للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خطاهمْ في الحروبِ إلى الأعادي ... يصلنَ سيوفهمْ يومَ الضرابِ

هذا جميع ما ذكر له في النقائض وهي خير شعره.

وقال جرير يهجو الفرزدق والتيم تيم الرباب، وليست هي من النقائض، وهي إحدى الثلاث التي له:

ألا زارتْ وأهلُ منىً هجودُ ... وليتَ خيالها بمنىً يعودُ

حصانٌ لاَ المريبُ لها خدينٌ ... ولا تفشي الحديثَ ولاَ ترودُ

ونحسدُ أنْ نزوركمُ ونرضى ... بدونِ البذلِ لوْ رضيَ الحسودُ

أساءلتَ الوحيدَ ودمنتيهِ ... فما لكِ لا يكلمكَ الوحيدُ

أخالدَ قدْ علقتكِ بعدَ هندٍ ... فبلتني الخوالدُ والهنودُ

فلا بخلٌ فيوئسُ منكِ بخلٌ ... ولا جودٌ فينفعُ منكِ جودُ

شكونا ما علمتِ فما أويتمْ ... وباعدنا فما نفعَ الصدودُ

حسبتَ منازلاً بجمادِ رهبى ... كعهدكِ بلْ تغيرتِ العهودُ

فكيفَ رأيتَ منْ عمانَ ناراً ... يشبُّ لها بواقصةَ الوقودُ

هوىً بتهامةٍ وهوىً بنجدٍ ... فبلتني التهائمُ والنجودُ

فأنشدْ يا فرزدقُ غيرَ عالٍ ... فقبلَ اليومِ جدعكَ النشيدُ

خرجتَ منَ المدينةِ غيرَ عفٍّ ... وقامَ عليكَ بالحرمِ الشهودُ

خصيتكَ بعدما جدعتكَ قيسٌ ... فأيَّ عذابِ ربكَ تستزيدُ

تحبكَ يومَ عيدهمِ النصارى ... ويومَ السبتِ شيعتكَ اليهودُ

فإنْ ترجمْ فقدْ وجبتْ حدودٌ ... وحلَّ عليكَ ما لقيتْ ثمودُ

تتبعُ منْ علمتَ لهُ متاعاً ... كما تعطى للعبتها القرودُ

أبالكيرينِ تعدلُ ملجماتٍ ... عليهنَّ الرحائلُ واللبودُ

رجعنَ بهانئٍ وأصبنَ بشراً ... وبسطاماً يعضُّ بهِ الحديدُ

وبالحكميِّ ثمَّ بحضرميٍّ ... وما بالخيلِ إذْ لحقتْ صدودُ

وأحمينا الإيادَ وقلتيهِ ... وقدْ عرفتْ سنابكهنَّ أودُ

وسارَ الحوفزانُ وكانَ يسمو ... وأبجرُ لا ألفُّ ولا بليدُ

فصبحهمْ بأسفلِ ذي طلوحٍ ... قوافلَ ما تذلُّ وما ترودُ

فوارسيَ الذينَ لقوا بحيراً ... وذادوا الخيلَ يومَ دعا يزيدُ

تردينا المحاملَ قدْ علمتمْ ... بذي نجبٍ وكسوتنا الحديدُ

فقربْ للمراءِ مجاشعياً ... إذا ما فاشَ وانتفخَ الوريدُ

فما منعوا الثغورَ كما منعنا ... وما ذادوا الخميسَ كما نذودُ

أجيرانَ الزبيرِ غررتموهُ ... كأنكمُ الدلادلُ والقهودُ

فليسَ بصابرٍ لكمُ وقيظٌ ... كما صبرتْ لنسوتكمْ زرودُ

لقدْ أخزى الفرزدقُ رهطَ ليلى ... وتيمٌ قدْ أقادهمُ مقيدُ

قرنتُ الظالمينَ بمرمريسٍ ... يذلُّ لهُ العفاريةُ المديدُ

فلو كانَ الخلودُ لفضلِ قومٍ ... على قومٍ لكانَ لنا الخلودُ

خصيتُ مجاشعاً وجدعتُ تيماً ... وعندي فاعلموا لهمُ مزيدُ

وقالَ الناسُ ضلَّ ضلالُ تيمٍ ... ألمْ يكُ فيهمِ رجلٌ رشيدُ

تبينَ أينَ تكدحُ يا بنَ تيمٍ ... فقبلكَ أحرزَ الخطرَ المجيدُ

أترجو الصائداتِ بغاثُ تيمٍ ... وما تحمي البغاثُ ولا تصيدُ

لقيتَ لنا بوازيَ ضارياتٍ ... وطيركَ في مجاثمها لبودُ

أتيمٌ يجعلونَ إليَّ نداً ... وهلْ تيمٌ لذي حسبٍ نديدُ

أبونا مالكٌ وأبوكَ تيمٌ ... فهلْ تيمٌ لذي حسبٍ نديدُ

ولمْ تلدوا نوارَ ولمْ تلدكمْ ... مفداةُ المباركةُ الولودُ

أنا ابنُ الأكرمينَ تنخبتني ... قرومٌ بينَ زيدِ مناةَ صيدُ

أرامي منْ راموا ويحولُ دوني ... مجنُّ منْ صفاتهمِ صلودُ

أزيدَ مناةَ تدعوَ يا بنَ تيمٍ ... تبينْ أينَ تاهَ بكَ الوعيدُ

أتوعدنا وتمنعُ ما أردنا ... ونأخذُ منْ ورائكَ ما نريدُ

ويقضى الأمرُ حينَ تغيبُ تيمٌ ... ولا يستأذنونَ وهمْ شهودُ

فلا حسبْ فخرتَ بهِ كريمٌ ... ولا جدٌّ إذا ازدحمَ الجدودُ

لئامُ العالمينَ كرامُ تيمٍ ... وسيدهمْ وإنْ رغموا مسودُ

وإنكَ لوْ لقيتَ عبيدَ تيمٍ ... وتيماً قلتَ أيهما العبيدُ

أرى ليلاً يخالفهُ نهارٌ ... ولؤمُ التيمِ ما اختلفا جديدُ

بخبثِ البذرِ ينبتُ بذرُ تيمٍ ... فما طابَ النباتُ ولا الحصيدُ

<<  <   >  >>