للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كريمٌ تشكى قومهُ مسرعاتهِ ... وأعداؤهُ مصغونَ للمتسورِ

ألانَ إذْ هزتْ معدٌّ علالتي ... ونابي دموعٍ للمذلينَ مصحرِ

بني نهشلٍ لا تحملوني عليكمُ ... على دبرٍ أندابهُ لمْ تقشرِ

وإنا وإياكمْ جرينا فأينا ... تقلدَ حبلَ المبطئِ المتأخرِ

عشيةَ خلى عنْ رقاشِ وجلحتْ ... بهِ سوحقٌ كالطائرِ المتمطرِ

ولوْ كانَ حريُّ بنُ ضمرةَ فيكمُ ... لقالَ لكمْ لستمْ على المتخيرِ

يفدي علالاتِ الغوايةِ إذْ دنا ... لهُ فارسُ المدعاسِ غيرِ المغمرِ

وأيقنَ أنَّ الخيلَ لمْ تلتبسْ بهِ ... يقظْ عانياً أوْ جيفةً بينَ أنسرِ

وما تركتْ منكمْ رماحُ مجاشعٍ ... وفرسانها إلاَّ أكولةَ منسرِ

عشيةَ روحنا عليكمْ خناذذاً ... منَ الخيلِ إذْ أنتمْ قعودٌ بقرقرِ

أبا معقلٍ لولا حواجزُ بيننا ... وقربى ذكرناها لآلِ المجبرِ

إذاً لركبنا العامَ حدَّ ظهوركمْ ... على وقرٍ أندابهُ لمْ تغفرِ

فما بكَ منْ هذا وقدْ كنتَ تجتني ... جنى شجرٍ مرِّ العواقبِ ممقرِ

ولستُ بهاجٍ جندلاً إنَّ جندلاً ... بنونا وهمْ أولادُ سلمى المجبرِ

وهمْ بينَ بيتِ الأكثرينَ مجاشعٍ ... وسلمى وربعيّ بن سلمى ومنذرِ

ولا جابراً والحينُ يوردُ أهلهُ ... مواردَ أحياناً إلى غيرِ مصدرِ

ولا التوأمينِ المانعينِ حماهما ... إذا كانَ يومٌ ذو عجاجٍ مثورِ

أنا ابنُ عقالٍ وابنُ ليلى وغالبٍ ... وفكاكِ أغلالِ الأسيرِ المكفرِ

وكانَ لنا شيخانِ ذو القبرِ منهما ... وشيخٌ أجارَ الناسَ منْ كلِّ مقبرِ

على حينِ لا تحيا البناتُ وإذْ همُ ... عكوفٌ على الأنصابِ حولَ المدورِ

أنا ابنُ الذي ردَّ المنيةَ فضلهُ ... وما حسبٌ دافعتُ عنهُ بمعورِ

أبي أحدُ الغيثينِ صعصعةُ الذي ... متى تخلفِ الجوزاءُ والنجمُ يمطرِ

أجارَ بناتِ الوائدينَ ومنْ يجرِ ... على الفقرِ يعلمْ أنهُ غيرُ مخفرِ

وفارقِ ليلٍ منْ نساءٍ أتتْ أبي ... تعالجُ ريحاً ليلها غيرُ مقمرِ

فقالتْ أجرْ لي ما ولدتُ فإنني ... أتيتكَ من هزلى الحمولةِ مقترِ

هجفٍّ منَ العثوِ الرؤوسِ إذا ضغتْ ... لهُ ابنةُ عامٍ يحطمُ العظمَ منكرِ

رأى الأرضَ منها راحةً فرمى بها ... إلى خددٍ منها وفي شرِّ محفرِ

فقالَ لها نامي فإني بذمتي ... لبنتكِ جارٌ منْ أبيها القنورِ

فما كانَ ذنبي أنْ جنابٌ سما بهِ ... حفاظٌ وشيطانٌ بطيءُ التعذرِ

ومسجونةٍ قالتْ وقدْ سدَّ زوجها ... عليها خصاصَ البيتِ منْ كلِّ منظرِ

لعمري لقدْ أروى جنابٌ لقاحهُ ... وأنهلَ في لزنٍ منْ الماءِ منكرِ

فإنكَ قدْ أشبعتَ أبرامَ نهشلٍ ... وأبررتَ منهمْ كلَّ عذراءَ معصرِ

ولوْ كنتَ حراً ما طعمتَ لحومها ... ولا قمتَ عندَ الفرثِ يا بنَ المجشرِ

ألمْ تعلمنْ يا بنَ المجشرِ أنها ... إلى السيفِ تستبكي إذا لمْ تعقرِ

مناعيشُ للمولى مرائيبُ للثأى ... معاقيرُ في يومِ الشتاءِ المذكرِ

وما جبرتْ إلاَّ على عتبٍ بها ... عراقيبها مذْ عقرتْ يومَ صوأرِ

وإنَّ لها بينَ المقرينِ ذائداً ... وسيفَ عقالٍ في يدي غيرِ جيدرِ

إذا روحتْ يوماً عليهِ رأيتها ... بروكاً متاليها على كلِّ مجزرِ

وكائنْ لها منْ محبسٍ أنهبتْ بهِ ... بجمعٍ وبالبطحاءِ عندَ المشعرِ

وما إبلٌ أدنى إلى فرعِ قومها ... وخيرٌ قرىً للطارقِ المتنورِ

وأعرفُ بالمعروفِ منها إذا التقتْ ... عصائبُ شتى بالمقامِ المطهرِ

وما أفقُ إلاَّ بهِ منْ حديثها ... لها أثرٌ ينمي إلى كلِّ مفخرِ

وقال الفرزدق لجرير:

بينْ إذا نزلتْ عليكَ مجاشعٌ ... أوْ نهشلٌ تلعاتكمْ ما تصنعُ

في جحفلٍ لجبٍ كأنَّ زهاءهُ ... شرقيُّ ركنِ عمايتينِ الأرفعُ

وإذا طهيةُ منْ ورائيَ أصبحتْ ... أجمُ الرماحِ عليهمِ يتزعزعُ

حوضي بنو عدسٍ على مسقاتهِ ... وبنو شرافِ منَ المكارمِ مترعُ

<<  <   >  >>