للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على كلِّ سلْهَبَةٍ في الصّيا ... نِ لا يشتكينَ لطولِ السّأمْ

وكلِّ كميْتٍ مطارِ الفؤادِ ... أمينِ الفصوصِ كمثلِ الزُّلَمْ

عليْها فوارِسُ قدْ عاوَدُوا ... قراعَ الكُماةِ وضَرْبَ البُهَمْ

ليوثٌ إذا غضبُوا في الحرو ... بِ لا ينكلُونَ ولكنْ قدُمْ

فأبْنا بسادَتِهمْ والنسا ... ءِ قسراً وأموالُهُمْ تقتسمْ

ورثْنا مساكنَهُمْ بعدَهُمْ ... فكنّا ملوكاً بها لمْ نرمْ

فلمّا أتانا رسُولُ المليكِ ... بالنورِ والحقِّ بعدَ الظلمْ

ركنّا إليهِ ولمْ نعصهِ ... غداةَ أتانا منَ أرْضِ الحرَمْ

وقلنا صدقْتَ رَسولَ المليكِ ... هلُمَّ إلينا وفينا أقِمْ

فأشهدُ أنكَ عندَ المليكِ ... أرسلْتَ نوراً بدِينٍ قيمْ

فنادِ بما كنتَ أخفيْتَهُ ... نداءً جهاراً ولا تكتتِمْ

فإنّا وأولادَنا جنَّةٌ ... نقيكَ وفي مالِنا فاحْتَكِمْ

فنحنُ ولاتُكَ إذْ كذبُو ... كَ فنادِ نداءُ ولا تحتشمْ

فطارَ الغواةُ بأشياعِهِمْ ... إليهِ يظنونَ أن يُختَرَمْ

فقمنا بأسيافِنا دونَهُ ... نجالِدُ عنهُ بغاةَ الأمَمْ

بكلِّ صقيلٍ لهُ ميعةٌ ... رقيقُ الذُّبابِ غمُوسٌ خذِمْ

إذا ما يُصادِفُ صمَّ العظا ... مِ لمْ ينبُ عنها ولمْ ينثلِمْ

فذَلِكَ ما أوْرَثَتْنا القرُو ... نُ مجداً تليداً وعزاً أمَمْ

إذا مرَّ قرنٌ كفَى نسلَهُ ... وخلَّفَ قرْناً إذا ما انْقصَمْ

فما إنْ منَ الناسِ إلاَّ لَنا ... عليهِ وإنْ خاسَ فضلُ النعمْ

وقال حسانٌ: الطويل

لمنْ منزلٌ عافٍ كأنَّ رسومَهُ ... خياعلُ ريطٍ سابرِيٍّ مرسَّمِ

خلاءُ المبادِي ما بهِ غيرُ ركدٍ ... ثلاثٍ كأمثالِ الحمائمِ جثمِ

وغيرُ شجيجٍ ماثلٍ حالفَ البِلَى ... وغيْر بقايا كالسَّحِيقِ المنمنَمِ

يعلُّ رياح الصيْفِ بالِي هشيمهِ ... على ماثلٍ كالحوضِ عافٍ مثلَّمِ

كستْهُ سرابيلَ البلَى بعدُ عهدِهِ ... وجونٌ سرَى بالوابلِ المتهزمِ

وقدْ كانَ ذا أهْلٍ كثيرٍ وغبطَةٍ ... إذا الحَبْلُ حبلُ الوصْلِ لمْ يتصرَّمِ

وإذْ نحنُ جيرانٌ كثيرٌ بغبطَةٍ ... وإذْ ما مضَى منْ عيشنا لمْ يصرَّمِ

وكلُّ حثيثِ الودْقِ منبثقِ العُرَى ... متى تزجهِ الريحُ اللواحقُ يسجمِ

ضعيفُ العرَى دانٍ منَ الأرضِ بركهُ ... مسفٌّ كمثلِ الطودِ أكظَمَ أسحَمِ

فإن تكُ ليلَى قدْ نأتكَ ديارُها ... وضنتْ بحاجاتِ الفؤادِ المتيمِ

وهمتْ بصرْمِ الحبلِ بَعدَ وصالهِ ... وأصغَتْ لقول الكاشِحِ المتزعمِ

فما حبلُها بالرَّثِّ عندِي ولا الذي ... يغيرُهُ نأيٌ ولوْ لمْ تكلَّمِ

وما حُبُّها لوْ وكَلَتْنِي بوَصْلِهِ ... ولوْ صرَمَ الخلانُ بالمتصرَمِّ

لعمرُ أبيكِ الخيرِ ما ضاعَ سرُّكُمْ ... لدَيّ فتجزِينِي بعاداً وتصرِمِي

ولا ضقْتُ ذرعاً بالهوى إذْ ضمنتهُ ... ولا كظَّ صدْرِي بالحديثِ المكتمِ

ولا كانَ ممّا كانَ ممّا تقولُوا ... عليَّ ونثُّوا غيرَ ظنٍّ مرجَّمِ

فإنْ كُنْتِ مما تجبُرِينا فسائِلِي ... ذَوِي العلْمِ عنا كيْ تُنَبَّى فتعْلَمِي

متى تسألِي عنّا تنبَّى بأنَّنا ... كِرامٌ وأنّا أهْلُ عزٍّ مقدَّمِ

وأنّا عرانِينٌ صقورٌ مصالتٌ ... نهزُّ قناةً متنُها لمْ يُوَصَّمِ

لعمرُكَ ما المعتَرُّ يأتِي بلادَنا ... لنمْنَعَهُ بالضائِعِ المتهضَّمِ

ولا ضيفنا عندَ القرَى بمدفَّعٍ ... وما جارُنا في النائباتِ بمسْلَمِ

وما السيدُ الجبارُ حينَ يريدُنا ... بكيدٍ على أرْماحنا بمحرَّمِ

نبيحُ حمَى ذِي العزِّ حينَ نكيدُهُ ... ونحمِي حمانا بالوشيجِ المقومِ

ونحنُ إذا لمْ يبرمِ الناسُ أمرهُم ... نكونُ على أمرٍ منْ الحقِّ مُبْرَمِ

ولوْ وزنَتْ رَضْوَى بحلْمِ سراتِنا ... لمالَ برَضْوَى حِلْمُنا ويرَمْرمِ

ونحنُ إذا ما الحربُ حلَّ صرارُها ... وجادَتْ على الحُلاَّبِ بالموتِ والدَّمِ

<<  <   >  >>