للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورثتمْ قناةَ الملكِ غيرَ كلالةٍ ... عنْ ابنيْ منافٍ عبدِ شمسٍ وهاشمِ

ترى التاجَ معقوداً عليهمْ كأنهمْ ... نجومٌ حواليْ بدرِ ملكٍ قماقمِ

عجبتُ منَ الجحادِ أيَّ إمارةٍ ... أرادَ لأنَّ يزدادها والدراهمِ

وكانَ على ما بينَ عمانَ واقفاً ... إلى الصينِ قدْ التقوا لهُ بالخزائمِ

فلما عتا الجحادُ حين طغى بهِ ... غنىً قالَ إني مرتقٍ بالسلالمِ

فكانَ كما قالَ ابنُ نوحٍ سأرتقي ... إلى جبلٍ منْ خشيةِ الماءِ عاصمِ

رمى الله في جثمانهِ مثلَ ما رمى ... عنِ القبلةِ البيضاءِ ذاتِ المحارمِ

جنوداً تسوقُ الفيلَ حتى أعادهمْ ... هباءً وكانوا مطرخميّ الطراخمِ

نصرتَ كنصرِ البيتِ إذْ ساقَ فيلهُ ... إليهِ حشودُ المشركينَ الأعاجمِ

وما نصرَ الحجاجُ إلاَّ بغيرهِ ... إذا كلُّ يومٍ مستحرِّ الملاحمِ

بقومٍ أبو العاصي أبوهمْ توارثوا ... خلافةَ مهديٍّ وخيرِ الخواتمِ

وما ردَّ مذْ خطَّ الصحيفةَ ناكثاً ... كلاماً ولا نامتْ لهُ عينُ نائمِ

ولا رجعوا حتى رأى في شماله ... كتاباً لمغلولٍ إلى النارِ نادمٍ

أتاني ورحلي في المدينةِ وقعةٌ ... لآلِ تميمٍ أقعدتْ كلَّ قائمِ

كأنَّ رؤوسَ القومِ إذْ سمعوا بها ... مدمغةً منْ هازماتٍ أمائمِ

فدىً لسيوفٍ منْ تميمٍ وقى بها ... ردائي وجلتْ عنْ وجوهِ الأهاتمِ

شفينَ حزازاتِ النفوسِ ولمْ تدعْ ... علينا مقالا في وفاءٍ للائمِ

أبأنا بهمْ قتلى وما في دمائهمْ ... بواءٌ وهنَّ الشافياتُ الحوائمِ

جزى الله قومي إذْ أرادوا خفارتي ... قتيبةُ سعيَ الأفضلينَ الأكارمِ

همُ سمعوا يومَ المحصبِ منْ منىً ... ندائيْ إذا التفتْ رفاقُ المواسمِ

وهمْ طلبوها بالسيوفِ وبالقنا ... وجردٍ شجٍ أفواهها بالشكائمِ

تقادُ وما ردتْ إذا ما توهستْ ... إلى البأسِ بالمستلئمينَ الضراغمِ

كأنكَ لمْ تسمعْ تميماً إذا دعتْ ... تميمٌ ولمْ تسمعْ بموتِ ابنِ خازمِ

وقبلكَ عجلنا ابنَ عجلى حمامهُ ... بأسيافنا تصدعنَ هامَ الجماجمِ

وما لقيتْ قيسُ بنْ عيلانَ وقعةً ... ولا حرَّ يومٍ مثلَ يومِ الأراقمِ

عشيةَ لاقى ابنُ الحبابِ حسابهُ ... بسنجارَ أنضاءَ السيوفِ الصوارمِ

نبحتَ لقيسٍ نبحةً لمْ تدعْ لها ... أنوفا ومرتْ طيرها بالأشائمِ

ندمتَ على العصيانِ لما رأيتنا ... كأنا ذرى الأطوادِ ذاتِ المخارمِ

على طاعةٍ لوْ أنَّ أجبالَ طيئٍ ... عمدنَ لها والهضبَ هضبَ التهائمِ

لينقلها لوْ يستطعنَ الذي رسا ... لها عندَ عالٍ فوقَ سبعينَ دائمِ

وألقيتَ منَ كفيكَ حبلَ جماعةٍ ... وطاعةَ مهديٍّ شديدِ النقائمِ

فإنْ تكُ قيسٌ في قتيبةَ أغضبتْ ... فلا عطستْ إلاَّ بأجدعَ راغمِ

وهلْ كانَ إلاَّ باهلياً مجدعاً ... طغى فسقيناهُ بكأسِ ابنِ خازمِ

لقدْ شهدتْ قيسٌ فما كانَ نصرها ... قتيبةَ إلاَّ عضها بالأباهمِ

فإنْ تقعدوا تقعدْ لئامٌ أذلةٌ ... وإنْ عدتمُ عدنا بأبيضَ صارمِ

أتغضبُ إنْ أذنا قتيبةَ حزتا ... جهاراً ولمْ تغضبِ لقتلِ ابنِ خازمِ

فما منهما إلاَّ بعثنا برأسهِ ... إلى الشأمِ فوقَ الشاحجاتِ الرواسمِ

تذبذبُ في المخلاةِ تحتَ بطونها ... محذفةَ الأذنابِ جلحَ المقادمِ

ستعلمُ أيُّ الواديينِ لهُ الثرى ... قديماً وأولى بالبحورِ الخضارمِ

فما بينَ منْ لمْ يعطِ سمعاً وطاعةٌ ... وبينَ تميمٍ غيرُ حزِّ الحلاقمِ

وكانا لهمْ يومينِ كانا عليهمُ ... كأيامِ عادٍ بالنحوسِ الأشائمِ

ويومٍ لهمْ منا بفرغانةَ التقتْ ... عليهمْ ذرى حوماتِ بحرٍ قماقمِ

تخلى عنِ الدنيا قتيبةُ إذْ رأى ... تميماً عليها البيضُ تحتَ العمائمِ

غداةَ اضمحلتْ قيسُ عيلانَ إذْ دعا ... كما يضمحلُّ الآلُ فوقَ المخارمِ

لتمنعهُ قيسٌ ولا قيسَ عندهُ ... إذا ما دعا أوْ يرتقي في السلالمِ

تحركُ قيسٌ في رؤوسٍ لئيمةٍ ... أنوفاً وآذاناً لئامَ المصالمِ

<<  <   >  >>