وقال العديل بن فرْخ بن معن بن أسود بن عمرو بن عوف بن ربيعة بن شُنَى بن الحارث، وهو السيّاب بن ربيعة بن عجل بن لُجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وأمّ العديل درْنا من بني مُحلَم، شيبانية:
ما بالُ عينكَ أسبلَتْ إسْبالا ... منْ أنْ عرفَتْ لمنزلٍ أطلالا
قبلي وقبلَكَ فاقْبلَنَّ نصيحتي ... ضرَبَ الحليمُ لذي الصِّبا أمثالا
إنّي لأكرَمُ شاعرٍ في وائلٍ ... عمّاً أغَرَّ إذا نُسبتُ وخالا
وأباً بهِ أعلو وتُعرفُ غُرَّتي ... ضخمُ الدَّسيعةِ سيّداً مِفْضالا
فإذا افتخرْتُ فخَرْتُ غيرَ مُغرِّبٍ ... بالأكرمينَ الأكثرينَ رجالا
بربيعةَ الأثرَينَ في أيامِها ... والأطولينَ فوارعاً وجبالا
تلقاهمُ في الحربِ حينَ تَكمَّشتْ ... بيضَ الوجوهِ على العدوِّ ثِقالا
والخيلُ تعلمُ أنّنا فرسانُها ... عندَ الصباحِ إذا رأيْنَ قتالا
الضاربينَ إذا أردتَ طِرادَهمْ ... والنازلينَ إذا أردتَ نِزالا
والضاربينَ إذا الكتائبُ أحجمَتْ ... غرباً يُذبّحُ مِلْ عِدا الأبطالا
فصبَحْنَ من أسدٍ حُلولاً باللِّوى ... موتاً أزلْنَ بهِ العدوَّ فزالا
وقتلتُ يربوعاً بهنَّ ودارِماً ... وأخذْنَ منهمْ حاجباً وعِقالا
ووطئْنَ يومَ الشيّطينَ بكَلْكَلٍ ... عُمَراً ومن سعدٍ أبَرْنَ حِلالا
ومنَ الرِّبابِ لقَيْنَهُ فقتلْنَهُ ... زيدَ الفوارسِ بالنِّصالِ فمالا
عن ظهْرِ أجردَ سابحٍ ذي مَيْعةٍ ... نقْلٍ إذا ما خالطَ الأجْرالا
وأخذْنَ من أفناءِ قيسٍ كلّها ... ساداتِها والسبيَ والأموالا
فَتبدّلتْ منّا سَبايا منهمُ ... بعدَ النعيمِ مَدارِعاً وشِمالا
وإذا عددْتُ فَعالَ قومي بيّنوا ... فوقَ الخلائقِ بسْطةً وفَعالا
وإذا نطقتُ معَ المقاولِ لمْ أدَعْ ... للقائلينَ إذا نطقتُ مَقالا
وقال العُديل:
ألا مَن لهَمٍّ أبى لمْ يرِمْ ... ضميركَ باتَ رفيقاً لِهَمْ
أبيتُ أكابدُهُ مَوْهِناً ... ونامَ الخَلِيُّ ولمّا أنَمْ
رأيتُ الهمومَ تَشِينُ الفتى ... ولو كانَ ذا أمْرةٍ أو عزَمْ
أرى الدهرَ يُومِن رُذّالَهُ ... فيَوماً بَئيساً ويوماً نِعَمْ
رهينَ المنايا فإنْ عِفْنَهُ ... وأخطأْنَهُ لمْ يدعْهُ الهرَمْ
كأنْ لم يعِشْ قبلَها ساعةً ... إذا كانتِ النفسُ عندَ الكِظمْ
وأيقنَ أصحابُهُ بالفِراقِ ... وأضحى ثَويَّ ضريحِ الرَّجَمْ
فإنْ أكُ ودّعتُ جهلَ الصِّبا ... ورَثَّ قُوى حبلِهِ فانْجَذَمْ
تَناسيْتُهُ بعدَ أجدادِهِ ... ليخْلِقَ حتى وهى فانصرَمْ
فقدْ استَبي البيضَ مثلَ الدمى ... عليهنَّ خَزُّ فريدِ العجَمْ
يجُدْنَ لنا بلذيذِ الحديثِ ... وهُنَّ لنا غيرُ ذاكُمْ حُرُمْ
أوانسُ من يلتمسْ سِترَها ... يجدْ ذاكَ حَلَّ مَحلَّ العُصُمْ
بكلِّ قَطُوفٍ أناةِ القيامِ ... رَقُودِ الضُّحى عَبلةٍ كالصنَمْ
رداحِ التوالي إذا أدبرَتْ ... هَضيم الحشا شَختَة المُلتزَمْ
مُنعّمةٌ لم تُلْحِها السَّمُومُ ... يُضيءُ سنا وجهِها في الظُّلَمْ
تَغوَّلُ حتى تروقَ الحليمُ ... وذا الجهلِ تُورثُ خَبْلَ السقَمْ
تكونُ أمانيّةٌ إنْ نأتْ ... وإنْ تدْنُ منهُ يكُنْ كالسدَمْ
وتَبسِمُ عن واضحٍ لونُهُ ... شَتيتٍ كلونِ أقاحي الرِّهَمْ
كأنَّ الجُمانَ على مُغْزِلٍ ... خَذولٍ لها رَشأٌ قدْ قرَمْ
تظلُّ تُصفِّقُ من حولِهِ ... وتحنو إليهِ إذا ما بَغَمْ
وقد أُعمِلُ العِيسَ حتى تَؤوبَ ... حَسيراً تجُرُّ نِعالَ الخدَمْ
بدأتُ بها وهي ملمومةٌ ... كِنازُ البَضيعِ وآةٌ زِيَمْ
فما أُبْتُ حتى ارعوى جهلُها ... وآضتْ لهَيْداً كعُودِ السلَمْ
ركبتُ بها كلَّ مجهولةٍ ... قِفارٍ وهاجرةٍ كالضَّرَمْ
يَحارُ الدليلُ نهاراً بها ... إذا ما التوى آلُها بالعلَمْ