للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأتْ أنَّ ريعانَ الشبابِ قدِ انجلَى ... وأنَّ مشيبي حاضرتني عواجلُهْ

وأصبحتْ كوفياً وأصبَحَ أهلُها ... مخارِمُ مردٍ دونهمْ فأبازِلُهْ

وسوفَ تؤدِّينا من اللهِ ذمةٌ ... وإلحاقُ تهجيرٍ بليلٍ أواصلُهْ

ومحتقرٌ جوزَ الفلاةِ إذا انتحى ... وشدَّ بمقتودٍ من الميْسِ كاهلُهْ

كأنِّي أغولُ الأرضَ عنِّي بقارِحٍ ... أخِي قفرةٍ قدْ طارَ عنهُ نسائلهْ

طوَى بطنهُ طولُ السيافِ وألحقتْ ... معاهُ بصلبٍ قدْ تفلقَ فائلُهْ

رعَى العودُ ماءَ الأرضِ حتى تحسرَتْ ... عقيقتهُ وانضمَّ منهُ ثمائلُهْ

فلما تولَّى في جحافِلِهِ السَّفا ... وراجعهُ مرْكوزهُ وذوابلهْ

تذكَّر قرْعاءَ القتودِ ولمْ يجدْ ... بها منهلاً إذْ أعوزتْهُ أكاحلُهْ

وظلَّ كمثلِ النصبِ يقذفُ طرفَهُ ... إلى كلِّ شخصٍ نابئٍ هوَ عادِلُهْ

وذكرَها إذْ أدبَر الصيفُ بالقرَى ... وحرتْ عليهِ الشمسُ عذباً مناهلهْ

فراحَ وراحتْ يتقيها بنحرهِ ... ويحملُها فوقَ الأحزةِ وابلُهْ

وطالَ عليهِ الشدُّ حتى كأنَّما ... ترى لسوادِ المروِ قرناً يصاولهْ

بمجتمِعِ التلعين خوصاً كأنَّها ... هواجرُ وقادٍ ركودٍ أصائلُهْ

إذا اغترَّها من بطنِ غيثٍ تكشفتْ ... بروعاتهِ جحشانُهُ وحلائلُهْ

غيورٌ طوى طيَّ الملاءِ بطونَها ... ولوحَها تشحاجُهُ وصلاصِلُهْ

بصيرٌ بأخراها يسوفُ فروجَها ... عليهنَّ ذَيّالٌ خيفيفٌ ذلاذلهْ

تبصبصُ منهُ كلُّ قوداءَ مرتجٍ ... إذا لانَ عنْ طولِ الجراءِ أباجلُهْ

كأنَّ اللواتِي هنَّ مكتنفاتهُ ... قوى أندرِيٍّ أحكمَ الصنعَ فاتلُهْ

ثلاثَ ليالٍ ثمَّ صبحنَ ريَّةً ... وخضراً من الوادِي رِواءً أسافلُهْ

فظلَّ يسوفُ النهيَ حتى تمدرَتْ ... بطينِ الرُّبا أرساغُهُ وجحافلهْ

يغنيهِ بالفيضِ البعوضُ كأنَّها ... أغانيُّ عرسٍ صنجهُ وجلاجلُهْ

فظلَّ بحيزومٍ يفلُّ نسورهُ ... ويوجعُهُ صوانُهُ ومعابلُهْ

إذا مسَّ أطرافَ السنابكِ ردَّها ... إلى صلبِها جادِي حصاهُ وجائِلُهْ

على أنَّهُ يكفيهِ صمٌّ نسورُه ... ورسغٌ أمينٌ لمْ تخنهُ أباجلُهْ

ومستقبلٍ لفحَ الحرورِ فأصبحتْ ... إليكمْ أبا مروانَ شدَّتْ رواحلُهْ

إليكم من الأغوالِ حتى يزرنكمْ ... بمدحَةِ محمودٍ ثناهُ وقابلُهْ

جزاءً وشكراً لامرئٍ ما يغبنِي ... إذا جئتُهُ نعماؤُهُ وفواضِلُهْ

أخُو الحربِ لا ينفَكُّ يُدْعَى لعُصْبَةٍ ... حروريةٍ أو أعجمِيٍّ يقاتِلُهْ

معانٌ بكفيْهِ الأعنةُ أشعلَتْ ... لكلِّ عدًى نيرانُهُ وقنابلُهْ

أبحتَ حصونَ الأعجَمينَ فأمسَكَتْ ... بأبوابِها من منزلٍ أنتَ نازِلُهْ

ضروبٌ عراقِيبَ المطِيِّ كأنَّما ... يبارِي جمادَى إذْ شَتا ويخايلُهْ

إذا غابَ عنّا غابَ عنّا رَبِيعُنا ... وإنْ شهْدَ أجدَى فيضُهُ وجداوِلُهْ

فإنَّكَ حصْنٌ من قريشٍ وإننِي ... بأسبابِ حبلٍ منكمُ ما أزايلُهْ

جزَى الله بشراً عن قذُوفٍ بنفسهِ ... على الهولِ ما ينفكُّ ترمَى مقاتلُهْ

جزاءَ امرئٍ أفضَى إلى اللهِ قلبُهُ ... بتوبتهِ فانفلَّ عنهُ أثافلُهْ

فَما كانَ قرمٌ مثلهُ لكريهةٍ ... ولا مستقلٌّ بالذي هوَ حاملُهْ

إذا وزَنَ الأقوامُ لمْ يلفَ فيهمِ ... كبشرٍ ولا ميزانُ بشرٍ يعادِلُهْ

أغرُّ علَيْهِ التاجُ لا متعبِّسٌ ... ولا وَرَقُ الدنيا عنِ الدينِ شاغلُهْ

إذا انفرَجَ الأبوابُ عنهُ رأيتهُ ... كصدرِ اليمانِي أخلصتْهُ صياقِلُهْ

فإن يكُ هذا الدهرُ أوْدَى نعيمُهُ ... ولمْ يبقَ إلا عضُّهُ وزلازِلُهْ

فما أنا من حبِّ الحياةِ بهاربٍ ... منَ الموتِ إنْ جاشتْ عليَّ مسايلُهْ

فلا تجعَلَنِّي يا بنَ مروانَ كامرئٍ ... غلَتْ في هوى آل الزبَيْرِ مراجِلُهْ

يبايعُ بالكفِّ الذي قدْ عرفْتَها ... وفي قلبهِ ناموسُه وغوائلُهْ

وقال يمدح همامَ بنَ مطرفٍ التغلبيَّ: الطويل

<<  <   >  >>