوصتْ بلائمةٍ بزيقٍ وابنهِ ... إنَّ الكريمَ تشينهُ الأصهارُ

إنَّ الفضيحةَ لوْ بليتَ بقينهمْ ... ومعَ الفضيحةِ غربةٌ وضرارُ

شدوا الحبى وبشاركمُ عرقَ الخصى ... بعدَ الزبيرِ وبعدَ جعثنَ عارُ

هلاَّ الزبيرَ منعتَ يومَ تشمستْ ... حربٌ تضرمُ نارها مذكارُ

ودعا الزبيرُ فما تحركتِ الحبى ... لوْ سمتهمْ جخفَ الخزيرِ لثاروا

غروا بعقدهمِ الزبيرَ كأنهمْ ... أثوارُ محرثةٍ لهنَّ خوارُ

والصمتينِ أجرتمُ فغدرتمُ ... وابنُ الأصمِّ بحبلِ بيتكَ جارُ

إنَّ التي بعجتْ بفيشلِ منقرٍ ... يا شبَّ ليسَ لشأنها إسرارُ

وفتْ لجعثنَ دينَ جعثنَ منقرٌ ... لا علةٌ بهمِ ولا إعسارُ

قطعوا بجعثنَ ذا الحماطِ تقحماً ... وإلى خشاخشَ جريها أطوارُ

لقيتْ صحارَ بني سنانٍ فيهمِ ... حدباً كأعضلِ ما يكونُ صحارُ

طعنتْ بأيرِ مقاعسي مخلجٍ ... فأصيبَ عرقُ عجانها النعارُ

أخزاكَ رهطُ ابنِ الأشدِّ فأصبحتْ ... أكبادُ قومكِ ما لهنَّ مرارُ

باتتْ تكلفُ ما علمتَ ولمْ تكنَ ... عونٌ تكلفهُ ولاَ أبكارا

باتَ الفرزدقُ عابداً وكأنها ... قعوٌ تعاورهُ السقاةُ معارُ

دعيَ الطبيبُ طبيبُ جعثنَ بعدما ... عصتِ العروقُ أدبرَ المسبارُ

شبهتُ شعرتها إذا ما أبركتْ ... أذنيْ أزبَّ يفرهُ السمسارُ

سبوا الحمارَ فسوفَ أهجو ... نسوةً للكيرِ وسطَ بيوتهنَّ أوارُ

منْ كلِّ منسفةِ العجانِ كأنهُ ... جفرٌ تغضفَ منْ جويةَ هارُ

لخواءُ مزبدةٌ إذا ما قبقبتْ ... هدرتْ فألثقَ ثوبها التهدارُ

تغلي المشاقة تبتغي دسمَ استها ... فمنَ المشاقةِ عندها أكرارُ

تلقى بناتِ أبي الجلوبقِ نزعاً ... نحو القيونِ وما بهنَّ نفارُ

وتخيرتْ ليلى القيونَ وريحهمُ ... ما كانَ في صدإِ القيونِ خيارُ

حنتْ وحنَّ إلى جبيرٍ نسوةٌ ... خزرٌ يطفنَ بهِ وهنَّ ظؤارُ

تدعى لصعصعةِ الضلالِ وأحصنتْ ... للقينِ يا بنَ قفيرةَ الأطهارُ

وخضافِ قدْ ولدتْ أباكَ مجاشعاً ... وبنيهِ قدْ ولدتهمُ النخوارُ

يا شبَّ ويلكَ ما لقيتَ منَ التي ... أخزتكَ ليلةَ نجدَ الأستارُ

يا شبَّ ويحكَ إنها من نسوةٍ ... خورٍ لهنَّ إذا انتشينَ جؤارُ

نثلتْ عليكَ منَ الخزيرِ كأنها ... جفرٌ تخرمَ حافتيهِ جفارُ

إنَّ الفرزدقَ لنْ يزايلَ لؤمهُ ... حتى يزولَ عن الطريقِ صرارُ

فيمَ المراءُ وقدْ سبقتُ مجاشعاً ... سبقاً تقطعُ دونهُ الأبصارُ

قضتِ الغطارفُ منْ قريشٍ فاعترفْ ... يا بنَ القيونِ عليكَ والأنصارُ

هلْ في مئينَ وفي مئينَ سبقتها ... مدَّ الأعنةِ غايةٌ وحضارُ

كذبَ الفرزدقُ إنَّ عودَ مجاشعٍ ... قصفٌ وإنَّ صليبهمْ خوارُ

<<  <   >  >>