للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما زالَ يفتحُ أبواباً ويغلفُها ... بعدِي ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ

حتى أضاءَ سراجٌ دونهُ قمرٌ ... حمرُ الأناملِ حورٌ طرفُها ساجِي

يضحكنَ للهوِ واللذاتِ عن بردٍ ... تكشفَ البرقِ عنْ ذي لجةٍ داجِ

كأنما نظرتْ نحوي بأعينِها ... عينُ الصريمةِ أو غزلانُ فرتاجِ

بيضُ الوجوهِ كبيضاتٍ بمحنيةٍ ... في دفءِ وحفٍ من الظلمانِ هداجِ

يا نعمها ليلةً حتى تخونها ... صوتٌ منادٍ بأعلى الصبحِ شحاجِ

لما دعا الدعوةَ الأولى فأسمعنِي ... أخذتُ بردَيَّ واستمررتُ أدراجي

وزلنَ كالتينِ وارَى القطنُ أسفلهُ ... واعتمَّ برديا بينَ أفلاجِ

يمشين مَشَى الهجانِ الأدمِ أقبلَها ... خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ

كأنَّ في برتيها بعدما بدتا ... برديتَي زبدٍ بالماءِ عجاجِ

إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشةٍ ... ولا إذا استودعتْ سراً بمزلاجِ

كأنَّ منطقها ليثتْ معاقدُهُ ... بواضحٍ منْ ذرَى الأنقاءِ بجباجِ

وشربةٍ من شرابٍ غيرِ ذي فنعٍ ... في كوكبٍ من نجومِ القيظِ وهاجِ

سقيتها صاحباً تهوِي مسامعهُ ... قد ظنَّ أن ليْسَ منْ أصحابهِ ناجِي

وفتيةٍ غيرِ أنكاسٍ دلَفْتُ لهمْ ... بذي رقاعٍ منَ الخرطومِ نشاجِ

أولجتُ حانوتَهُ حمراً مقطعَةً ... من مالِ سمحٍ على التجارِ ولاجِ

فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافيةً ... من خمرِ ذي نطفاتٍ عاقدِ التاجِ

يظلُّ شارِبُها رخواً مفاصلُهُ ... يخالُ بصرَى جمالاً ذاتَ أحداجِ

وقدْ أقولُ إذا ما القومُ أدركهمْ ... سكرُ النعاسِ لحرفٍ حرةٍ عاجِ

فسائلِ القومَ إذْ كلتْ رِكابهمُ ... والعيسُ تنسلُّ عن سيرِي وإدلاجي

ونصيَ العيسَ تهديهمْ وقدْ سدرتْ ... كلُّ جماليةٍ كالفحلِ هملاجِ

عُرضَ المفازةِ والظلماءُ داجيةٌ ... كأنها جبةٌ خضراءُ من ساجِ

ومنهلٍ آجنٍ غبرٍ موارِدُهُ ... خاوي العروشِ ببابٍ غيرِ إنهاجِ

عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ ... وذو قلائدَ بالأعطانِ عراجِ

باكرتهُ بالمطايا وهيَ خامسةٌ ... قبلَ رِعالٍ من الكدرِيّ أفواجِ

حتى أردَّ المطايا وهيَ ساهمةٌ ... كأنَّ أنضاءها ألواحُ أحراجِ

وقال يمدح خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيدٍ: الطويل

على الدارِ بالرمانتينِ تعوجُ ... صدورُ مهارَى سيرهُنَّ وسيجُ

فعجنا على رسمٍ بربعٍ يجرهُ ... من الصيفِ جشاءُ الحنينِ نؤوجُ

شآميةٌ هوجاءُ أو قطريةٌ ... بها منْ هباءِ الشعريينِ نسيجُ

تثيرُ وتبدِي عنْ ديارٍ بنجوةٍ ... أضرَّ بِها من ذي البطاحِ خليجُ

علامتُها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ ... يبابٌ ومضروبُ القذالِ شجيجُ

ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ ... مِنَ النارِ مسودُّ الترابِ فضيجُ

ألحَّ بأعلاهُ وبقى شريدهُ ... ذرى مجنحاتٍ بينهنَّ فروجُ

ثلاثٌ صلينَ النارَ شهراً وأرزمتْ ... عليهنَّ رجزاءُ القيامِ هدوجُ

كأنَّ بربعِ الدارِ كلَّ عشيةٍ ... سلائبَ ورقاً بينهنَّ خديجُ

تبدلتِ العفرُ الهجانُ وحولها ... مساحلُ عاناتٍ لهنَّ نشيجُ

نفينَ حواليَّ الجحاشِ وعشرتْ ... مصاييفُ في أكفالهنَّ سحوجُ

تأوبُ جنبيْ منعجٍ ومقيلُها ... بجنبِ قرورَى خلفةٌ ووشيجُ

عهدنا بها سلْمَى وفي العيشِ غرةٌ ... وسعدَى بألبابِ الرجالِ خلوجُ

ليالِيَ سعدى لو تراءتْ لراهبٍ ... بدومةَ تجرٌّ عندهُ وحجيجُ

قَلَى دينَهُ واهتاجَ للشوقِ إنَّها ... على الشوقِ إخوانُ العزاءِ هيوجُ

ويومَ لقيناها بتيمنَ هيجتْ ... بقايا الصبا إنَّ القؤادَ لجوجُ

غداةَ تراءَتْ لابنِ ستينَ حجةً ... سقيةُ غيلٍ في الحجالِ دموجُ

إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ ... سلافٌ تغالاها التجارُ مزيجُ

فداءٌ لسعدَى كلُّ ذاتِ حشيةٍ ... وأخرى سبنتاةُ القيامِ خروجُ

كأدماءَ هضماءِ الشراسيفِ غالَها ... عن الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ

رعتهُ صدورَ التلعِ فناءُ كمشةٌ ... بحزمِ رضامٍ بينهنَّ شروجُ

<<  <   >  >>