للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألاَ حيّ المنازلَ بالجنابِ ... وقدْ ذكرنَ عهدكَ بالشبابِ

أجدكَ ما تذكرُ عهدَ دارٍ ... كأنَّ رسومها ورقُ الكتابِ

لعمرُ أبي الغواني ما سليمى ... بشملالٍ تراحُ إلى الشبابِ

لياليَ ترتميكَ بنبلِ جنٍّ ... صموتُ الحجلِ قانئةُ الخضابِ

فإنكَ تستعيرُ كلى شعيبٍ ... وهتْ منْ ناضحٍ سربِ الطبابِ

وما باليتُ يومَ أكفُّ دمعي ... مخافةَ أنْ يفندني صحابي

تباعدَ منْ مزاركَ أهلُ نجدِ ... إذا مرتْ بذي خشبٍ ركابي

غريباً عنْ ديارِ بني تميمٍ ... ولا يخزي عشيرتيَ اغترابي

لقدْ علمَ الفرزدقُ أنَّ قومي ... يعدونَ المكارمَ للسبابِ

يحشونَ الحروبَ بمقرباتٍ ... وداؤوديةٍ كأضا الحبابِ

إذا آباؤنا وأبوكَ عدوا ... بأنَّ المقرفاتِ منَ العرابِ

فأورثكَ العلاةَ وأورثونا ... رباطَ الخيلِ أفنيةَ القبابِ

وإنْ عدتْ مكارمها تميمٌ ... بحلقةِ مرجلٍ وبعقرِ نابِ

ألسنا بالمكارمِ نحنُ أولى ... وأكرمَ عندَ معتركِ الضرابِ

وأحمدَ حينَ يحمدُ بالمقاري ... وحالَ المربعاتُ منَ السحابِ

وأوفى للمجاورِ إنْ أجرنا ... وأعطى للنفيساتِ الرغابِ

صبرنا يومَ طخفةَ قدْ علمتمْ ... صدورَ الخيلِ تنحطُ في الحرابِ

وطئنَ مجاشعاً وأخذنَ غصباً ... بني الجبارِ في رهجِ الضبابِ

ويربوعٌ همُ أخذوا قديماً ... عليكَ منَ المكارمِ كلَّ بابِ

فلا تفخرْ فأنتَ مجاشعيُّ ... نخيبُ القلبِ منخرقُ الحجابِ

فلا صفوٌ جوازكَ عندَ سعدٍ ... ولا عفُّ الخليقةِ في الربابِ

وقدْ أخزاكَ في ندواتِ قيسٍ ... وفي سعدٍ عياذكَ منْ زبابِ

ألمْ ترَ منْ هجاني كيفَ يلقى ... إذا غبَّ الحديثُ منَ العذابِ

يسبهمُ بسبي كلُّ قومٍ ... إذا ابتدرتْ مجاوبةُ الجوابِ

فكلهمُ سقيتُ نقيعَ سمٍّ ... بنابيْ مخدرٍ ضرمِ اللعابِ

لقدْ جاريتني فعلمتَ أني ... على حظِّ المراهنِ غيرُ كابِ

سبقتُ فجاءَ وجهي لمْ يغبرْ ... وقدْ حطَّ الشكيمةَ عضُّ نابي

فما بلغَ الفرزدقُ في تميمٍ ... كمبلغِ عاصمٍ وبني شهابِ

ولا بلغَ الفرزدقُ في تميمٍ ... تخيريَ المضاربَ وانتخابي

أنا ابنُ الخالدينِ وآلِ صخرٍ ... أحلوني الفروعَ منَ الروابي

وسيفُ أبي الفرزدقِ قدْ علمتمْ ... قدومٌ غيرُ ثابتةِ النصابِ

أجيرانَ الزبيرِ غررتموهُ ... كما اغترَّ المشبهُ بالسرابِ

ولوْ سارَ الزبيرُ فحلَّ فينا ... لما يئسَ الزبيرُ منَ الإيابِ

لأصبحَ دونهُ رقماتُ فلجٍ ... وغبرُ اللامعاتِ منَ الحدابِ

وما باتَ النوائحُ منْ قريشٍ ... يراوحنَ التفجعَ بانتحابِ

على غيرِ السواءِ مدحتَ سعداً ... فزدهمْ ما اسطعتَ منَ الثوابِ

همْ قتلوا الزبيرَ فلمْ تنكرْ ... وعزوا عقرَ جعثنَ في الخطابِ

فداو كلومَ جعثنَ إنَّ سعداً ... ذوو عاديةٍ ولهىً رغابِ

سأذكرُ منْ قفيرةَ ما علمتمْ ... وأرفعُ شأنَ جعثنَ والربابِ

وعاراً منْ حميدةَ يومَ حوطٍ ... ورضخاً منْ جنادلها الصلابِ

فأصبحَ غالياً فتقسموهُ ... عليكمْ نحرُ راحلةِ الغرابِ

تحككْ بالعدانِ فإنَّ قيساً ... نفوكمْ عنْ ضريةَ والهضابِ

كجعثنَ حينَ أسهلَ ناطفاها ... عفرتمْ ثوبَ جعثنَ في الترابِ

فشدي منْ صلاكِ على الردافى ... ولا تدعي فإنكِ لنْ تجابي

لنا قيسٌ عليكَ وأيُّ يومٍ ... إذا ما احمرَّ أجنحةُ العقابِ

أتعدلُ في الشكيرِ أبا جبيرٍ ... إلى كعبٍ ورابيتي كلابِ

وجدتُ حصى هوازنَ ذا فضولٍ ... وبحراً يا بنَ شعرةَ ذا عبابِ

وفي غطفانَ فاجتنبوا حماهمْ ... ليوثُ الغابِ في أجمٍ وغابِ

ألمْ تسمعْ بخيلِ بني رياحٍ ... إذا ركبتْ وخيلِ بني الحبابِ

همُ جذوا بني جشمَ بنْ بكرٍ ... بلبيَ بعدَ يومِ قرى الزوابي

وحيُّ محاربِ الأبطالِ قدماً ... أولو بأسٍ وأحلامٍ رغابِ

<<  <   >  >>