للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورثَ المكارمَ كابراً عنْ كابرٍ ... ضخمِ الدسيعةِ يومَ كلِّ فخارِ

تلقى فوارسنا إذا أربقتمُ ... متلببينَ لكلِّ يومِ غوارِ

ولقدْ تركتُ بني كليبٍ كلهمْ ... صمَّ الرؤوسِ مفقئي الأبصارِ

ولقدْ ضللتَ أباكَ تطلبُ دارماً ... كضلالِ ملتمسٍ طريقَ وبارِ

لا يهتدي أبداً ولوْ بعثتْ لهُ ... بسبيلِ واردةٍ ولا آثارِ

قالوا عليكَ الشمسَ فاعمدْ نحوها ... والشمسُ نائيةٌ عنِ السفارِ

لما تسكعَ في الرمالِ هدتْ لهُ ... عرفاءُ هاديةٌ بكلِّ وجارِ

كالسامريِّ يقولُ إنْ حركتهُ ... دعني فليسَ عليَّ غيرُ إزارِ

لولا لساني حيثُ كنتُ رفعتهُ ... لرميتُ فاقرةً أبا سيارِ

بينَ الحواجبِ والعيونِ كأنها ... نارٌ تلوحُ على شفيرِ قتارِ

إنَّ البكارةَ لا ترى لصغارها ... بزحامِ أصيدَ رأسهُ هدارِ

قرمٌ إذا سمعَ القرومُ هديرهُ ... ولينهُ ورمينَ بالأبعارِ

كمْ عمةٍ لكَ يا جريرُ وخالةٍ ... فدعاءَ قدْ حلبتْ عليَّ عشارِ

كنا نحاذرُ أنْ تضيعَ لقاحنا ... ولهاً إذا سمعتْ دعاءَ يسارِ

شغارةٌ تقذُ الفصيلَ برجلها ... فطارةٌ لقوادمِ الأبكارِ

كانتْ تراوحُ عاتقيها علبةً ... خلفَ اللقاحِ سريعةَ الإدرارِ

وقال الفرزدق في قتل مسلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة ابن خالد بن أسيد بن كعب بن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامان بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، وقتله وكيع بن حسان بن قيس بن أبي سود بن كليب بن عوف بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ويمدح سليمان بن عبد الملك ويهجو جريراً:

تحنُّ بزوراءِ المدينةِ ناقتي ... حنينَ عجولٍ تبتغي البوَّ رائمِ

فيا ليتَ زوراءَ المدينةِ أصبحتْ ... بزوراءِ فلجٍ أوْ بسيفِ الكواظمِ

وكمْ نامَ عني بالمدينةِ لمْ يبلْ ... إليَّ اطلاعَ النفسِ فوقَ الحيازمِ

إذا جشأتْ نفسي أقولُ لها ارجعي ... وراءكِ واستحيي بياضَ اللهازمِ

فإنَّ التي ضرتكَ لوْ ذقتَ طعمها ... عليكَ منَ الأعباءِ يومَ التخاصمِ

فلستَ بمأخوذٍ بقولٍ تقولهُ ... إذا لمْ تعمدْ عاقداتِ العزائمِ

ولما أبوا إلاَّ الرواحَ وأعلقوا ... عرىً في برىً مخشوشةٍ بالخزائمِ

وراحوا بجسماني وأمسكَ قلبهُ ... حشاشتهُ بينَ المصلى وواقمِ

أقولُ لمغلوبٍ أماتَ عظامهُ ... تعاقبُ أدراجِ النجومِ العواتمِ

إذا إذا نحنُ نادينا أبى أنْ يجيبنا ... وإنْ نحنُ فديناهُ غيرَ الغماغمِ

سيدنيكَ منْ خيرِ البريةِ فاعتدلْ ... تناقلُ نصِّ اليعملاتِ الرواسمِ

إلى المؤمنِ الفكاكِ كلَّ مقيدٍ ... يداهُ وملقي الثقلَ عنْ كلِّ غارمِ

بكفينِ بيضاوينِ في راحتيهما ... حيا كلِّ شيءٍ بالغيوثِ السواجمِ

بخيرِ ندى منْ كانَ بعدَ محمدٍ ... وجاريهِ والمظلومِ للهِ صائمِ

فلما حبا وادي القرى منْ ورائنا ... وأشرفنَ أقتارَ الفجاجِ القواتمِ

لوى كلُّ مشتاقٍ منَ الركبِ رأسهُ ... بمغرورقاتٍ كالشنانِ الهزائمِ

وأيقنَّ أنا إنْ رددنا صدورها ... ولما تواجهها جبالُ الجراجمِ

أكنتمْ ظنتمْ رحلتي تنثني بكمْ ... ولمْ ينقضِ الإدلاجُ طيَّ العمائمِ

وماءٍ كأنَّ الدمنَ فوقَ جمامهِ ... عباءٌ كستهُ منْ فروجِ المخارمِ

رياحٌ على أعطانهِ حيثُ تلتقي ... عفا وخلا منَ عهدهِ المتقادمِ

وردتُ وأعجازُ النجومِ كأنها ... وقدْ غارَ تاليها هجائنُ هاجمِ

بغيدٍ وأطلاحٍ كأنَّ عيونها ... نطافٌ أظلتها قلاتُ الجماجمِ

كأنَّ رحالَ الميسِ ضمتْ حبالها ... قناطرَ طيِّ الجندلِ المتلاحمِ

إليكَ وليَّ العهدِ لاقى غروضها ... وأخفافها إدراجها بالمناسمِ

نواهضُ يحملنَ الهمومَ التي جفتْ ... بنا عنْ حشايا المحصناتِ الكرائمِ

ليبلغنَ ملءَ الأرضِ عدلاً ورحمةً ... وبرءاً لآثارِ الجروحِ الكواتمِ

كما بعثَ اللهُ النبيَّ محمدا ... على فترةٍ والناسُ مثلُ البهائمِ

<<  <   >  >>