للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمسى الفرزدقُ في جلاجلِ كرجٍ ... بعدَ الأخيطلِ زوجةً لجريرِ

رهطُ الفرزدقِ منْ نصارى تغلبٍ ... أوْ تدعي كذباً دعاوةَ زورِ

حجوا الصليبَ وقربوا قربانكمْ ... وخذوا نصيبكمُ منَ الخنزيرِ

إني سأخبرُ عنْ بلاءِ مجاشعٍ ... منْ كانَ بالنخباتِ غيرَ خبيرِ

أخزى بني وقبانَ عقرُ فتاتهمْ ... واغترَّ جارهمُ بحبلِ غرورِ

لوْ كانَ يعلمُ ما استجارَ مجاشعاً ... أستاهَ مملحةٍ هوارمَ خورِ

قالَ الزبيرُ وأسلمتهُ مجاشعٌ ... لا خيرَ في دنسِ الثيابِ غدورِ

يا شبَّ قدْ ذكرتْ قريشٌ غدركمْ ... بينَ المحصبِ منْ منى وثبيرِ

وغدا الفرزدقُ يومَ فارقَ منقراً ... في غيرِ عافيةٍ وغيرِ سرورِ

غمزَ ابنُ مرةَ يا فرزدقُ كينها ... غمزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ

خزيَ الفرزدقُ بعدَ وقعةِ سبعةٍ ... كالحصنِ منْ ولدِ الأشدِّ ذكورِ

ترضي الغرابَ وقدْ عقرتمْ نابهُ ... بنتُ الحتاتِ بمحبسٍ وسريرِ

قالتْ فدتكَ بروحها واستنشقتْ ... منْ منخريهِ عصارةَ القفورِ

ركبتْ ربابكمُ بعيراً دارساً ... في السوقِ أفضحَ راكبٍ وبعيرِ

أمتْ هنيدةُ خزيةٌ لمجاشعٍ ... إذْ أولمتْ لهمُ بشرِّ جزورِ

ودعتْ أمامةُ بالوقيظِ مجاشعاً ... فوجدتَ يا وقبانُ غيرَ غيورِ

كذبَ الفرزدقُ لنْ يجاريَ عامراً ... يومَ الرهانِ بمقرفٍ مبهورِ

فانهَ الفرزدقَ أنْ يعيبَ فوارساً ... حملوا أباهُ على أزبَّ نفورِ

ولقدْ جهلتَ بشتمِ قيسٍ بعدما ... ذهبوا بريشِ جناحكَ المكسورِ

قيسٌ وجدُّ أبيكَ في أكيارهِ ... قوادُ كلِّ كتيبةٍ جمهورِ

لنْ تدركوا غطفانَ لوْ أجريتمُ ... يا بنَ القيونِ ولا بني منصورِ

فخروا عليكَ بكلِّ سامٍ معلمٍ ... فافخرْ بصاحبِ كلبتينِ وكيرِ

كمْ أنجبوا بخليفةٍ وخليفةٍ ... وأميرِ صائفتينِ وابنِ أميرِ

ولدَ الحواصنُ في قريشٍ منهمُ ... يا ربَّ مكرمةٍ ولدنَ وخيرِ

فضلوا بيومِ مكارمٍ مشهورةٍ ... يومٍ أغرَّ محجلٍ مشهورِ

قيسٌ تبيتُ على الثغورِ جيادهمْ ... وتبيتُ عندَ صواحبِ الماخورِ

هلْ تذكرونَ بلاءكمْ يومَ الصفا ... أوْ تذكرونَ فوارسَ المأمورِ

أوْ دختنوسَ غداةَ جزَّ قرونها ... ودعتْ بدعوةِ ذلةٍ وثبورِ

إنَّ الضباعَ تباشرتْ بخصاكمُ ... يومَ الصفا وأماعزَ التسريرِ

حانَ القيونُ وقدموا يومَ الصفا ... ورداً فغورَ أسوأ التغويرِ

وسما لقيطٌ يومَ ذاكَ لعامرٍ ... فاستنزلوهُ بلهذمٍ مطرورِ

وبرحرحانَ غداةَ كبلَ معبدٌ ... نكحوا بناتكمُ بغيرِ مهورِ

فبما يسوءُ مجاشعاً زبدَ استها ... حتى المماتِ تروحي وبكوري

وقال جرير يرد على الفرزدق:

لقدْ سرني ألاَّ تعدُّ مجاشعٌ ... منَ الفخرِ إلاَّ عقرَ نابٍ بصوأرِ

أنابكَ أمْ قومٌ تفضُّ سيوفهمْ ... على الهامِ ثنييْ بيضةِ المتجبرِ

لعمري لنعمَ المستجارونَ نهشلٌ ... وحيُّ القرى للطارقِ المتنورِ

فوارسُ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ ... إذا برزتْ ذاتُ العريشِ المخدرِ

ويدعونَ سلمى يا بني زبدِ استها ... وضمرةَ لليومِ العماسِ المذكرِ

أولئكَ خيرٌ مصدقاً منْ مجاشعٍ ... إذا الخيلُ جالتْ في القنا المتكسرِ

لعمري لقدْ أدرى هلالَ بنَ عامرٍ ... بتنهيةِ المرباعِ رهطُ المجشرِ

وما زلتُ مذْ لمْ تستجبْ لكَ نهشلٌ ... تلاقي صراحياً منَ الذلِّ فاصبرِ

وعافتْ بنو شيبانَ حوضيْ مجاشعٍ ... وشيبانَ أهلُ الصفوِ غيرِ المكدرِ

ولوْ غضبتْ في شأنِ حدراءَ نهشلٌ ... سموها بدهمٍ أوْ غزوها بأنسرِ

معازيلُ أكفالٌ كأنَّ خصاكمُ ... قناديلُ قسِّ الحيرةِ المتنصرِ

وقال جرير يرد على الفرزدق:

بانَ الخليطُ برامتينِ فودعوا ... أوَ كلما رفعوا لبينٍ تجزعُ

ردوا الجمالَ بذي طلوحٍ بعدما ... هاجَ المصيفُ وقدْ تولى المربعُ

إنَّ الشواحجَ بالضحى هيجنني ... في دارِ زينبَ والحمامُ السجعُ

<<  <   >  >>