للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولمْ يُرْجَ إلاَّ كلُّ أرْوَعَ ماجدٍ ... شديدِ القوَى ذي عزةٍ وتكرُّمِ

نكونُ زِمامَ القائِدِينَ إلى الوَغَى ... إذا الفشِلُ الرعديدُ لمْ يتقدَّمِ

فنحنُ كذاكَ الدهرَ ما هبَّتِ الصَّبا ... نعودُ على جهالِهِمْ بالتحلُّمِ

فلوْ فهمُوا ووفقُوا رُشدَ أمرِهمْ ... أخذْنا عليهمْ بعدَ بؤسى بأنعُمِ

فإنّا إذا ما الأفْقُ أمْسَى كأنَّما ... على حافَتَيْهِ ممْسِياً لوْنُ عندَمِ

لنطعمُ في المشتى ونطعنُ بالقنا ... إذا الحربُ عادتْ كالحريقِ المضرَّمِ

وتلقَى على أبياتِنا حينَ نجتَدَى ... مجالسَ فيها كلُّ كهلٍ معمَّمِ

رفيع عمادِ البيتِ يسترُ عرضَهُ ... منَ الذمِّ ميمونُ النقيبةِ خضرِمِ

جوادٍ على العلاتِ رحبٍ فناؤُهُ ... متى يسألِ المعروفَ لا يتجهمِ

ضرُوبٍ بأعجازِ القداحِ إذا شتا ... سريعٍ إلى داعِي الهياجِ مصمِّمِ

أشَمَّ طويلِ الساعدَيْنِ سميْدَعٍ ... معيدِ قراعِ الدارِعينَ مكلَّمِ

وقال حسان في يوم أحد يرد على عبد الله بن الزبعرى قوله: الرمل

ليتَ أشياخِي ببدرٍ شهدوا ... جزعَ الخزرج من وقعِ الأسلْ

ذهبتْ بابنِ الزبعرى وقعةٌ ... كانَ منا الفضلُ لوْ كانَ عدلْ

ولقدْ نلتمْ ونلنا منكمُ ... وكذاكَ الحربُ أحياناً دُولْ

إذ شددْنا شدَّةً صادِقَةً ... فأجأناكمْ إلى سفحِ الجبلْ

إذْ تولُّونَ على أعقابكمْ ... هرباً في الشعبِ أشباهَ الرسلْ

نضعُ الخطيَّ في أكتافكمْ ... حيثُ نهوى عللاً بعدَ نهلْ

فشدخنا في مقامٍ واحدٍ ... منكمُ سبعينَ غيرَ المنتحلْ

وأسرنا منكمُ أعدادهُمْ ... فأنصرفتمْ مثلَ إفلاتِ الحجلْ

نخرجُ الأكدرَ منْ أستاهكمْ ... مثلَ ذرقِ النيبِ يأكلنَ العصلْ

لمْ يقوتونا بشيءٍ ساعةً ... غيرَ أنْ ولوا بجهدٍ وفشلْ

ضاقَ عنا الشِّعبُ إذْ نجزعهُ ... وتلانا الفرطُ منهمْ والرجَلْ

برجالٍ لستمُ أمثالها ... أيدوا جبريلَ نصراً فنزلْ

وعلونا يومَ بدرٍ بالتقَى ... طاعةَ اللهِ وتصديق الرسلُ

وتركنا في قريشٍ عورةً ... يومَ بدرٍ وأحاديث مثلْ

وتركنا من قريشٍ جمعهمْ ... مثلَ ما جمعَ في الخصبِ الهملْ

فقتلْنا كلَّ رأس منهمُ ... وقتلنا كلَّ جحجاحٍ رفلْ

كمْ قتلنا من كريمٍ سيدٍ ... ماجدِ الجدينِ مقدامٍ بطلْ

وشريفٍ لشريفٍ ماجدٍ ... لا نباليهِ لدى وقعِ الأسلْ

نحنُ لا أنتمْ بني أستاهها ... نحنُ في البأسِ إذا البأسُ نزلْ

وقال حسان: الطويل

نشدتُ بني النجارِ أفعالَ والدي ... إذا لمْ يجدْ عانٍ لهُ من يوازعهْ

وراثَ عليهِ الوافِدُونَ فما ترى ... على النأي منهمْ ذا حفاظٍ يعاطلهْ

وسدَّ عليهِ كُلُّ أمرٍ يريدهُ ... وزيدَ وثاقاً فاقفعلتْ أصابعهْ

إذا ذكرَ الحيُّ المقيمَ حلولهمْ ... وأبصرَ ما يلقَى استهلتْ مدامعهْ

ألسنا ننصُّ العيسَ فيهِ على الوجَى ... إذا نامَ مولاهُ ولذَّتْ مضاجعهْ

ولا ننتهِي حتى نفكَ كبولُهُ ... بأموالِنا والخيرُ يحمدُ صانعُهْ

وأنشدكمْ والبغيُ يهلكُ أهلهُ ... إذا ما شتاءُ المحلِ هبتْ زعازعهْ

إذا ما وليدُ الحيِّ لمْ يسقَ شربةً ... وقدْ ضنَّ عنهُ بالصبوحِ مراضعُهْ

وراحتْ جلادُ الشولِ حدباً ظهورها ... إلى مسرحٍ بالجوِّ جدبٍ مراتعهْ

ألسْنا نكبُّ الكومَ وسطَ رحالِنا ... ونستصلحُ المولَى إذا قلَّ رافِعُهْ

فإنْ نابَهُ أمرٌ وقتهُ نفوسُنا ... وما نالنا منْ صالحٍ فهوَ واسعُهْ

وأنشدُكمْ والبَغْيُ يهلِكُ أهلَهُ ... إذا الكبشُ لمْ يوجدْ لهُ من يقارِعُهْ

ألسنا نوازِيهِ بجمعٍ كأنَّهُ ... أتِيٌّ أعدتْهُ بلَيْلٍ دوافعهْ

فنكثرُكمْ فيه ونصلَى بحرهِ ... ونمشِي إلى أبطالهِ فنماصِعُهْ

وأنشدكمْ والبغيُ يهلكُ أهلهُ ... إذا الخصمُ لمْ يوجدْ لهُ من يدافعُهْ

ألسْنا نُصادِيهِ ونعدِلُ ميلَهُ ... ولا ننتَهِي أوْ يُخلصُ الحقَّ ناصعُهْ

<<  <   >  >>