وعمروُ بنُ يربوعٍ قرودٌ أذلّةٌ ... يسوقونَ مبتوراً من العزِّ مُقْعَدا
أتتْكَ صُبَيْرٌ والحرامُ بنصرِها ... وذلكَ أمسى نصرُهمْ أنْ يُحشَّدا
وإنْ تُعجَمِ العجماءُ يوجدْ نحاسُها ... لئيماً ولا تلقى الإهابَيْنِ أحمِدا
وما درَنُ الأسْتاهِ رهْطُ ابنِ مُرسَلٍ ... بكُفْءِ كرامِ الناسِ قِنّاً مُولَّدا
فإنْ همّتِ الهمّامُ يوماً بسَوأةٍ ... هَداها لهُ إبليسُ حتى تورَّدا
تكنْ ذو طلوحٍ من عَرينٍ ولؤمُهمْ ... إذا ما غدَوا بالقُفِّ للشاءِ رُوَّدا
يُضافُ ابنُ يربوعٍ وما يُحْسِنُ القِرى ... إذا ما رياحُ الشامِ أمسَيْنَ بُرَّدا
هجَوْتَ عُبَيداً عن قضى وهْوَ صادقٌ ... ومن قبلِهِ غارَ القضاءُ وأنْجدا
فتلكَ بنو اليربوعِ إنْ كنتَ سائلاً ... فيا شرَّ يربوعٍ طِعاناً ومَرقدا
كذبْتَ عُبَيدٌ سامَكَ الضيمَ صاغراً ... فلمْ ترَ إلاّ أن تقِرَّ وتقعُدا
أقلتُمْ لهُ بعدَ التي ليسَ مثلَها ... بها رقَّ أفواهُ النساءِ وجَرَّدا
ومنْ قبلُ إذْ حاطَتْ جَنابُ حِماكُمُ ... وأصدرَ داعِيكمْ بفَلْجٍ وأوْردا
همُ استلَبوا منكمْ إزاراً ظُلامةً ... فلمْ تَبسُطوا فيها لساناً ولا يدا
وهمْ منعوا يومَ الصُّلَيْعاءِ سَرْبَهُمْ ... بطَعنٍ ترى منهُ النوافذَ عُنَّدا
وبالوَقَبى عُذْتُمْ بأسيافِ مازنٍ ... غداةَ كسَوا شَيبانَ عَضْباً مُهنّدا
فلولا حُمَيّا آلِ عمروٍ لكنتُمُ ... بأسفلِ مَوسوجٍ نَعاماً مُشرَّدا
فخَرْتُمْ بقتلِ المانحينَ وغيرُكمُ ... بَني شرِّ يربوعٍ بهِ كانَ أسعدا
ألستَ ليربوعيةٍ تلزمُ استَها ... إذا شربَتْ صاعَ المنيَّ المُصعَّدا
كما أرزمَتْ خَوّارةٌحينَ باشرَتْ ... مَناخرُها بوَّ الحمارِ المُجلَّدا
يفرُّ من السِّترَيْنِ زوجُ عروسِهمْ ... فراراً إذا ما الفَسْوُ منها تَردَّدا
ترى البظرَ منها مُرْمَعِلاًّ كأنّهُ ... لسانٌ بدا من ذي حِفافَيْنِ أنْجدا
هَرِيتاً كجَفْرٍ من عَمايةَ آجِنٍ ... صَراهُ أثارَتْهُ الأكفُّ فأزبَدا
إذا أرزمَتْ أسْتاهُهُنَّ تَهيَّجَتْ ... أعاصيرُ يرفعْنَ الغبارَ المُعضَّدا
وقال عمر بن لجإٍ أيضاً يهجو جريراً:
أتشتِمُ أقواماً أجارُوا نساءَكمْ ... وأنتَ ابنَ يربوعٍ على الضيمِ وارِكُ
أجرْنا ابنَ يربوعٍ من الضيمِ بعدَما ... سقتْكمْ بكأسِ الذلِّ والضيمِ مالِكُ
غداةَ أرادَتْ مالكٌ أنْ نُحِلَّكمْ ... على الخَسْفِ ما هبَّ الرياحُ السَّواهكُ
فعُذْتمْ بأحواءِ الرِّبابِ وأنتمُ ... كفَقْعِ التناهي استدرجَتْهُ السنابكُ
وبالعِرضِ إذْ جاءَتْ جموعٌ تجمَّعتْ ... بسجْحَةَ قادَتْها الظنونُ الهوالكُ
تركناهمُ صرعى كأنَّ ظهورَهمْ ... عليها من الطعنِ العَبيطِ الدَّرانِكُ
فذُدْنا وأرهبْنا أخاكمْ فأصبحَتْ ... لكمْ منهمُ أيدٍ وأيدٍ شَوابكُ
كما قد نبا عن مالكٍ جُلُّ جَمعِكمْ ... بسهلِ الحِمى والهضبِ طَعنٌ مُدارِكُ
فكيفَ يسُبُّ التَّيمَ من قدْ أجارَهُ ... فوارسٌ تيمٍ والرماحُ الشوابكُ
يُصدّقُ دفْعَ التيمِ عنكمْ إذا انتمَوا ... إلى المجدِ غاراتُ الكُلابِ المَسابكُ
نَمَتْمنِيَ شُمٌّ للذؤابةِ والذُّرى ... ولي من تميمٍ رأسُها والحوارِكُ
هناكَ ابنُ تيمٍ واسطُ الأصلِ فيهمِ ... وأنتَ ابنَ يربوعٍ بديلٌ مُتارِكُ
ويومَ إرابَ السهلِ يومَ استَبَتْكمُ ... عَلاكم بني اليربوعِ ورْدٌ مُواشِكُ
بنو تغلِبَ الغلباءِ راحَتْ عشيّةً ... بنسوتِكمْ لمْ تحمهنَّ النيازكُ
ومنْ هرَمِيٍّ قد تَغشَّتْ خَزايَةً ... وجوهُكمُ ما دامَ للشِّعرِ حائكُ
وأسلمْتُمُ سُفيانَ للقومِ عَنوةً ... ولو لحِقَ المُستصرِخاتُ اللوائكُ
وبالعَكنِ الكلبيِّ أخزى نساءَكمْ ... غَداةَ تُنادي البِيضَ منها الفواركُ
سَليطاً بأنْ تستنزِلوهُنَّ بعدَما ... جرى ولهاً منها الدموعُ السَّوافكُ