للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكأنَّ حيثُ أصابَ منهنَّ الصلى ... كلفاً بهنَّ وراشحاً منْ قيرِ

وكأنَّ فرخَ حمامةٍ رئمتْ بهِ ... باقي الرمادِ بهنَّ بعدَ عصورِ

مثلَ الحداةِ وقعنَ حولَ حمامةٍ ... ما إنْ يبينُ رمادها لبصيرِ

يا ليتَ شعري إنْ عظامي أصبحتْ ... في الأرضِ رهنَ حفيرةٍ وصخورِ

هلْ تجعلنَّ بنو تميمٍ منهمُ ... رجلاً يكونُ لهُ بمثلِ ثغوري

إني ضمنتُ لمنْ أتى لي ما جنى ... وأبي فكانَ وكنتُ غيرَ غدورِ

يقري المئينَ رميمُ أعظمِ غالبٍ ... فيفي بها ويفكُّ كلَّ أسيرِ

والمستجارُ بهِ فما كحبالهِ ... للمستغيثِ بهِ حبالُ مجيرِ

يا بنَ الخليةِ لنْ تنالَ بعامرٍ ... لججاً إذا زخرتْ إليَّ بحوري

عمري وحنظلتي اللذانِ تنازعا ... سبباً أمرَّ فكانَ غيرَ غرورِ

وبآلِ سعدٍ يا بنَ ألأمِ منْ مشى ... سعدِ السعودِ علوتُ كلَّ فخورِ

لو كنتَ تعلمُ ما برملِ مقيدٍ ... وقرى عمانَ إلى ذواتِ حجورِ

لعلمتَ أنَّ قبائلاً وقبائلاً ... منْ آلِ سعدٍ لمْ تدنْ لأميرِ

أدتْ بهمْ نجبٌ حواصنُ حملها ... لأبٍ وأمكَ كانَ غيرَ نزورِ

لوْ كانَ بالَ بعامرٍ ما أصبحتْ ... بشمامَ يفضلهمْ عظامُ جزورِ

وإذا الربابُ ترببتْ أحلافها ... عظمتْ مخاطرتي وعزَّ نصيري

إنا وأخوتنا إذا ما ضمنا ... بالأخشبينِ منازلُ التجميرِ

عرفَ القبائلُ أننا أربابها ... وأحقها بمناسكِ التكبيرِ

ما مثلهنَّ يعدهُ في قومهِ ... أحدٌ سوايَ بمنجدٍ ومغورِ

هنَّ المكارمُ كلهنَّ معَ الحصى ... غيرَ القليلِ لنا ولا المكثورِ

وأبي الذي ردَّ المنيةَ قبرهُ ... والسيفُ فوقَ أخادعِ المصبورِ

عرضتْ لهُ مائةٌ فأطلقَ حبلهُ ... أعناقها بكثيرةٍ جرجورِ

وإذا أخندفُ بالمنازلِ من منىً ... طارَ القبائلُ ثمَّ كلَّ مطيرِ

فرقاً وإنَّ رقابهمْ مملوكةٌ ... لمسلطٍ ملكِ اليدينِ كبيرِ

منا النبيُّ محمدٌ يجلى بهِ ... عنا العمى بمصدقٍ مأمورِ

خيرُ الذينَ أمامهُ ووراءهُ ... بالمحكماتِ مبشرٍ ونذيرِ

وإذا بنو أسدٍ رمتْ أيديهمِ ... دوني ورجعَ قرمهمْ بهديرِ

خشعَ الفحالةَ تحتهُ ورأتْ لهُ ... فضلاً على متفضلينَ كثيرِ

نبحتْ كلابُ الجنِّ لما أجحرتْ ... فرقاً لدى متبهنسٍ مضبورِ

لما رأينَ صلابةً في رأسهِ ... أقعينَ ثمَّ ضغونَ بعدَ هديرِ

والجعفريةُ غيرُ فارحةٍ لها ... أمٌّ لها بغلامها المسرورِ

ويفرُّ حينَ يشبُّ عنها إنْ دعتْ ... ويريدُ حينَ يموصُ للتطهيرِ

سترى منِ المتقدمونَ إذا التقتْ ... ركبانُ منخرقِ العجاجِ قعيرِ

أملوكُ خندفَ أمْ تيوسُ حبلقٍ ... يمذينَ بينَ أكارعٍ ونحورِ

يا قيسُ إنكمُ وجدتمْ حوضكمْ ... غالَ القرى بمهدمٍ مفجورِ

ذهبتْ غوائلهُ بما أفرغتمُ ... برشاءِ ضيقةِ الفروغِ قصيرِ

إنَّ الحجازَ إذا هبطتمْ دونهُ ... كنتمْ غنيمتهُ لكلِّ مغيرِ

ولقدْ عجبتُ إلى هوازنَ أصبحتْ ... مني تلوذُ ببظرِ أمِّ جريرِ

بئسَ المدافعُ عنهمُ علودها ... وابنُ المراغةِ كانَ شرَّ أجيرِ

يا بنَ الخليةِ إنَّ حربيَ مرةٌ ... فيها مذاقةُ حنظلٍ وصبورِ

لوْ أنَّ أمكَ حينَ أخرجتِ استها ... والحيضُ بالكعبينِ كالتمغيرِ

أوْ عادَ أيركَ حيثُ كانتْ أخرجتْ ... لحييكَ منْ غرمولها بزحيرِ

ولكانَ عندَ هجاءِ قومكَ نيكها ... مثلينِ عندَ فواضحِ التعييرِ

قدْ كانَ في هجرٍ ونخلِ محلمٍ ... ثمرٌ لملتمسِ الطعامِ فقيرِ

وإذا همُ جمعوا لهُ منْ بزهمِ ... غلثوا لهُ في ثوبهِ بشعيرِ

منْ كلِّ أجدعَ خارجٍ غرضوفهُ ... بينَ الحواجبِ والسبالِ قصيرِ

وأبوكَ حينَ دعا بآخرِ صوتهِ ... يدعو إلى الغمراتِ غيرَ وقورِ

وبنو الهجيمِ كأنما شدخوا بهِ ... هدمَ المغارةِ منْ ضباعِ حفيرِ

فرجعتَ حينَ رجعتَ ألأمَ ثائرٍ ... خزيانَ لا بدمٍ ولا بأسيرِ

<<  <   >  >>