للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ما تَوقَّلَ حِرباؤُها ... على الجِذْلِ ثمَّ نما واطَّخَمْ

فأبقى على ذاكَ منّي الزمانُ ... كريمَ الإخاءِ رَكوبَ البُهَمْ

سَبوقاً لغاياتِ يومِ المدى ... إذا ما الجيادُ علَكْنَ اللُّجَمْ

فما المُتَجرِّدُ في عصرِهِ ... إذا ما ارتدى زبَداً واستحَمْ

بأجوَدَ منّي لدى غايةٍ ... ومَدِّ اليدَيْنِ ونَعتِ الكرَمْ

أجيءُ إليها أمامَ الجِيادِ ... إذا ما البطيءُ كَبا أو قحَمْ

هنّي العِنانِ ولم أجتهِدْ ... إذا رفعوا فوقَهُنَّ الجِذَمْ

منازلَ أنزلَنِيها أبي ... ومنْ يَبتَني مثلَها لا يُلَمْ

عليَّ تعطّفَ من وائلٍ ... إذا قمتُ كلُّ جَوادٍ خِضَمْ

بهمْ يُكسرُ العظمُ من غيرِهمْ ... ويُرأبُ منهمْ إذا ما انفصَمْ

نَحُلُّ على الثِّغرِ عندَ الحروبِ ... فننْكي العدوَّ ونحوي الغُنُمْ

لنا سُرّةُ الأرضِ قد تعلمونَ ... ونارُ الملوكِ وأرضُ النِّعَمْ

نفَيْنا القبائلَ عن حرِّها ... بأرعَنَ ذي غابةٍ كالأجَمْ

كثير الدواعي بَعيدِ المسيرِ ... كمثلِ الظلامِ إذا ما ادلهَمْ

متى تَتتابعُ أخاديدَهُ ... تجدْهُ يُسَعِّرُ أعلى الأكُمْ

ومَلْكٍ أقمْنا له رأسَهُ ... وإنْ كانَ من قبلَنا لم يَقُمْ

عدلْنا صَراهُ بنَشّاجةٍ ... تَمُجُّ النَّجيعَ كشِدْقِ الأصَمْ

وجيشٍ غزانا كثير الصَّهيلِ ... فلاقى الذي كانَ منّا اجترَمْ

قَريْنا النسورَ صانديدَهُ ... ووَكْنَ البُغاثِ وجُونَ الرَّخَمْ

ونحنُ إذا سَنَةٌ أمحلَتْ ... وآضَتْ مُحولاً كلَونِ الأدَمْ

وزَفَّ القَريعُ أمامَ الإفالِ ... وينسى التخيُّلَ عندَ القطَمْ

ورُوِّحَتِ الشَّوْلُ في إثرِهِ ... وصَفَّ الإماءُ عليها الحُزُمْ

وأمسَتْ تَروَّحُ خُطّابُها ... بنَكباءَ عاريةٍ في شبَمْ

نُقيمُ فنُطعمُ لحمَ السَّنامِ ... إذا ما الشتاءُ علينا أزَمْ

وقال العُديل أيضاً يمدح محمد بن الحَجّاج:

هل للظعائنِ قبلَ البَينِ تَكليمُ ... أمْ حبلُهنَّ غَداةَ البَينِ مَصرومُ

ولَّيْنَ منّا برَهنٍ لا فَكاكَ لهُ ... وعَبرةٍ جشأتْ منها الحَيازيمُ

من لوعةِ البَينِ إذ راحَ القَطينُ بهمْ ... ومُضمَرٌ من دَخيلِ الحُبِّ مَكتومُ

أعرضْنَ لمّا رأينَ الشيبَ شامِلَهُ ... والشَّيبَ عندَ كِعابِ الخِدرِ مَصرومُ

زُرناكَ والعِيسُ خُوصُ في أزِمَّتِها ... هُوجُ الرياحِ لحاديها هَماهيمُ

منْ كلِّ صَهباءَ نَسْتَجْري الزِّمامَ بها ... تَبْري لها سَهوةُ الضَّبعَيْنِ عُلْكومُ

تنفي الحصى عن أظَلَّيْها بمُشتبَهٍ ... منَ المفاوزِ يستَعوي بهِ البُومُ

كأنَّ حاديها مما تُكلِّفُهُ ... أعضادُها منْ سوادِ الليلِ مأمومُ

كلَّفتُهُ السيرَ حتى في مفاصلِهِ ... ربْوٌ وحتى صَميمُ العظْمِ مَوصومُ

والعيسُ جائلةُ الأنْساعِ يَسعَفُها ... حامي الأجيجِ من الأيامِ مَسمومُ

بمُستوىً من ردى الدوِيِّ ليسَ بهِ ... للقومِ إلاّ سُرى البِيضِ المَتاهيمُ

تَعريجَ منزلةٍ إلاّ على عُرُضٍ ... ثمَّ انجذابٌ بسَيرٍ فيهِ تَقحيمُ

ينفُضْنَ تحتَ الحصى في كلِّ منزلةٍ ... أزرارُ مُعْلَقةٍ فيها الخَياشيمُ

بسابغاتٍ من الألحَيْ كأنَّ بها ... سُبوتَ حَضْرَمَ تثنيها الأباهيمُ

ينوِينَ فرْجَ ثَقيفٍ في أرُومَتِها ... إذا ثقيفٌ سمَتْ منها الخراشيمُ

ينوِينَ أبيضَ مثلَ السيفِ أورثَهُ ... أبو عَقيلٍ ثناءً ليسَ مَهدومُ

بحرٌ أجادَتْ بهِ غرّاءُ مُنجِبةٌ ... من فرعِ سعدٍ لها مجدٌ وتكريمُ

كمْ من أبٍ لكَ يُسْتسقى الغَمامُ بهِ ... جزْلٍ مواهبُهُ بالخيرِ مَوسومُ

ونائلٍ منكَ جزْلٍ لا تُتَبِّعُهُ ... مَنّاً ولا فيهِ إنْ أعطيْتَ تأثيمُ

الواهبُ المائةَ الأشباهَ حاديةً ... والجُردُ تتْبعُها البيضُ الرغاميمُ

والمشتري الحمدَ إنَّ الحمدَ ذو مهَلٍ ... والتاركُ البخلَ إنَّ البخلَ مذمومُ

<<  <   >  >>