للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ماتَ زوجُ الجعفريةِ ما غدا ... عليها ابنها عندَ احتلامٍ يزورها

وقدْ علمتْ أجسادنا أنَّ جعفراً ... مجوسيةٌ أجسادها وأيورها

وما منعتْ فرجاً لها جعفريةٌ ... وما أخصبتْ عنها البنينَ حجورها

فإنْ تكُ قيسٌ قدمتكَ لنصرها ... فقدْ خزيتْ قيسٌ وذلَّ نصيرها

وقال الفرزدق لجرير:

عزفتَ بأعشاشٍ وما كدتَ تعزفُ ... وأنكرتَ منْ حدراءَ ما كنتَ تعرفُ

ولجَّ بكَ الهجرانُ حتى كأنما ... ترى الموتَ في البيتِ الذي كنتَ تألفُ

لجاجةُ صرمٍ ليسَ بالوصلِ إنما ... أخو الوصلِ منْ يدنو ومنْ يتلطفُ

إذا نبهتْ حدراءُ منْ نومةِ الضحى ... دعتْ وعليها درعُ خزٍّ ومطرفُ

بأخضرَ منْ نعمانَ ثمَّ جلتْ بهِ ... عذابَ الثنايا طيباً حينَ يرشفُ

ومستنفراتٍ للقلوبِ كأنها ... مهاً حولَ منتوجاتهِ يتصرفُ

يشبهنَ من حلوِ الحياءِ كأنها ... مراضُ سلالٍ أوْ هوالكُ نزفُ

إذا هنَّ ساقطنَ الحديثَ كأنهُ ... جنى النحلِ أوْ أبكارُ كرمٍ تقطفُ

موانعُ للأسرارِ إلاَّ لأهلها ... ويخلفنَ ما ظنَّ الغيورُ المشفشفُ

يحدثنَ بعدَ اليأسِ منْ غيرِ ريبةٍ ... أحاديثَ تشفي المدنفينَ وتشعفُ

إذا القنبضاتُ السودُ طوفنَ بالضحى ... رقدنَ عليهنَّ الحجالُ المسجفُ

وإنْ نبهتهنَّ الولائدُ بعدما ... تصعدَ يومُ الصيفِ أو كادَ ينصفُ

دعونَ بقضبانِ الأراكِ التي جنى ... لها الركبُ منْ نعمانَ أيامَ عرفوا

فمحنَ بهِ عذباً رضاباً غروبهُ ... رقاقٌ وأعلى حيثُ ركينَ أعجفُ

لبسنَ الفرندَ الخسروانيَّ دونهُ ... مشاعرُ منْ خزِّ العراقِ المفوفُ

فكيفَ بمحبوسٍ دعاني ودونهُ ... دروبٌ وأبوابٌ وقصرٌ مشرفُ

وصهبٌ لحاهمْ راكزونَ رماحهمْ ... لهمْ درقٌ تحتَ العوالي مصففُ

وضاريةٌ ما مرَّ إلاَّ اقتسمنهُ ... عليهنَّ خواضٌ إلى الطنئِ مخشفُ

يبلغنا عنها بغيرِ كلامها ... إلينا منَ القصرِ البنانُ المطرفُ

دعوتُ الذي سوى السمواتِ أيدهُ ... وللهُ أدنى منْ وريدي وألطفُ

ليشغلَ عني بعلها بزمانةٍ ... تدلههُ عني وعنها فتسعفُ

بما في فؤادينا منَ الشوقِ والهوى ... ويجبرُ منهاضُ الفؤادِ المسقفُ

فأرسلَ في عينيهِ ماءً علاهما ... وقدْ علموا أني أطبُّ وأعرفُ

فداويتهُ عامينِ وهيَ قريبةٌ ... أراها وتدنو لي مراراً فأرشفُ

سلافةَ جفنٍ خالطتها تريكةٌ ... على شفتيها والذكيُّ المسوفُ

فيا ليتنا كنا بعيرينِ لا نرى ... على منهلٍ إلاَّ نشلُّ ونقذفُ

كلانا بهِ عرُّ يخافُ قرافهُ ... على الناس مطليُّ المساعرِ أخشفُ

بأرضٍ خلاءٍ وحدنا وثيابنا ... منَ الريطِ والديباجِ درعٌ وملحفُ

ولا زادَ إلاَّ فضلتانِ سلافةً ... وأبيضُ منْ ماءِ الغمامةِ قرقفُ

وأشلاءُ لحمٍ منْ حبارى يصيدها ... إذا نحنُ شئنا صاحبٌ متألفُ

لنا ما تمنينا منَ العيشِ ما دعا ... هديلا حماماتٌ بنعمانَ هتفُ

إليكَ أميرَ المؤمنينَ رمتْ بنا ... همومُ المنى والهوجلُ المتعسفُ

وعضُّ زمانٍ يا بنَ مروانَ لمْ يدعْ ... منَ المالِ إلا مسحتاً أو مجلفُ

ومائرةُ الأعضادِ صهبٌ كأنما ... عليها منَ الأينِ الجسادُ المذوفُ

بدأنا بها منْ سيفِ رملِ كهيلةٍ ... وفيها نشاطٌ منْ مراحٍ وعجرفُ

فما بلغتْ حتى تقاربَ خطوها ... وبادتْ ذراها والمناسمُ ترعفُ

وحتى قتلنا الجهلَ عنها وغودرتُ ... إذا ما أنيختْ والمدامعُ ذرفُ

وحتى مشى الحادي البطيءُ يسوقها ... لها بخصٌ دامٍ ودأيٌ مجلفُ

وحتى بعثناها وما في يدٍ لها ... إذا حلَّ عنها رمةٌ وهيَ رسفُ

إذا ما نزلنا قاتلتْ عنْ ظهورها ... حراجيجُ أمثالُ الأهلةِ شسفُ

إذا ما أريناها الأزمةَ أقبلتْ ... إلينا بحراتِ الحدودِ تصدفُ

ذرعنَ بنا ما بينَ يبرينَ عرضهُ ... إلى الشأم تلقاها رعانٌ وصفصفُ

فأفنى مراحَ الداعريةِ خوضها ... بنا الليلَ إذْ نامَ الدثورُ الملففُ

<<  <   >  >>