للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويومَ سما لنسوتِنا شُمَيطٌ ... بمَقْنَبِهِ على أثرِ الدليلِ

غزا بخِمَيسِهِ من ذاتِ كهفٍ ... فقطَّرَهُ فوارسُ غيرُ مِيلِ

لياليَ يعتزُونَ إلى كليبٍ ... بمُجتمِعِ الشقيقةِ والأميلِ

متى شهدَتْ فوارسَنا كُليبٌ ... ضلَلْتَ وأنتَ من بلدِ الضَّلُولِ

لنا عزُّ الرِّبابِ وآلِ سعدٍ ... عطاءُ الواحدِ الصمَدِ الجليلِ

همُ وطِئوا حِماكَ وهمْ أحلُّوا ... بيوتَكمُ بمنزلةِ الذليلِ

همُ اختاروا عليكَ غداةَ حلُّوا ... وبيتُ ابنِ المراغةِ بالمَسيلِ

سددْتُ عليكَ مطلِعَ كلِّ خيرٍ ... فعَيَّ عليكَ مُطَّلَعُ السبيلِ

رماكَ اللؤمُ لؤمُ بني كُليبٍ ... بعبءٍ لا تقومُ لهُ بقِيلِ

أهِبْ يا بنَ المَراغةِ من كُليبٍ ... بلؤمٍ لن تغيِّرَهُ طويلِ

فقد خلَفَتْ كُليبُكَ من تميمٍ ... مكانَ القُرْدِ من ذنَبِ الفَصيلِ

وحظُّ ابنِ المراغةِ من تميمٍ ... كحظِّ الزانياتِ من الفحولِ

فإنّكَ وافتِخارَكَ من كُليبٍ ... ببيتِ اللؤمِ والعددِ القليلِ

كأورَقَ ذَلَّ ليسَ لهُ جناحٌ ... على عُودَيْنِ يلعبُ بالهديلِ

وقد ركبَتْ لغايَتِها كُليبٌ ... بأدْفى حينَ تَنْخُسُهُ زَحولِ

بهِ زوَرُ العبودةِ فهْوَ أدنى ... نصَتْهُ الخيلُ عن مِيلٍ فمِيلِ

زَيايدُ من رَقاشِ مُعلَّقاتٌ ... كحَيضِ الكلبِ ناقصةَ العقولِ

فإنْ تخلطْ حياءً من صُبَيرٍ ... بهمْ تَسُقِ السَّفالَ إلى الخُمولِ

وليسَ ابنُ المراغةِ يومَ تُسبى ... نساءُ ابنِ المراغةِ بالصَّؤولِ

وألحقَهُنَّ أقوامٌ سواكمْ ... وعندَكَ ما أخذْنَ وهنَّ حُولِ

ويلمعُ بالسيوفِ بنو حريصٍ ... ولمْ يشفوا بها وغَرَ العليلِ

علَوتُكَ وانهزمتَ إلى رياحٍ ... تعوذُ بها من الأسدِ البَسيلِ

وطاحَ ابنُ المراغةِ إذْ تَصلَّى ... بليثٍ بينَ أنهارٍ وغِيلِ

هِزَبْرٍ يَفرُسُ الأقرانَ فرْساً ... بأنيابٍ قُراسيّةٍ نُزولِ

فأثبَتَ في الذؤابةِ من جَريرٍ ... زِجاجاً ما تخافُ منَ النصولِ

فأمسى فرَّجَ الشأنَيْنِ منهُ ... بكلِّ شَباةِ ذي طرْفٍ أسيلِ

تطلَّبهُ عطيّةُ وهْوَ ميْتٌ ... يُقضِّي وهْوَ يُسْبَرُ بالفَتيلِ

إذا ما ضمَّها بالسمنِ جاشَتْ ... بهِ جيشَ المُعَرْمَضَةِ الدَّحولِ

سأشتِمُكمْ وإنْ نهقَتْ كُليبٌ ... صهلْتُ وما النواهقُ كالصهيلِ

وقال يرد على جرير:

لمنْ منزلٌ بالمستَراحِ كأنّما ... تَجلَّلَ بعدَ الحَولِ والحولِ مُذْهَبا

بهِ ذرفَتْ عيناكَ لما عرفْتهُ ... وكيفَ طِبابَيْ عيِّنٍ قد تسرَّبا

فلمْ أرَ منها غيرَ سُفْعٍ مَواثلٍ ... وغيرَ رمادٍ كالحمامةِ أكهبا

تَهادى بهِ هُوجُ الرياحِ تَهادياً ... ويَهدِينَ جَولانَ الترابِ المُهذّبا

نسَفْنَ ترابَ الأرضِ من كلِّ جانبٍ ... ومُنخرَقٍ كانتْ بهِ الريحُ نَيْسَبا

وكلِّ سِماكيٍّ يجولُ رَبابُهُ ... مرَتْهُ الصَّبا في الدجْنِ لما تَحلَّبا

إذا ما علا غَوريَّهُ أرزمَتْ بهِ ... تَوالٍ مَتالٍ مُخَّضٍ فتحدَّبا

أغرُّ الذُّرى جَوزُ الغِفارةِ وابلٌ ... ترى الماءَ من عُثنونِهِ قد تصبَّبا

مضى فانقضى عيشٌ بذي الرِّمثِ صالحٌ ... وعيشٌ بحُزوى قبلَهُ كانَ أعجبا

لياليَ يدعوني الصِّبا فأجيبُهُ ... إلى البِيضِ تُكسى الحَضرميَّ المُصلَّبا

نواعمَ يَسبينَ الغويَّ وما سبى ... لهنَّ قلوباً إذْ دنا وتخلَّبا

وصوَّرَهنَّ اللهُ أحسنَ صورةٍ ... ولاقَينَ عيشاً بالنعيمِ تَربَيَّا

عِراضَ القطا غُرَّ الثنايا كأنّها ... مها الرملِ في غرٍّ من الظلِّ أهدبا

قِصارَ الخطى تمشي الهُوينا إذا مشتْ ... دبيبَ القطا بالرملِ يُحسبْنَ لُغَّبا

إذا ما خشِينَ البَينَ والبينُ رائعٌ ... تواعدْنَ بينَ الحيِّ والحيِّ مَلعبا

خرجْنَ عشاءً والتقَيْنَ كما التقى ... مها رَبْربٍ لاقى بفَيحانَ رَبْربا

<<  <   >  >>