يغدو إذا ما غدا تنْدى أناملُهُ ... في باذخٍ قصُرَتْ عنهُ السَّلاليمُ
نِعمَ المُناخُ أنخْنا بعدَ شُقَّتِنا ... والوفدُ مُعطىً فمَحْبُوٌّ ومحرومُ
لقدْ بسطْتَ لساني بعدَ غُصتِهِ ... وقدْ جبرْتَ جناحي وهْوَ مهضومُ
وقدْ أتيتَ الذي كانتْ تُحدِثُني ... نفسي فأكتمُهُ والسرُّ مكتومُ
بحقِّ منْ عَدَّ آباءً تَعدُّهمُ ... إنَّ اللَّهاميمَ منهنَّ اللهاميمُ
أعطاكَ ذو العرشِ ما أعطى كرامَتَهُ ... رَبُّ الرسولُ لهُ سِيمى وتَسْويمُ
ما مُزْبِدٌ من خليجِ البحرِ مُنجَرِدٌ ... جَوْنُ الأواذِيِّ تعلوهُ العَلاجيمُ
يوماً بأجوَدَ منهُ حينَ تسألُهُ ... إذا الصَّبا حارَدَتْ واعتَلَّتِ الكُومُ
ما زلتَ تركبُ مكروهَ الأمورِ لها ... حتى زجَتْ لكَ بالملْكِ الخواتيمُ
أنتَ الربيعُ الذي جادتْ مَواطِرُهُ ... وكلُّ منْ لمْ يصبْهُ الغيثُ محرومُ
قِيسوا المئينَ فإنّي قد بقيتُ لكمْ ... غَمْرَ الجِرّاءِ إذا التفَّ الأضاميمُ
مُستَعفي السَّوطِ خَرّاجاً على مهَلٍ ... في مَبْرَكٍ ثَبتَتْ فيهِ الجراثيمُ
وقال العُديل يفتخر:
صرَمَ الغواني فاستراحَ عواذلي ... وصحَوتُ بعدَ صَبابةٍ وتَمايُلِ
وذكرتُ يومَ لِوى عُنيْقٍ نِسوةً ... يأررَجْنَ بينَ أكِلّةٍ ومراحلِ
لعبَ النعيمُ بهنَّ في أطلالِهِ ... حتى لبسْنَ زمانَ عيشٍ غافلِ
يأخذْنَ زينتَهُنَّ أحسنَ ما ترى ... وإذا عطَلْنَ فهنَّ غيرُ عواطلِ
وإذا خَبأنَ خدودَهُنَّ أرَيْنَنا ... حدَقَ المها وأخذنَ نبْلَ النابلِ
يَلبسْنَ أرديَةَ الشبابِ لأهلِها ... ويمُدُّ بالحبلَيْنِ حبلَ الباطلِ
بَيضُ الأنُوقِ كَسِرِّهِنَّ ومنْ يُرِدْ ... بَيضَ الأنوقِ فوكرُها بمعاقلِ
زعمَ الغواني أنَّ جهلَكَ قد صحا ... وسَوادَ رأسِكَ قصدَ شَيبٍ شاملِ
ورأكَ أهلُكَ منهمُ ورأيتَهمْ ... ولقدْ يكونُ معَ الشبابِ الخاذلِ
فإذا تطاولَتِ الحبالُ رأيتَنا ... بفروعِ أرعنَ فوقَها مُتطاوِلِ
وإذا سألْتَ ابْنَيْ نزارٍ بَيَّنا ... مجدي ومنزلَتي من ابْنَيْ وائلِ
حدبَتْ بنو بكرٍ عليَّ وفيهمِ ... كلُّ المكارمِ والعديدِ الكاملِ
خطَروا ورائيَ بالقَنا وتجمَّعتْ ... منهمْ قبائلُ أُردِفَتْ بقبائلِ
إنَّ الفوارسَ من لُجَيْمِ لم يزَلْ ... فيهمْ مَهابةُ كلِّ أبيضَ فاعلِ
مُتعَمِّمٌ بالتاجِ يسجدُ حولَهُ ... منْ أهلِ هَوْذةَ للمكارمِ حاملِ
أو رهْطُ حنظلةَ الذينَ رماحُهمْ ... سَمُّ الفوارسِ حتْفَ موتٍ عاجلِ
قومٌ إذا شهروا السيوفَ رأوا لها ... حقاً ولمْ يكُ سَلُّها بالباطلِ
ولئن فخرْتَ بهمْ لمثلِ قديمِهمْ ... بسطَ المفاخرَ من لسانِ القائلِ
أولادَ ثعلبةَ الذين بمثلِهمْ ... حلمَ الحليمُ ورُدَّ جهلُ الجاهلِ
أهلُ العرارةِ والنُّبوحِ ترى لهمْ ... حلقَ المجالسِ بالصعيدِ القابلِ
ولمَجْدِ يَشْكُرَ سَورةٌ عاديّةٌ ... وأبٌ إذا ذُكرَ وليسَ بخاملِ
وبنو القُدارِ إذا عددْتَ صَنيعَهمْ ... وضَحَ القُدارُ لهمْ بكلِّ مَحافلِ
وإذا فخرْتَ بتَغلِبَ ابنةَ وائلٍ ... فاذكُرْ مكارمَ من ندىً وأوائلِ
ولتَغلِبَ الغَلْباءَ عِزٌّ بَيِّنٌ ... عاديّةٌ ويَزيدُ فوقَ الكاهلِ
قسَطوا على النعمانِ وابنِ مُحرِّقِ ... وابنَيْ قَطامِ بعزّةٍ وتَناوُلِ
بالمُقْرباتِ يبِتْنَ دونَ رحالِهمْ ... كالقدِّ بينَ أجِلّةٍ وصَواهلِ
أولادِ أعوجَ والصَّريح كأنّها ... عِقْبانُ يومَ دُجُنّةٍ ومَخائلُ
يلفِظْنَ بعدَ أُزومِهِنَّ على الشبا ... علَق الشكيم بألسُنٍ وجَحافلِ
قومٌ همُ قتلوا ابنَ هندٍ عَنوةً ... وقَنا الرماحِ يذُدْنَ وِردَ الناهلِ
منهمْ أبو حنَشٍ وكانَ بكفِّهِ ... رِيُّ السِّنانِ ورِيُّ صدرِ العاملِ
ومُهلهَلُ الشعراءِ إنْ فخروا بهِ ... وندى كُلَيْبٍ عندَ فضلِ النائلِ