للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منَ العربياتِ البوادِي ولمْ تكنْ ... تلوحُها حمَّى دمشقَ ومومُها

إليكَ أبا مروانَ يممَ أرْكبٌ ... أتوكَ بأنضاءٍ خفافٍ لحُومُها

تحسرنَ واستقبلْنَ للقيظِ وقدَةً ... يغيرُ ألوانَ الرجالِ سمومُها

إليكَ من الأغرازِ حتى تزاحمتْ ... عراها على جونٍ قليلٍ شحومها

رجاءَ ثراكُمْ إنَّ من ينتويكمُ ... يوافقُ حسنَى ما يغبُّ نعيمها

فأنتَ الذي يرجو الصعاليكُ سيبهُ ... إذا السنةُ الشهباءُ خوتْ نجومُها

ونفسي تنسيني العراقَ وأهلَهُ ... وبشرٌ هواها منهمُ وحميمُها

إذا بلغتْ بشرَ بنَ مروانَ ناقتي ... سرتْ خوفها نفسي ونامتْ همومها

إمامٌ يقودُ الخيلَ حتى كأنما ... صدورُ القنا معوجُّها وقويمُها

إلى الحربِ حتى تخضعَ الحربُ بعدَما ... تخمطَ مرحاها وتحمَى قرومُها

أبوكَ أبو العاصِي عليكَ تعطفتْ ... قريشٌ لكمْ عرنينها وصميمُها

أبَى أن يكونَ التاجُ إلاَّ عليكمُ ... لصيْد أبي العاصِي الشديدِ شيكمُها

بكمْ أدرَكَ اللهُ البريةَ بعدما ... سعَى لصُّها فيها وهبَّ غشومُها

وإنكَ للمأمولُ والمتقَى بهِ ... إذا خيفَ من تلكَ الأمورِ عظيمُها

وإنكَ في الأُخرى إذا هيَ شبهتْ ... لقطاعُ أقرانِ الأمورِ صرومها

فلا تطعمِي لحمِي الأعادِي فإنهُ ... سريعٌ إليكم مكرُها ونميمُها

لقدْ عجموا مني قناةً صليبةً ... إذا ضجَّ خوارُ القناةِ سؤومُها

لعمرِي لئنْ كانتْ كليبٌ تتابعتْ ... على أمرِ غاويها وضلتْ حلومُها

فما أنا إنْ مدَّ المدَى بمقصرٍ ... ولا عضةٌ مني بناجٍ سليمُها

وإني لقوّامٌ مقاوِمَ لمْ يكنْ ... جريرٌ ولا مولى جريرٍ يقومها

أيشتمني ابنُ الكلبِ أنْ فاضَ دارِمٌ ... عليهِ فرامَى صخرةً ما يرومُها

بنو دارِمٍ نبعٌ صلابٌ وأنتمُ ... بنِي الكلْبِ أثلٌ ما توارَى وصومُها

فلولاَ التخشِّي من رياحٍ رميتُها ... بكاملةِ الأعراضِ باقٍ وسومُها

تغنَّى ابنُ يربوعٍ بشتمِيَ أمهُ ... وما انفلتتْ مني صحيجاً أديمُها

وما وجدُوا أماً لهُ عربيةً ... وما أنبهتها من ختانٍ كلومُها

وقد آلَ من نسلِ المراغةِ أنَّها ... على النخسِ والإتْعابِ باقٍ رسيمها

وعرتْ حمارَيْها وقدْ كانتِ استُها ... شديداً لسيساءِ الحمارِ أوزمُها

وجدْتُ كليباً ألأمَ الناسِ كلهمْ ... وأنتَ إذا عدَّتْ كليْبٌ لئيمُها

وقال الأخطل يمدح عبد الملك بن مروان، ويفتخر على قيسٍ ويهجوها: الطويل

ألا يا اسلَمِي يا هندُ هند بني بدرِ ... وإنْ كانَ حيانا عدًى آخِرَ الدهرِ

وإنْ كنتِ قدْ أقصدتنِي إذْ رميتنِي ... بسهميكِ والرَّامِي يصيدُ ولا يدرِي

أسيلةُ مجرَى الدمعِ أمّا وشاحُها ... فيجرِي وأمّا الحجلُ منها فلا يجري

وكنتمْ إذا تدنونَ منا تعرضتْ ... خيالاتكمْ أوْ بتُّ منكمْ على ذكرِ

لقدْ حملتْ قيسُ بنُ عيلانَ حربُنا ... على يابسِ السيساءِ محدودبِ الظهرِ

ركوبٍ على السوآتِ قدْ سئمَ استهُ ... مزاحمةُ الأعداءِ والنخسُ في الدبرِ

فطاروا شقاقاً لاثنتين فعامرٌ ... تبيعُ بنيها بالخصافِ وبالتمرِ

وأما سليمٌ فاستعاذتْ حذارنا ... بحرتِها السوداءِ والجبلِ الوعْرِ

تنقُّ بلا شيءٍ شيوخُ محارِبٍ ... وما خلتُها كانتْ تريشُ ولا تبري

ضفادِعُ في ظلماءِ ليلٍ تجاوبتْ ... فدلَّ عليها صوتُها حيةَ البحرِ

ونحنُ رفعنا عنْ سلولٍ رماحَنا ... وعمداً رغبنا عن دماءِ بني نصرِ

ولوْ ببنِي ذبيان بلتْ رماحُنا ... لقرَّتْ بهمْ عيني وباءَ بهمْ وترِي

شفَى النفسَ قتلَى منْ سليْمٍ وعامرٍ ... ولمْ يشفها قتلَى غنيٍّ ولا جسرِ

وما تركتْ أسيافُنا حينَ جردَتْ ... لأعدائنا قيْسِ بنِ عيلانَ منْ عذرِ

ولا جشمٌ شرُّ القبائِل إنها ... كبيضِ القطا ليسُوا بسودٍ ولا حمرِ

وقد عركتْ بابنَيْ دُخانٍ فَأصبحا ... إذا ما أجرَّ الأمرُ باقيةَ البظرِ

<<  <   >  >>