للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ردينيةً صمَّ الكعوبِ كأنها ... مصابيحُ في تركيبها المتلاحمِ

ونحنُ جدعنا أنفَ عيلانَ بالقنا ... وبالراسباتِ البيضِ ذاتِ القوائمِ

ولوْ أنَّ قيساً قيسَ عيلانَ أصبحتْ ... بمستنِّ أبوابِ الربابِ ودارمِ

لكانوا كأقذاءٍ طفتْ في غطامطٍ ... منَ البحرِ في آذيها المتلاطمِ

ألسنا أحقَّ الناسِ يومَ تقايسوا ... إلى المجدِ والمستأثراتِ الجسائمِ

ملوكاً إذا طمتْ عليكَ بحورها ... تطحطحتَ في آذيها المتصادمِ

إذا ما وزنا بالجبالِ رأيتنا ... نميلُ بأطوادِ الجبالِ الأضاخمِ

ترانا إذا صعدتَ طرفكَ مشرفاً ... عليكَ بأطوادٍ طوالِ المخارمِ

ولو سئلتْ منْ كفؤنا الشمسُ أوْمأتْ ... إلى ابنيْ منافٍ عبدِ شمسٍ وهاشمِ

وكيفَ تلاقي دارماً حيثُ تلتقي ... ذراها إلى سقفِ النجومِ التوائمِ

لقدْ تركتْ قيساً ظباتُ سيوفنا ... وأيدٍ بأعجازِ الرماحِ الغواشمِ

وقائعَ أيامٍ أرينَ نساءهمْ ... نهاراً صغيراتِ النجومِ العوائمِ

بذي نجبٍ يومٌ لقيسٍ شديدةٌ ... كثيرَ اليتامى في ظلالِ المآتمِ

ونحنُ تركنا بالدفينةِ حاضراً ... لآلِ سليمٍ هامهمْ غيرُ نائمِ

حلفتُ بربِّ الراقصاتِ إلى منىً ... يقينَ حوامي دامياتِ المناسمِ

عليهنَّ شعثٌ ما اتقوا منْ وديقةٍ ... إذا ما التظتْ شهباؤها بالعمائمِ

لتحتلبنْ قيسُ بنُ عيلانَ لقحةً ... صرى ثرةٍ أخلافها غيرُ رائمِ

لعمري لئنْ لامتْ هوازنُ أمرها ... لقدْ أصبحتْ حلتْ بدارِ الملاومِ

ولولا ارتفاعي منْ سليمٍ سقيتها ... كئاسَ سمامٍ مرةٍ وعلاقمِ

فما أنتمُ منْ قيسِ عيلانَ في الذرى ... ولا منْ أثافيها العظامِ الجماجمِ

إذا حصلتْ قيسٌ فأنتمْ قليلها ... وأبعدها منْ صلبِ قيسٍ لعالمِ

وأنتمْ أذلُّ قيسِ بن عيلانَ حبوةً ... وأعجزها عندَ الأمورِ العوازمِ

وما كانَ هذا الناسُ حتى هداهمُ ... بنا اللهُ إلاَّ مثلَ شاءِ البهائمِ

فما منهمُ إلاَّ يقادُ بأنفهِ ... إلى ملكٍ منْ خندفٍ بالخزائمِ

عجبتُ إلى قيسٍ وما قدْ تكلفتْ ... منْ الشهوةِ الحمقاءِ ذاتِ النقائمِ

يلوذونَ مني بالمراغةِ وابنها ... وما منهما مني لقيسٍ بعاصمِ

ستخبرُ خصيا ابنِ الحبابِ ورأسهُ ... عميرٍ ما كانَ يومَ الأراقمِ

عشيةَ ألقوا في الخريطةِ رأسهُ ... وخصييهِ مشدوخاً سليبَ القوائمِ

تركنا أيورَ الباهليينَ منهمُ ... معلقةً تحتَ اللحى كالتمائمِ

وقال الفرزدق لجرير:

أنا ابنُ العاصمينَ بنو تميمٍ ... إذا ما أعظمُ الحدثانِ نابا

نماني كلُّ أصيدَ دارميٍّ ... أغرَّ ترى لقبتهِ حجابا

منَ المستأذنينَ ترى معداً ... جنوحاً خاضعينَ لهُ الرقابا

ملوكاً يبتنونَ توارثوها ... سرادقها المقاولَ والقبابا

شيوخٌ منهمُ عدسُ بنُ زيدٍ ... وسفيانُ الذي وردَ الكلابا

نقودُ الخيلَ تركبُ منْ وجاها ... نواصيها وتغتصبُ النهابا

تفرعُ في ذرى عوفِ بنْ كعبٍ ... وتأبى دارمٌ لي أنْ أعابا

وضمرةُ والمخفرُ كانَ منهمْ ... وذو القوسِ الذي ركزَ الحرابا

يردونَ الحلومَ إلى جبالٍ ... وإنْ شاغبتهمْ وجدوا شغابا

أولاكَ وعيرِ أمكَ لوْ تراهمْ ... بعينكِ ما استطعتَ لهمْ خطابا

رأيتَ مهابةً وأسودَ غابٍ ... وتاجَ الملكِ يلتهبُ التهابا

بني شمسِ النهارِ وكلِّ بدرٍ ... إذا انجابتْ دجنتهُ انجيابا

وكيفَ تكلمُ الظربى عليها ... فراءُ اللؤمِ أرباباً غضابا

لنا حسبُ السماءِ على الثريا ... ونحنُ الأكثرونَ حصىً وعابا

ولستُ بنائلٍ قمرَ الثريا ... ولا جبلي الذي فرع الهضابا

أتطلبُ يا حمارَ بني كليبٍ ... بعانتكَ اللهاميمَ الرغابا

وتعدلُ دارماً ببني كليبٍ ... وتعدلُ بالمفقئةِ السبابا

فقبحَ شرُّ حيينا قديماً ... وأصغرنا إذا اغترفا ذنابا

ولمْ يرثِ الفوارسَ منْ عبيدٍ ... ولا شبثاً ورثتَ ولا شهابا

<<  <   >  >>