للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذي نفنفٍ قلقتْ بهِ هاماتُها ... قلقَ الفؤوسِ إذا أردنَ نصولا

حتى وردنَ لتمِّ خمسٍ بائصٍ ... جداً تعاورَهُ الرياحُ وبيلا

سدماً إذا التمسَ الدلاءُ نطافَهُ ... لاقينَ مشرفَةَ المثابِ دحولا

جمعوا قوًى مما تضمُّ رحالهمْ ... شتًى النجارِ ترى بهنَّ وصولا

فسقَوا صوادِيَ يسمعونَ عشيةً ... للماءِ في أجوافِهِنَّ صليلا

حتى إذا بردَ السجالُ لهاثَها ... وجعلنَ خلفَ غروضهِنَّ ثميلا

وأفضْنَ بعدَ كظمِهِنَّ بجرةٍ ... من ذي الأبارِقِ إذْ رَعينَ حقيلا

قعدوا على أكوارِها فتردفَتْ ... صخبَ الصدَى جذَعَ الرعانِ رجيلا

ملسُ الحصى باتتْ توجَّسُ فوقَهُ ... لغطَ القطا بالجلهتينِ نزولا

يتبعنَ مائرةَ اليدينِ شملةً ... ألقتْ بمخترقِ الرياحِ سليلا

جاءتْ بذِي رمقٍ لستةِ أشهرٍ ... قدْ ماتَ أو جرضَ الحياةَ قليلا

نفضَتْ بأصْهبَ للمراحِ شليلها ... نفضَ النعامةِ زفها المبلولا

أبلغْ أميرَ المؤمنينَ رسالة ... شكوى إليكَ مطليةً وعويلا

من نازحٍ كثرتْ إليكَ همومه ... لوْ يستطيعُ إلى اللقاءِ سبيلا

طالَ التقلبُ والزمانُ ورابهُ ... كسلٌ ويكرهُ أن يكونَ كسولا

وعلا المشيبُ لداتهِ ومضتْ لهُ ... حقبٌ نقضنَ مريرهُ المجدولا

فكأنَّ أعظمهُ محاجِنُ نبعةٍ ... عوجٌ قدمنَ فقدْ أردْنَ نحولا

كبقيةِ الهنديِّ أمسَى جفنهُ خلقاً ... ولمْ يكُ في العظامِ نكولا

تغلى حديدتهُ وتنكرُ لونَهُ ... عينٌ رأتهُ في الشبابِ صقيلا

ألفَ الهمومُ وسادهُ وتجنبتْ ... ريانَ يصبحُ في المنامِ ثقيلا

وطوى الفؤادَ على قضاءِ صريمةٍ ... حذاءَ واتخذَ الزماعَ خليلا

أوليَّ أمرِ اللهِ إنَّ عشيرتِي ... أمسَى سوامهمُ عزِينَ فلولا

قطعوا اليمامةَ يطردونَ كأنهمْ ... قومٌ أصابُوا ظالمينَ قتيلا

يحدونَ حدباً مائلاً أشرافُها ... في كلِّ منزلةٍ يدعنَ رعيلا

شهريْ ربيعٍ ما تذوقَ لبونهمْ ... إلا حموضاً وخمةً ودويلا

حتى إذا جمعتْ تخيرَ طرقُها ... وثنى الرعاءُ شكيرَها المنخولا

وأتوْا نساءَهمُ بنيبٍ لمْ تدعْ ... سوءُ المحابسِ تحتهنَّ فصيلا

أوليَّ أمرِ اللهِ إنا معشرٌ ... حنفاءُ نسجدُ بكرةً وأصيلا

عربٌ نرى للهِ في أموالِنا ... حقَّ الزكاةِ منزلاً تنزيلا

قومٌ على الإسلام لما يمنعُوا ... ما عونهمْ ويضيعوا التهليلا

فادفَعْ مظالِمَ عيلَتْ أبناءَنا ... عنا وأنقذْ شلونا المأكولا

فنرى عطيةَ ذاكَ إنْ أعطيتهُ ... من ربنا فضلاً ومنكَ جزيلا

أنتَ الخليفةُ حلمهُ وفعالهُ ... وإذا أردتَ لظالمٍ تنكيلا

وأبوكَ ضاربَ بالمدينةِ وحدهُ ... قوماً همُ جعلوا الجميعَ شكولا

قتلوا ابنَ عفانَ الخليفةَ محرماً ... ودعا فلمْ أرَ مثلهُ مخذولا

فتصدعَتْ من بعدِ ذاكَ عصاهُمُ ... شققاً وأصبحَ سيفهم مسلولا

حتى إذا استعرتْ عجاجةُ فتنةٍ ... عمياءَ كانَ كتابُها مفعولا

وزنتْ أميةُ أمرها فدَعَتْ لهُ ... من لمْ يكنْ غمراً ولا مجهولا

مروانُ أحزمها إذا نزلتْ بهِ ... حدبُ الأمورِ وخيرُها مسؤولا

أزمانَ رَفعَ بالمدينةِ ذيلهُ ... ولقدْ رأى زرعاً بها ونخيلا

وديارُ ملكٍ خربتها فتنةٌ ... ومشيداً فيه الحمامُ ظليلا

إني حلفتُ على يمينٍ برةٍ ... لا أكذبُ اليومَ الخليفةَ قيلا

ما زُرتُ آلَ أبي خبيبٍ وافداً ... يوماً أريدُ لبيعتي تبديلا

ولا أتيتُ نجيدةَ بنَ عويمرٍ ... أبغي الهدى فيزيدني تضليلا

من نعمةِ الرحمن لا من حيلتي ... إني أعدُّ لهُ عليَّ فضولا

أزمانَ قومِي والجماعَةُ كالذي ... لزمَ الرحالةَ أنْ تميلَ مميلا

وتركتُ كلَّ منافقٍ متقلبٍ ... وجدَ التلاتلَ دينهُ مدخولا

ذخرِ الحقيبةِ ما تزالُ قلوصُهُ ... بينَ الخوارجِ هزةً وذميلا

من كلهم أمسَى ألمَّ ببيعةٍ ... مسحَ الأكفِّ تعاورُ المنديلا

<<  <   >  >>