للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نغارُ عليها غَيرةً مُضَرِيّةً ... إذا ما انتضَيْنا المَشْرَفِيَّ المهنّدا

نذودُ بهنَّ الوِردَ ما استمسكَتْ بهِ ... قوائمُها يذْرِينَ هاماً وأسعُدا

فلا تَغزُنا آلُ الرِّبابِ كتيبةً ... مَعَدِّيَّةً أو غيرَ منْ قدْ تمَعْددا

لهمْ رائسٌ إلاّ قتَلْنا رئيسَهمْ ... فمنْ شاءَ عدَّدْنا الفَعالَ وعدَّدا

ونحنُ قتلنا يومَ قِنعِ هُبالةٍ ... شَمَيْطاً وحسانَ الرئيسَ ومُرشِدا

ونحنُ أخذْنا من بني أسدٍ معاً ... بوشمِ القِرى قَسْراً سُويْداً ومَعْبدا

ونحنُ قتلْنا مَعقِلاً إذْ تداركَتْ ... بهِ الخيلُ إذْ هابَ الجبانُ وعرَّدا

ونحنُ قرَنَّا مالكاً وهْوَ جارُكمْ ... بذي كلَعٍ فينا أسيراً مُقيَّدا

ونحنُ حسرْنا يومَ سَخبانَ بالتي ... أطاعَ بها الناسُ الرئيسَ المُسَوَّدا

وعبدَ يغوثَ الهيرِ يومَ مُجِيزةٍ ... تركْناهُ يكبو في قَناً قد تقصَّدا

وغادرَ حسانَ بن عوفٍ طِعانُنا ... صريعاً على خدِّ الشمالِ مُوسَّدا

وعوفَ بنَ نعمانٍ أخذْناهُ عَنوةً ... وكنّا نفُضُّ الجندَ ممنْ تَجنَّدا

ومن قبلُ أوثَقْنا ابنَ خَضْرانَ عنوةً ... عَدِيّاً وطردْنا ابنَ حسانَ بُرجُدا

ونحنُ ضربْنا جيشَ سعدِ بنِ مالكٍ ... بلُبنانَ والأعراضِ حتى تبدَّدا

ومنْ قبلُ إذْ نالَتْ يزيدَ رماحُنا ... مَنَنّا عليهِ بعدَ إيثاقِهِ يدا

وما عرضَتْ من طيّئٍ عن أسيرِنا ... حُصَيْنٍ ثواباً كان ذِكراً ولا جَدا

مننّا عليهِ منّةً لمْ يكنْ لها ... ثوابٌ سوى ذِكرٍ يكونُ غدا غَدا

وقدْ أسلحتْ فرسانُ تَيمٍ ذوي النُّهى ... أبا نهْشَلٍ والدارِمِيَّ الضَّفَنْدَدا

وسلْمَةُ إذْ دارَتْ بنا الحربُ دَورةً ... كسوْنا قفاهُ المَشرفيَّ المهنَّدا

ونحنُ قتلْنا من رياحٍ بمَوحَدٍ ... قتيلاً أفَتْنا نفسَهُ حينَ حدَّدا

ونحنُ هزمْنا بالمَنِيحَيْنِ جمعَكمْ ... وكانَ لكمْ يومُ المنيحَيْنِ أنْكدا

قتلْناكمُ منْ بعدِ أسرٍ أصابَكمْ ... فساءَكمُ القتلُ الأسيرَ المُصفَّدا

فأوزَعَنا الإسلامُ بالسِّلمِ بعدَما ... قتلْنا ملوكَ الناسِ مَثنى وموحَدا

ولم يُخزِ حَوضي ما جبَتْ لي رماحُهمْ ... ولكنْ لقُوّادِ الكتائبِ صُيَّدا

فإنْ تكُ أرضَتْني الرِّبابُ بما بنَوا ... فقدْ وجدوا عنهمْ لسانيَ مِذْوَدا

فخَرْتُ بحقٍّ وافتخرْتَ بباطلٍ ... وزُورٍ فلمْ يجعلْ لكَ اللهُ مَصْعَدا

فخرْتَ بسعدٍ كالذي حنَّ والِهاً ... إلى القمرِ العالي إذا ما توقَّدا

تحِنُّ إلى بدرِ السماءِ ودونَهُ ... نَفانِفُ تُنْبي الطرْفَ أنْ يَتصعَّدا

فما من بني اليربوعِ قيسُ بنُ عاصمٍ ... ولا فَدَكِيٌّ يا جريرُ بنُ أعبُدا

ولا آلُ جَزْءٍ يا جريرُ ولا الذي ... سما بجنودِ البأسِ أيامَ صَيْهَدا

ولا اللُّبَدُ اللاتي بسطْنَ مُقاعساً ... إذا زأرَتْ في غَيْطَلٍ قد تَلبَّدا

ولا الغُرُّ من آلِ الأجارِبِ أصبحوا ... لمن نصروا رُكناً عزيزاً مؤيَّدا

ولا الزِّبْرِقانُ ابنُ العرانينِ والذُّرى ... ولا آلُ شَمّاسٍ ولا آلُ أسعدا

ولا منْ بني اليربوعِ غُرٌّ حبَتْ بهمْ ... بحورٌ من الآفاقِ مجداً وسوددا

ولكنّما سعدٌ عَلاكَ عُبابُها ... وقبلَكَ ما غَمُّوا أباكَ فبلَّدا

فتلكَ الذُّرى لا قاصِعٌ ومُنفِّقٌ ... إذا اتَّلَجَ اليربوعُ فيهنَّ أُفرِدا

إلى الغرِّ منها إنْ دعوْتُ أجابَني ... خَناذيذُ في رأسٍ من الغرِّ أصْيَدا

فدعْ ناصِري لا ذنبَ لي إنْ علوْتُكمْ ... وكنتُ كمنْ يرجو الرياحَ فأكسدا

ولمّا عددْنا كلَّ بؤسى وأنعُمٍ ... وجَدَّ الرهانُ الحقُّ حتى تخدَّدا

وجدتُ المُصَفَّى من تميمٍ سِواكمُ ... ولؤمَ بني يربوعَ شيئاً مُخلَّدا

فلوْ غيرَ يربوعٍ أبوكمْ صلَحْتُمُ ... ولكنَّ يربوعاً أبوكمْ فأفسَدا

ولكنَّ يربوعاً سَقيطٌ إذا دعَتْ ... غُدانَةُ أسْتاهَ الإماءِ مُقلِّدا

<<  <   >  >>