للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطاحَ ابنُ المراغةِ حينَ مدتْ ... أعنتنا إلى الحسبِ النسابا

وأسلمهمْ وكانَ كأمِّ حلسٍ ... أقرتْ بعدَ نزوتها فغابا

ولما مدَّ بينَ بني كليبٍ ... وبيني غايةٌ كرهوا النصابا

رأوا أنا أحقُّ بآلِ سعدٍ ... وأنَّ لنا الحناظلَ والربابا

وإنَّ لنا بني عمرٍو وعليهمْ ... إذا عدوا منَ الأثرينَ بابا

ذبابٌ طارَ في لهواتِ ليثٍ ... كذاكَ الليثُ يلتهمُ الذبابا

هزبرٍ يرفثُ القصراتِ رفثاً ... أبى لعداتهٍ إلاَّ اغتصابا

منَ اللائي إذا أرهبنَ زجراً ... دنونَ وزادهنَّ لهُ اقترابا

أتعدلُ حومتي ببني كليبٍ ... إذا بحتري رأيتَ لهُ اضطرابا

ترومُ لتركبَ الصعداءَ منهُ ... ولوْ لقمانُ ساورها لهابا

أتتْ منْ فوقهِ الغمراتُ منهُ ... بموجٍ كانَ يجتفلُ السحابا

تقاصرتِ الجبالُ لهُ وطمتْ ... بهِ غمراتُ آخرَ قدْ أنابا

بأيةِ زنمتيكَ تنالُ قومي ... إذا بحري رأيتَ لهُ عبابا

ترى أمواجهُ كجبالِ لبنى ... وطودِ الخيفِ إذْ بلغَ الجبابا

إذا جاشتْ ذراهُ بجنحِ ليلٍ ... حسبتَ عليهِ حراتٍ ولابا

محيطاً بالبلادِ لهُ ظلالٌ ... معَ الجرباءِ إذْ بلغَ الطبابا

فإنكَ منْ هجاءِ بني نميرٍ ... كأهلِ النارِ إذْ خافوا العقابا

رجوا منْ حرقها أنْ يستريحوا ... وقدْ كانَ الصديدُ لهمْ شرابا

فإنْ تكُ عامرٌ أثرتْ وطابتْ ... فما أثرى أبوكَ ولا أطابا

ولمْ ترثِ الفوارسَ منْ نميرٍ ... ولا كعباً ورثتَ ولا كلابا

ولكنْ قدْ ورثتَ بني كليبٍ ... حظائرها الخبيثةَ والزرابا

ومنْ يخبرْ هوازنَ ثمَّ يخبرْ ... نميراً يخترِ الحسبَ اللبابا

ويمسكُ منْ ذراها بالنواصي ... وخيرُ فوارسٍ علموا نصابا

همُ ضربوا الصنائعَ واستباحوا ... بمذحجَ يومَ ذي كلعٍ ضرابا

وإنكَ قدْ تركتَ بني كليبٍ ... لكلِّ مناضلٍ غرضاً مصابا

كليبٌ دمنةٌ خبثتْ وقلتْ ... أبى الآبي لها إلاَّ تبابا

فأغلقَ منْ وراءِ بني كليبٍ ... عطيةَ منْ مخازي اللؤمِ بابا

بهيم اللونِ أرضعَ بالمخازي ... وأورثكَ الملائمَ حينَ شابا

وهلْ شيءٌ يكونُ أذلَّ بيتاً ... منَ اليربوعِ يحتقرُ الثرابا

لقدْ تركَ الهذيلُ لكمْ قديماً ... مخازيَ لا تبدنَ على إرابا

سما برجالِ تغلبَ منْ بعيدٍ ... يقودونَ المسومةَ العرابا

نزائعَ بينَ حلابٍ وقيدْ ... تجاذبهمْ أعنتها جذابا

وكانَ إذا أناخَ بدارِ قومٍ ... أبو حسانَ أورثها خرابا

فلمْ يبرحْ بها حتى احتواهمْ ... وحلَّ لهُ الشرابُ بها وطابا

عوانٌ في بني جشمِ بنِ بكرٍ ... تقسمهنَّ إذْ بلغَ الإيابا

وقالَ لكلِّ عضروطٍ تبوأ ... رديفةَ رحلكَ الوقبى الرحابا

نساءٌ كنَّ يومَ إرابَ خلتْ ... بعولتهنَّ تبتدرُ الشعابا

مددنَ إليهمِ بثديِّ آمٍ ... وأيدٍ قدْ روينَ بها احتلابا

خواقُ حياضهنَّ يسيلُ سيلاً ... على الأعقابِ تحسبهُ خضابا

يناطحنَ الأواخرَ مردفاتٍ ... وتسمعُ منْ أسافلها ضغابا

لبئسَ اللاحقونَ غداةَ تدعى ... نساءُ الحيِّ ترتدفُ الركابا

وأنتمْ تنظرونَ إلى المطايا ... تشلُّ بهنَّ أعراءً سغابا

فلوْ كانتْ رماحكمُ طوالاً ... لغرتمْ حينَ ألقينَ الثيابا

يئسنَ منَ اللحاقِ بهنَّ منكمْ ... وقدْ قطعوا بهنَّ معاً جدابا

وكمْ منْ خائفٍ لي لمْ أضرهُ ... وآخرَ قدْ نفحتُ لهُ ذنابا

وغرٍّ قدْ وسقتُ مشهراتٍ ... طوالعَ لا تطيقُ لها جوابا

بلغنَ الشمسَ حيثَ تكونُ شرقاً ... ومسقطُ قرنها منْ حيثُ غابا

بكلِّ ثنيةٍ وبكلِّ ثغرٍ ... غرائبهنَّ تنتسبُ انتسابا

وخالي بالنقا تركَ ابنَ ليلى ... أبا الصهباءِ محتضراً لهابا

كفاكَ التبلَ تبلَ بني تميمٍ ... وأجزرهُ الثعالبَ والذئابا

تمت وهو آخر المختار من الثاني من النقائض وقال الفرزدق يهجو جريراً وبني جعفر:

<<  <   >  >>