للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لوْ كنتَ مثلَ أخي القصافِ وسيفهِ ... يومَ الشباكِ لكنتَ غيرَ فرورِ

ضربَ ابنَ عبلةَ ضربةً مذكورةً ... أبكى بها وشفى غليلَ صدورِ

وبنى بها حسباً وراحَ عشيةً ... بثيابِ لا دنسٍ ولا موتورِ

ما بتَّ ليلكَ يا بنَ واهصةِ الخصى ... رهناً لمحمضةِ الوطابِ خبورِ

يا ابنيْ حميضةَ إنما أثراكما ... في الغيِّ ثروةُ شقوةٍ وفجورِ

العاويينِ إليَّ حيثُ تضرمتْ ... ناري وقدْ ملأ البلادَ زئيري

حينَ اعنزمتُ ولمْ يكنْ في موطني ... سقطٌ ولفعَ مفرقي بقتيرِ

وجريتُ حينَ جريتُ جريَ محافطٍ ... مرحِ العنانِ منَ المئينَ ضبورِ

ولقدْ حلفتُ على يمينٍ برةٍ ... بالراقصاتِ إلى منىً وثبيرِ

فلتقرعنَّ عصاكما فاستسمعا ... لمجربِ الوقعاتِ غيرَ عثورِ

قبحَ الإلهُ خصاكما إذْ أنتما ... رفانِ فوقَ أصكَّ كاليعفورِ

لولا ارتدافكما الخصيَّ عشيةً ... يا ابنيْ حميضةَ جئتما في العيرِ

لتعرفتْ عرساكما جسديكما ... عدلينِ فوقَ رحالةٍ وبعيرِ

راخاكما ولقدْ دنتْ نفساكما ... منهمْ نقالَ مقربٍ محضيرِ

نجاكما حلبٌ لهُ وقفيةٌ ... دونَ العيالِ لهُ بكلِّ سحورِ

وبنو الخطيمِ مجردوا أسيافهمْ ... ضرباً بلاحقةِ البطونِ ذكورِ

قتلوا شيوخكمُ الجحاجحَ بعدما ... نكحوا نساءكمُ بغيرِ مهورِ

وإذا اختللنَ فأحمضوا أحراحها ... كمراً بناتِ حميضةَ بنِ بحيرِ

الوالداتُ وما لهنَّ بعولةٌ ... والقاتلاتُ لهنَّ كلَّ صغيرِ

والمدلجاتُ إذا النجومُ تغورتْ ... والتابعاتُ دعاءَ كلِّ صفيرِ

وإذا المنى جمحتْ بهنَّ إلى الهوى ... منهنَّ حينَ نشرنَ كلَّ ضميرِ

مالتْ بهنَّ ضواربٌ أحراحها ... يخلجنَ بينَ فياشلٍ وأيورِ

والجعفريهُ حينَ تحتلبُ ابنها ... لأبيهِ في الخلواتِ شرُّ عشيرِ

حتى تفارقَ زوجها منْ جعفرٍ ... فيهمْ كريمةُ عودهِ المعصورِ

إنَّ المخازيَ لمْ تدعْ منْ جعفرٍ ... حياً وقدْ وردتْ على المقيورِ

هلْ تعرفونَ إذا ذكرتمْ قرزلاً ... أيامَ ندَّ بفارسٍ مذعورِ

إذْ لا يودُّ بهِ طفيلٌ إنهُ ... بالجو فوقَ مدربٍ ممطورِ

إذْ هامةُ ابنِ خويلدٍ مقصومةٌ ... وجعارِ قدْ ذهبتْ بأيرِ بحيرِ

جاءتْ بهِ أصلاً إلى أولادها ... يمشي بهِ معها لهمْ بعشيرِ

أمْ يومَ بادَ بنو هلالٍ إذْ همُ ... بالخيلِ مكتنفونَ حولَ وعورِ

باتوا بمرتكمِ الكتيبِ كأنهمْ ... للقومِ يقتسمونَ لحمَ جزورِ

والعامريُّ على القرى حينَ القرى ... والطعنُ بالأسلاتِ غيرُ صبورِ

أبني بروعَ يا بنَ ألأمِ منْ مشى ... ما أنتَ حينَ نبحتني بعقورِ

وإذا اليمامةُ أثمرتْ حيطانها ... وقعدتَ يا بنَ خضافِ فوقَ سريرِ

لويتَ بي شدقيكَ تحسبُ أنني ... أعيا بلومكَ يا بنَ عبدِ كثيرِ

وقال الفرزدق، وذكر أبو عبيدة معمر، عن أعين بن لبطة بن الفرزدق، قال: كان جناب بن شريك بن همام بن صعصعة بن ناجية بن عقال، قد نكح بنت بسطام بن قيس بن أبي ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل، فنزل جناب بن شريك مع بني قطن بلصاف، فوقع بين حكيم وربعي ابني المجشر بن أبي ضمرة بن جابر كلام في مفاخرة.

فأمهل حتى إذا وردت إبله، وكانت ثمانين، وقعدت المجالس وتجمع الناس، وشربت الإبل، أمر عبداً له خراسانياً كان راعيها، فجعل يجلسها عليه.

فلما اجتمعت الإبل. حمل عليها بالسيف فعقرها، فأرادت بنو نهشل أن تعقر كما عقر، فقال لهم الناس: أتعاقرون آل صعصعة؟ والله لئن عقرتم مائة ليعقرن جناب مائة، وليعقرن الفرزدق بالبصرة مائة، وبالكوفة مائة ومائة بمكة ومائة بالمدينة ومائة بالموسم ومائة بالشام، فلتكفن بعدما تغلبون وتحزنون فكفوا.

قال أعين فبينا جناب يشد على إبله بالسيف إذ وقعت رجل ناقة منها في أطناب بيت فتاة من بني نهشل فهتكته، فقالت: لعلك تظن أن عقرك يذهب لؤمك، فقال: لا أشتم بنت العم ولكن دونك فكلي من هذا اللحم. وبلغ الخبر الفرزدق وهو بالبصرة فقال:

بني نهشلٍ أبقوا عليكمْ ولمْ تروا ... سوابقَ حامٍ للذمارِ مشهرِ

<<  <   >  >>