للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حجبَ المنيّةَ دونَ واحدِ أمِّهِ ... منْ أنْ تبيتَ وصدرها ببلابلِ

وكفى مُجالسةَ السِّبابِ ولم يكنْ ... يَستَبُّ مجلسُهُ وحقّ النازلِ

حتى يُجيرَ على الملوكِ فلمْ يرمْ ... حدَباً ولا صَعراً لرأسٍ مائلِ

في كلِّ حيٍّ للهُذَيلِ ورَهْطِهِ ... نَعَمٌ وأخْذُ كريمةٍ وتناوُلِ

بِيضٌ كرامٌ رَدَّهنَّ لعنوةٍ ... أسَلُ القَنا وأُخذْنَ غيرَ أراملِ

أبناؤُهن من الهُذيلِ ورهطِهِ ... مثلُ الملوكِ وعِشْنَ غيرَ عواملِ

وقال العُديل أيضاً:

صحا من طِلابِ البِيضِ قبلَ مَشيبِهِ ... وواضعِ طرْفِ العينِ فهوَ خَفيضُ

كأنْ لمْ أكنْ أرعى الصِّبا ويقودُني ... منَ الحيِّ أحوى المُقلتَيْنِ غَضيضُ

دعاني لهُ يوماً هوىً فأجابَهُ ... فؤادٌ إذا يلقى المِراضَ مريضُ

لمُستأنِساتٍ بالحديثِ كأنّها ... تَهلُّلُ غُرٍّ بَرقُهنَّ وَمِيضُ

وإنَّ لساني عنكمُ قدْ علمتمُ ... لعَفٌّ وإنّي دونَكمْ لعَضوضُ

وإنّي لِما حمَّلْتُمُ من مُلمّةٍ ... تضيقُ بها أعطانُكمْ لنَهوضُ

يُخَشُّونَني الحَجّاجَ حتى كأنّما ... يُحرَّكُ عظمٌ في الفؤادِ مَضيضُ

إذا ذُكرَ الحجاجُ أضمرتُ خِيفةً ... إلى القلبِ حتى في الفؤادِ مَضيضُ

ودونَ يدِ الحجاج منْ أنْ تنالَني ... بساطٌ أيدي الناعِجاتِ عريضُ

مَهامِهُ أشباهٌ كأنَّ سرابَها ... مُلاءٌ بأيدي الغاسلاتِ رَحيضُ

إذا كُلِّفَتْها العِيسُ زَيَّلَ بينَها ... حَزابِيّ يجري آلُها وغُموضُ

إذا استوقدَتْ منها الأماعزُ غادرَتْ ... بها جُندَبَ المَعْزاءِ وهْوَ رَكوضُ

قليلٌ بها السارونَ إلاّ تَعِلّةٌ ... مَطِيٌّ جرتْ أحقابُهُ وغُروضُ

إذا قَلَّصَتْ خُوصَ العيونِ كأنّها ... قِداحٌ نَحاها باليدَيْنِ مُفِيضُ

ترى الحُرّةَ الوَجناءَ يضربُ حاذَها ... ضئيلٌ كفرّوج الدجاجِ جَهيضُ

وقال العُديل أيضاً:

لَعمرُكَ إنّي يومَ بَينِ ظعائنٍ ... غدَوْنَ ولمْ يَنظُرْنَني لحزينُ

ظعائنُ يَنوينَ الكثيبَ وأهلَهُ ... غدَونَ وقلبي عندهنَّ رهينُ

كما حاجةٌ منْ أمِّ زيدٍ تعودُني ... وقد غالَني لو تعلمينَ شُؤونُ

تقولُ بذلْتُ الوُدَّ منكَ لغيرِنا ... وقطّعتَ حبلَ الوصْلِ وهو متينُ

أراكَ تَخطّانا إذا جئتَ زائراً ... وقدْ شهَرَتْنا في هواكَ عيونُ

لججْتَ بهِجرانِ البيوتِ كأنّما ... عليكَ بهِجرانِ البيوتِ أمينُ

تراجعْنَ بالأيدي السلامُ وكلُّنا ... بصاحبِهِ يومَ الفِراقِ ضَنينُ

كأنَّ الخُدورَ ألجأتْ في ظلالِها ... نِعاجَ الملا ليستْ لهنَّ قرونُ

قطعْتُ حبالَ الوصْلِ منهنَّ بعدَما ... تَطاوحْنَ حتى ما لهنَّ قرينُ

منَ الأنسِ إلاّ مستفيدٌ لقولِنا ... ولا الجنّ إلاّ قد ألمَّ يَدِينُ

وقدْ قيلَ حتى ما أبالي حديثَهُ ... أقاويلَ مِينَتْ باطلٌ وظنونُ

أقاويلُ أقوامٍ وقالَةُ نسوةٍ ... يقُلْنَ ولمّا يأتِهنَّ يقينُ

فإنَّ الذي حُدّثْتِ رَقَّى حديثَهُ ... عدوٌّ لحبلِ المسلمينِ لَعينُ

معَ الشانئِ الغَيرانِ شيءٌ كأنّهُ ... منَ الوجْدِ مَبهوتُ الفؤادِ طَعينُ

يُرائيكَ إلاّ إن سألتُكَ مالَهُ ... ويُمسي منَ الشَّنآنِ وهْوَ بَطينُ

وليسَ بمُعطيكَ المُواخاةَ كلَّها ... أخٌ لكَ ما لمْ يرْعَ حينَ تَبينُ

بعينَيْكَ أحداجٌ لدَوْمةَ إذْ غدَتْ ... لها نِيبَّةٌ تُنئي الحبيبَ شَطُونُ

غدَتْ من رَجا الوادي كأنَّ حُمولَها ... لعينِ البصيرِ المُستَبينِ سَفينُ

على كلِّ نَعّابٍ يُباري زِمامَهُ ... بهِ من أغاني الحُداةِ جنونُ

إذا خضَلَتْ أعطافُهُ غضِبتْ لهُ ... قوائمُ عُوجٌ تنتَحي وتَلينُ

ورأسٌ كبِرْطيلِ الحديدِ يَزِينُهُ ... مَشافرُ مَضبوحِ الجِرانِ ذَقُونُ

وما كانَ ضَرَّ العامِريّاتِ لو بدا ... لنا يومَ فلْجٍ أسْؤُقٌ وعيونُ

وقال العُديل أيضاً:

أجِدَّكَ لا تَنهى وإنْ كنتَ أشْيبا ... فؤادَكَ ذا الأهواءِ أنْ يَتطرَّبا

<<  <   >  >>